العاملون في منظمة الصحة العالمية في مجال شلل الأطفال يتأملون في دورهم في الاستجابة للزلزال الذي ضرب أفغانستان في عام 2022

Afghanistan earthquake

10 حزيران/ يونيو 2024 - عندما ضرب زلزال قوته 5.9 درجة جنوب شرق أفغانستان في الساعات الأولى من يوم 22 حزيران/ يونيو 2022، كان العاملون في مجال مكافحة شلل الأطفال من أوائل المستجيبين. فقد بادروا بالمساعدة في رعاية العديد من المصابين مع بزوغ الفجر في ولايتي خوست وباكتيكا، واتضاح مدى الدمار الذي لحق بهما.

وتولَّت أفرقة شلل الأطفال التابعة للمنظمة تضميد الجروح، وتقديم الرعاية لذوي الإصابات الشديدة، وتقديم المساعدة بوجهٍ عامٍ حيثما لزم الأمر. وشمل ذلك التنقيب بحثًا عمن لا يزالون على قيد الحياة، وإقامة الخيام، وتفريغ الشاحنات، وتوزيع شحنات لوازم الطوارئ واللوازم الجراحية والمستلزمات والمعدات الطبية المقدمة من المنظمة. كما شارك العاملون في مجال شلل الأطفال في المهمة المفجعة المتمثلة في إعداد الموتى للدفن.

وفيما يلي مقتطفات مما قالوه إذ يفكرون في تجاربهم.

السيد نجيب الله، مسؤول شلل الأطفال في حي جيان بولاية باكتيكا

اسمي نجيب الله، وأنا مسؤول شلل الأطفال في مقاطعة جيان بولاية باكتيكا. وعندما ضرب الزلزال مقاطعة جيان، كنتُ نائمًا في المنزل. واستيقظتُ لأن المنزل كان يهتز والغبار كان يسقط عليّ. كان المكان مظلمًا، ولم أكن أعرف ماذا حدث حتى سمعتُ صرخات الناس.

وكانت الهواتف لا تزال تعمل، فاتصلتُ بمسؤول شلل الأطفال في مقاطعتنا وأبلغتُه بما حدث. وكنتُ أول شخص يبلغ عن وقوع الزلزال في مقاطعة جيان. وبعد الانتهاء من مكالمتي، ركضتُ للمساعدة في إنقاذ المصابين.

Najibullah

كان المكان مظلمًا، لكنني رأيتُ المنازل مدمرة وسمعتُ الناسَ يصرخون ويبكون. واستخدمنا أية سيارات كانت متاحة لنقل المصابين إلى أقرب عيادة لتلقي الإسعافات الأولية. ولكن كان هناك العديد من المصابين وكانت العيادة على بُعد 4 كيلومترات، لذلك أنشأنا عيادة مؤقتة في القرية. وقد حضر فريق العمل المعني بشلل الأطفال، الذي يعيش أفراده في أماكن متفرقة في أنحاء المقاطعة، لتقديم المساعدة. استخدمنا خيمة وأسِرَّة وكراسي من منازل السكان، وبحلول الصباح الباكر بنينا عيادة صغيرة مؤقتة.

وقد عملتُ في برنامج استئصال شلل الأطفال في مقاطعة جيان لمدة 20 عامًا. وعلى مدار الأيام الخمسة التالية، استخدمتُ معرفتي المحلية للمساعدة في توجيه الشركاء والوكالات الأخرى، وإرشادهم إلى المناطق الأكثر تضررًا. ورافقتُ شركاء الأمم المتحدة إلى كل قرية - في أي مكان يحتاج فيه الناس إلى المساعدة والخدمات الطبية - واستخدمتُ معرفتي بالمنطقة للمساعدة في تحديد الاستجابة على نطاق الأمم المتحدة.

وفي مقاطعة جيان، لدينا 11 قرية، وتضرر أكثر من 19000 شخص من الزلزال. وكان من الصعب الانتقال من قرية إلى أخرى لأن الطرق غير المعبدة تضررت بشدة من جراء الزلزال.

وفي مثل هذا الوقت المدمر من الحاجة، فعلتُ كل ما في وسعي لمساعدة الناس، ليلًا ونهارًا. أتذكر أنني ساعدتُ حتى في إنقاذ الماشية المحاصَرة في الأنقاض.

استخدمنا خيمة وأسِرَّة وكراسي من منازل السكان، وبحلول الصباح الباكر بنينا عيادة صغيرة مؤقتة.

الدكتور غول محمد ماروفخيل، منسق برنامج استئصال شلل الأطفال، ولاية باكتيكا

>Dr Gul Mohammad

اسمي الدكتور غول محمد ماروفخيل، وأنا منسق برنامج شلل الأطفال في ولاية باكتيكا. كنتُ في مقاطعة شاران، على بعد حوالي 80 كيلومترًا من مقاطعة جيان، عندما وقع الزلزال.

وعندما اتصل بي السيد نجيب الله ليخبرني بما حدث في جيان، اتصلتُ على الفور بالمكتب الميداني التابع لمنظمة الصحة العالمية في مدينة غارديز. كان ذلك في منتصف الليل، لكنني نظمت اجتماعًا طارئًا مع جميع شركائنا المحليين للبدء في الاستجابة للزلزال. وطلبنا إرسال أدوات طبية وأغذية وخيام إلى المنطقة المتضررة في أقرب وقت ممكن.

وقد كُلفت بالتواصل والتنسيق وترتيب حزم المساعدات للمجتمعات المتضررة من الزلزال. وكانت مهمتي جمع معلومات عن عدد المصابين والضحايا ومستوى الدمار الذي لحق بالمباني والبنية الأساسية، وإطلاع شركائنا على ذلك.

وفي الصباح، بدأ وصول المعدات، بما في ذلك الأدوات الطبية والأغذية والخيام، من مدن غارديز وغزني وكابل وخوست. وعملت مع أفرقتنا لنقل هذه اللوازم وتوزيعها في كل من مقاطعتي برميل وجيان.

وأنا فخورٌ للغاية بكل ما أديناه من عمل خلال تلك الفترة العصيبة. فقد بذلنا كل ما في وسعنا لضمان تقديم الدعم والمساعدة لمجتمعاتنا.

بذلنا كل ما في وسعنا لضمان تقديم الدعم والمساعدة لمجتمعاتنا.

الدكتور سلطان أحمد، مسؤول شلل الأطفال في ولاية باكتيكا

Dr Sultan Ahmad

اسمي الدكتور سلطان أحمد، وأنا أعمل مسؤولًا معنيًا بشلل الأطفال في ولاية باكتيكا. كنت في مقاطعة أورغون المجاورة لمقاطعة جيان عندما وقع الزلزال. وقد أيقظتني الهزّة، لكن لم يكن هناك دمارٌ بالقرب مني.

وبعد أن اتصل بي السيد نجيب الله وأخبرني بما حدث في جيان، توجهتُ على الفور إلى مستشفى المقاطعة ونبهتُ الأطباء والموظفين الآخرين للاستعداد لاستقبال المصابين. ثم أرسلتُ فريقًا من الأطباء والممرضات و 7 سيارات إسعاف إلى مقاطعة جيان وكذلك إلى مقاطعة برميل التي تضررت بشدة أيضًا.

ومع شروق الشمس، وصل مزيد من سيارات الإسعاف والأفرقة الطبية إلى أورغون. وقد توليتُ تنظيم تدفق المصابين للتأكد من أن أولئك الذين يمكن علاجهم في أورغون قد خضعوا للفحص هناك، وأن المصابين ذوي الحالات الخطرة قد نُقلِوا إلى مدينة غارديز أو كابول لتلقي مزيد من العلاج. وعندما بدأ وصول الأدوية واللوازم الطبية، نَسَّقتُ توزيعها على عيادات المقاطعة حيث يتلقى المصابون العلاج.

وقد أصيب العديد من الناس نتيجة الزلزال، وأنا فخورٌ جدًا بدوري في تنظيم أفرقة العمل والمساعدة في إنقاذ الأرواح.

وقد توليتُ تنظيم تدفق المصابين للتأكد من أن أولئك الذين يمكن علاجهم في أورغون قد خضعوا للفحص هناك، وأن المصابين ذوي الحالات الخطرة قد نُقلِوا إلى مدينة غارديز أو كابول.

السيد جان محمد، مسؤول شلل الأطفال في مقاطعة برميل بولاية باكتيكا

Jan Mohammad

اسمي جان محمد، وأنا مسؤول شلل الأطفال في مقاطعة برميل بولاية باكتيكا. كنتُ في مقاطعة برميل عندما حدث الزلزال. وشعرتُ بالزلزال؛ كان قويًا جدًا، لذا علمتُ أن الناس سيتأثرون به. فسارعتُ إلى حشد العاملين المحليين في مجال شلل الأطفال للسفر معي إلى المنطقة المتضررة ومساعدة الناجين.

واستغرق الوصول إلى هناك القيادة مدة 5 ساعات تقريبًا. وعندما وصلنا، رأينا المباني قد انهارت والناس كانوا محاصرين. قفزنا من السيارة وبدأنا الحفر في الأنقاض لاستخراج الأشخاص المحاصرين تحت منازلهم المتضررة. ويعيش حوالي 9000 شخص في المنطقة ولكن لا يوجد عيادات ولا أطباء، ولذلك قدَّمنا الإسعافات الأولية الأساسية للمحتاجين. ومع إنشاء عيادات مؤقتة ووصول أفرقة صحية متنقلة، تولى فريقنا تيسير نقل المصابين إلى العيادات.

وقد عملتُ مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى، باستخدام معرفتي المحلية للمساعدة في توجيههم إلى مواقع المجتمعات التي قد يكون فيها مزيد من المصابين. كما قدمتُ المشورة بشأن مكان إنشاء العيادات المؤقتة ونقاط توزيع الأغذية للوصول إلى أكبر عددٍ ممكن من الناس.

وشعرتُ بفخرٍ شديدٍ بكل ما فعله فريقي لمساعدة سكان مقاطعتي في هذا الوقت الحرج.

يعيش حوالي 9000 شخص في المنطقة ولكن لا يوجد عيادات ولا أطباء، ولذلك قدَّمنا الإسعافات الأولية الأساسية للمحتاجين.