طفل يتلقى التطعيمات الروتينية في مقديشو، الصومال، آب/ أغسطس 2023. حقوق الصورة: منظمة الصحة العالمية/ إسماعيل تاكستا
14 شباط/ فبراير 2024 - تُظهِر دراسة جديدة عن جدوى الاستثمار أن نجاح الانتقال في مجال شلل الأطفال في البلدان الثمانية ذات الأولوية في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط سيحقق عائدًا مرتفعًا للغاية على الاستثمار.
وتكشف الدراسة عن أن إجمالي الفوائد الاقتصادية والاجتماعية التي تُقدَّر بنحو 289.2 مليار دولار أمريكي تنشأ من الحفاظ على أصول برنامج مكافحة شلل الأطفال وإدماجها في برامج موسعة للتمنيع والترصُّد والاستجابة للطوارئ في 8 بلدان في إقليم شرق المتوسط. وإذ أن التكلفة الحالية لهذا العمل تبلغ 7.5 مليار دولار أمريكي، فإن هذا يعني أنه مقابل كل دولار يُنفَق، يبلغ العائد على الاستثمار ما يقرب من 39 دولار أمريكي.
وكلفت منظمة الصحة العالمية معهد فيكتوريا للدراسات الاقتصادية الاستراتيجية في أستراليا بإجراء هذه الدراسة، وهي الأولى من نوعها. وتشمل الدراسة 8 بلدان تحظى بأولوية الانتقال في مجال شلل الأطفال في الإقليم، وهي: أفغانستان والعراق وليبيا وباكستان والصومال والسودان وسوريا واليمن. والعديد من هذه البلدان بلدان هشّة تواجه تحديات تتراوح بين ضعف النظم الصحية وانخفاض التغطية بالتطعيم الروتيني وعدم الاستقرار السياسي.
وقد قدَّمت المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال دعمًا تقنيًا وماليًا كبيرًا في هذه الأوضاع لسنوات. ومع اقترابنا من استئصال المرض، من الأهمية بمكان تأمين استثمارات طويلة الأجل لضمان محافظة البلدان على قدراتها في مجال التمنيع وترصُّد الأمراض والاستجابة للفاشيات وأن تواصل تعزيز تلك القدرات. وهذه القدرات ضرورية للحفاظ على خلو العالم من شلل الأطفال، وبناء القدرة على الصمود، وتحقيق حصائل صحية أفضل في الوقت نفسه.
وقد سلطت الدكتورة رنا الحجة، مديرة إدارة البرامج بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الضوءَ على ذلك قائلةً: "إننا في منظمة الصحة العالمية نشدد على أهمية تقوية البرامج الأساسية، مثل برنامج التمنيع الروتيني الوطني، وكذلك تقوية الاستجابة للطوارئ من أجل الاستفادة من جميع الأصول الخاصة بشلل الأطفال، وبناء النُّظُم الصحية."
وتَستَخدم دراسة معهد فيكتوريا للدراسات الاقتصادية الاستراتيجية توقعات التكاليف المستمرة وتقديرات الأرواح المُنقذة من خلال برامج التمنيع الأساسية والترصد والاستجابة للطوارئ في الإقليم. وتستعين الدراسة بهذه التوقعات في تحديد نسب الفوائد إلى التكاليف التي تُظهِر قيمة مواصلة الاستثمار في هذه البرامج.
ونظرًا للقيود، ومنها محدودية توافر البيانات على الصعيد القُطري، استُخدِم نَهجٌ متحفظٌ جدًا لدراسة جدوى الاستثمار هذه، مع التركيز أساسًا على الترصّد والاستجابة الطارئة للفاشيات الناجمة عن الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات. ولذلك، فإن العائد الفعلي على الاستثمار أعلى بكثير.
وتُظهِر نتائج الدراسة عائدًا مرتفعًا على الاستثمار، وهو ما يسوّغ بقوة استمرار الحكومات الوطنية والشركاء والأطراف المعنية في الحفاظ على وظائف الصحة العامة هذه.
النتائج الرئيسية للدراسة
تحقيق عائد قدره 38.70 دولارًا أمريكيًا مقابل كل دولار يُنفَق على توسيع نطاق برامج التمنيع الوطنية لتحقيق غايات خطة التمنيع لعام 2030.
تحقيق عائد قدره 36.40 دولارًا أمريكيًا مقابل كل دولار يُنفَق على تعزيز برامج الترصّد والاستجابة للطوارئ من خلال إعادة توظيف أصول برامج مكافحة شلل الأطفال.
عائد متوقع عام قدره 289 مليار دولار أمريكي مقابل استثمار قدره 7.5 مليار دولار أمريكي في التكاليف الأساسية للحفاظ على وظائف التمنيع والترصد والاستجابة للفاشيات.
الجدول 1. مبررات الاستثمار في الانتقال في مجال شلل الأطفال بإقليم شرق المتوسط: نِسَب العائد إلى التكلفة للتمنيع والترصّد والاستجابة للطوارئ، لثمانية بلدان، 2021-2030
الفوائد الاقتصادية (بالمليون دولار أمريكي) |
الفوائد الاجتماعية (بالمليون دولار أمريكي) |
الفوائد الاقتصادية والاجتماعية (بالمليون دولار أمريكي) |
التكلفة (بالمليون دولار أمريكي) |
الاقتصادية |
نسبة الفوائد إلى التكاليف، الاقتصادية والاجتماعية |
|
التطعيم الروتيني |
158 069.6 |
104 657.0 |
262 726.6 |
6 783.1 |
23.3 |
38.7 |
الترصُّد والاستجابة للطوارئ |
13 454.0 |
12 995.9 |
26 449.8 |
726.5 |
18.5 |
36.4 |
النتيجة الإجمالية |
171 523.6 |
117 652.9 |
289 176.4 |
7 509.6 |
22.8 |
38.5 |
وفي الدورة الرابعة والخمسين بعد المائة للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، وَجَّهَ الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط المنتهية ولايته، الانتباه إلى هذه النتائج، قائلًا: «لقد أعددنا أيضًا مسوغات الاستثمار في هذا الشأن من أجل حشد الموارد، لضمان استدامة أطول لأنشطة الصحة العامة. ويوفر الاستثمار في المرحلة الانتقالية الخاصة بشلل الأطفال في البلدان ذات الأولوية في إقليم شرق المتوسط عائدًا قدره 39 دولارًا أمريكيًّا لكل دولار يُستثمر في هذا الشأن، ويبرز ذلك القيمة الاقتصادية والفوائد الاجتماعية لاستدامة أصول برنامج مكافحة شلل الأطفال ودمجها في النظم الصحية الوطنية.»
وفي أعقاب جائحة كوفيد-19، تقدم الدراسة بيّنات واضحة على الحاجة إلى الانتقال الناجح والمستدام في مجال شلل الأطفال في إقليم شرق المتوسط. ويجب الآن على الحكومات الوطنية والجهات المانحة وجميع الأطراف المعنية اغتنام الفرصة للاستفادة من هذه الأصول لبناء نُظُم صحية قوية تحقق العدل والإنصاف وقادرة على الصمود.
عرض مبررات الاستثمار في الانتقال في مجال شلل الأطفال كاملةً