الفريق الاستشاري التقني المعني باستئصال شلل الأطفال في أفغانستان وباكستان يختتم اجتماعه في الدوحة

يوصي الفريق الاستشاري التقني ببذل جهود عاجلة في أفغانستان وباكستان من أجل عالمٍ خالٍ من شلل الأطفال

أعضاء الفريق الاستشاري التقني يتداولون بشأن الإجراءات اللازمة لإنهاء سراية فيروس شلل الأطفال البري في أفغانستان وباكستان خلال مناقشات جرت في الدوحة، قطر، في أيار/ مايو أعضاء الفريق الاستشاري التقني يتداولون بشأن الإجراءات اللازمة لإنهاء سراية فيروس شلل الأطفال البري في أفغانستان وباكستان خلال مناقشات جرت في الدوحة، قطر، في أيار/ مايو 2024

3 حزيران/ يونيو 2024، الدوحة، قطر - اختُتِم مؤخرًا في الدوحة اجتماع الفريق الاستشاري التقني المعني باستئصال شلل الأطفال في أفغانستان وباكستان، وهما آخر بلدين يتوطن فيهما فيروس شلل الأطفال. واتُخذت خطوات حاسمة لوقف سراية فيروس شلل الأطفال البري في كلا البلدين على مدار الاجتماع الذي استمر أربعة أيام.

ويأتي ذلك على الرغم من التحديات المستمرة مثل زيادة الكشف عن فيروس شلل الأطفال البري من النمط 1 في مياه الصرف الصحي في أفغانستان وباكستان، والقضايا المستمرة المتعلقة بانعدام الأمن، والتردد في أخذ اللقاحات، ومقاطعة المجتمعات المحلية لحملات التطعيم ضد شلل الأطفال، وانخفاض معدلات التمنيع الروتيني بين الفئات السكانية الشديدة التعرض للخطر. وفي ظل هذه الظروف، أجرى خبراء الفريق الاستشاري التقني استعراضًا متعمقًا لبرامج شلل الأطفال في كلا البلدين، مؤكدين على ضرورة العمل العاجل والدؤوب من أجل استئصال شلل الأطفال طوال عام 2024.

وبعد تحليلٍ وتقييمٍ شاملين، خلص الفريق الاستشاري التقني إلى أنه يمكن وقف سراية فيروس شلل الأطفال إذا نُفِّذت توصياته تنفيذًا كاملًا وفوريًا. ومن بين هذه التوصيات الرئيسية ضرورة الوصول إلى الأطفال غير المطعمين باللقاحات وإعطائهم لقاحات شلل الأطفال لسد الثغرات المناعية الخطيرة التي تسمح بانتقال الفيروس.

وأوصى الفريق أيضًا بأن تنسق كلٌ من أفغانستان وباكستان جهودهما في المناطق الحدودية المعروفة بممرات الفيروسات. وهذا أمرٌ حيويٌّ نظرًا لخطر عودة سريان المرض في المستودعات التاريخية لشلل الأطفال. كما ستحافظ الجهود المشتركة على اتباع نهج موحد، مع دعم جميع أفراد القوى العاملة في مجال شلل الأطفال.

وأكد خبراء الفريق الاستشاري مجددًا أن القيادة الحكومية القوية والمتسقة والمُشارِكة على جميع المستويات أمر ضروري لإحراز النجاح. وسيتطلب استئصال شلل الأطفال تحسين جودة البرامج وأداءها وتنسيقها على جميع المستويات.

وأكدت معالي الدكتورة حنان محمد الكواري، وزيرة الصحة العامة والرئيسة المشاركة للجنة الفرعية الإقليمية المعنية باستئصال شلل الأطفال والتصدي لفاشياته في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط من جديد التزام قطر الثابت بدعم الجهود الإقليمية لضمان خلو العالم من شلل الأطفال من أجل الأجيال القادمة.

وفي كلمة ألقيت نيابة عنها، قال معالي الدكتور حمد عيد الرميحي، مدير حماية الصحة ومكافحة الأمراض الانتقالية بوزارة الصحة العامة: «إن استئصال شلل الأطفال ليس مجرد هدف من أهداف الصحة العامة، بل هو شهادة على عزمنا الجماعي على حماية صحة كل طفل وعافيته، بغض النظر عن موقعه الجغرافي أو وضعه الاجتماعي والاقتصادي».

وفي اليوم الثالث، ألقت الدكتورة حنان حسن بلخي، مديرة منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، كلمةً عن بُعد أمام الاجتماع. وفي كلمتها، حثتا الدكتورة حنان جميع الأطراف المعنية على طَرق كل السُّبُل للتصدي للتحديات المتبقية وتحديد الحلول المثلى لها بتوجيهٍ من أعضاء الفريق الاستشاري التقني.

وقالت الدكتورة حنان بلخي «إن مفتاح النجاح يكمن في الوصول إلى جميع الأطفال في أفغانستان وباكستان أثناء حملات شلل الأطفال... ونحن نعلم أن هذا الفيروس عنيدٌ ولا يرحم. وتؤكد الاكتشافات الحديثة خارج المنطقة الموطونة بالمرض في كل من أفغانستان وباكستان على الحاجة للاستجابة العاجلة لهذا الفيروس، لاسيَّما وأنه يعيش الآن بشكل أساسي في مجموعات من السكان المهاجرين».

وأقرّ الدكتور جان مارك أوليف، رئيس الفريق الاستشاري التقني، بأن كلا البرنامجين، في أفغانستان وباكستان، يتمتع بالموارد البشرية والتقنية والمالية اللازمة للقضاء على شلل الأطفال. وسلط الضوء على المبادرات التي تثبت أن البرامج تدرك التحديات المعقدة إدراكًا تامًا وتتصدى لها بالابتكار والطاقة المتجددة. ‏وحذَّر من أن التقاعس عن العمل سيكون له أثرٌ كارثيٌّ على الجهود الحالية لاستئصال شلل الأطفال، قائلًا: "إن التوقف عن العمل لا يزال ممكنًا؛ ومع ذلك، هناك خطر وشيك بأن تتحول بعض المستودعات التاريخية إلى مستودعات متوطنة مرة أخرى‎. ويجب أن يظل برنامجا شلل الأطفال في كل من أفغانستان وباكستان متقدمين على الفيروس إذا أردنا أن نحقق النجاح».

وتُعد توصيات الفريق الاستشاري خارطة طريق لتعزيز جهود استئصال شلل الأطفال في أفغانستان وباكستان، كما أنها توجه المساعدة والتمويل الدوليين لتحقيق عالم خالٍ من شلل الأطفال. وسيكون التعاون المستمر والالتزام الراسخ والحلول المبتكرة عناصر محورية في التغلب على العقبات الأخيرة أمام استئصال شلل الأطفال.

وسيُعِدُّ الفريق الاستشاري تقريرًا كاملًا يُبيِّن بالتفصيل جميع نتائجه وتوصياته. وسيجتمع الفريق مرة أخرى في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 لاستعراض التقدم المُحرَز في كلا البلدين.

ملاحظات للمحررين

الأفرقة الاستشارية التقنية هي أفرقة مستقلة تضم فرادى الخبراء وتهدف إلى تقديم المشورة العلمية أو التقنية أو الاستراتيجية، أو جميع ما سبق، بشأن قضايا صحية محددة. ويعمل هؤلاء الخبراء بصفتهم الشخصية ولا يمثلون أي كيانات أو سلطات أو حكومات خارجية.

وفي العادة، يجتمع الفريق الاستشاري التقني المعني باستئصال شلل الأطفال في أفغانستان وباكستان سنويًّا لاستعراض التقدم المُحرز صوب استئصال شلل الأطفال في كلا البلديْن. وبالإضافة إلى تقييم تنفيذ توصيات الفريق الاستشاري التقني السابقة، فإنه يناقش الأنشطة المخطط لها ويصدر توصيات جديدة لإزالة القيود التي تواجهها البرامج الوطنية في تحقيق الأهداف. ويحضر اجتماعات الفريق الاستشاري التقني أعضاء الفريق وممثلو البرامج الوطنية لشلل الأطفال والمنظمات الشريكة.