وفي الفترة من 19 إلى 21 أيار/ مايو 2024، استضافت دولة قطر الاجتماع الثامن والثلاثين للّجنة الإقليمية لشرق المتوسط المعنية بالإشهاد على استئصال شلل الأطفال.
واللجنة الإقليمية للإشهاد على استئصال شلل الأطفال هي الهيئة الإقليمية التي تستعرض وتتحقق من التقدم الذي يحرزه كل بلد نحو الحفاظ على وضع الخلو من شلل الأطفال. ويُعدّ الاجتماع السنوي لهذه اللجنة فرصةً لجميع بلدان الإقليم وأراضيه البالغ عددها 22 بلدًا لتبادل التحديثات السنوية والتقارير المرحلية عن حالة ترصُّد فيروس شلل الأطفال لدى هذه البلدان ومناعة السكان والتأهُّب للفاشيات واحتوائها في المختبرات.
وفي كلمتها، شكرت الدكتورة حنان حسن بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، دولة قطر على استضافتها هذا الاجتماع، وأشادت بعمل اللجان الوطنية للإشهاد والبرامج الوطنية. وقالت الدكتورة حنان بلخي: «مع الاقترابِ رُويدًا رويدًا من استئصال شلل الأطفال، وما يعقبُ ذلك من إشهادٍ على استئصاله، تصبحُ جودةُ الترصُّد وأداءُ المختبراتِ أولويةً حاسمةً لبرنامج استئصال شلل الأطفال. وستعمل منظمة الصحة العالمية جاهدةً على تنفيذ توصيات اللجنة الإقليمية للإشهاد على استئصال شلل الأطفال، بينما تشرع في استكمال المِيلِ الأخير من رحلتها نحو تحقيق استئصال شلل الأطفال.»
وأقرَّت اللجنة بالتقدم المُحرَز على مستوى الوضع الوبائي والتحسُّن في تعزيز ترصُّد فاشيات فيروس شلل الأطفال والتأهُّب لها في الإقليم. فقد حققت 18 من أصل 20 بلدًا في الإقليم معايير الترصُّد اللازمة للإشهاد على استئصال شلل الأطفال. وقَبِلَت اللجنة مؤقتًا التقارير الـمُقدَّمة من 20 بلدًا من البلدان الخالية من شلل الأطفال في الإقليم، وأحاطت علمًا بالتقريرين المرحليين لكل من أفغانستان وباكستان، وهما البلدان اللذان لا يزال شلل الأطفال متوطنًا فيهما.
وقال الدكتور صالح المري، مساعد وزير الصحة العامة للشؤون الصحية: «من الأهمية القصوى بمكان ضمان الجودة العالية لترصُّد فيروس شلل الأطفال مسألةٌ ضروريةٌ، والاستعداد للاستجابة لأي اكتشاف لفيروس شلل الأطفال ونحن نقترب من استئصال شلل الأطفال عالميًا. وقد حافظت قطر على خلوِّها من شلل الأطفال لما يقرب من ثلاثة عقود من الزمن، وتواصل الالتزامَ بمعايير اللجنة الإقليمية للإشهاد على استئصال شلل الأطفال.»
كما أحاطت اللجنة علمًا بالتقدم المُحرَز في أفغانستان وباكستان نحو وقف سراية فيروس شلل الأطفال البري. وإجمالًا، شملت التوصيات الرئيسية تحديث خطط الترصُّد الوطنية وخطط التأهُّب للفاشيات والاستجابة لها. وأكّدت اللجنة أيضًا على الحاجة المُلحّة إلى إزالة الثغرات في دقة ترصّد فيروس شلل الأطفال ومناعة السكان.
ويوجد في إقليم شرق المتوسط 12 مختبرًا لفيروس شلل الأطفال، وأحاطت اللجنة علمًا بالتنسيق والتعاون الكبيرَين على الصعيد الإقليمي في تجهيز عينات فيروس شلل الأطفال واختبارها.
وفي كلمته الختامية، قال الدكتور يعقوب المزروع، رئيس اللجنة الإقليمية للإشهاد على استئصال شلل الأطفال: "إن ضمان حفاظ جميع البلدان على الترصُّد الذي يرقى إلى مستوى الإشهاد، ومستويات عالية من مناعة السكان، هو أمر بالغ الأهمية في هذه المرحلة من استئصال شلل الأطفال في الإقليم، عندما نقترب من وقف انتشار شلل الأطفال في أفغانستان وباكستان".
ومع استمرار الالتزامَين السياسي والمالي، فإن الإقليم في وضع قوي يسمح له بإنهاء فاشيات المرض واستئصال فيروس شلل الأطفال في أماكن اختبائه القليلة الأخيرة.
نبذة عن اللّجنة الإقليمية المعنية بالإشهاد على استئصال شلل الأطفال
أُنشِئت اللجنة الإقليمية للإشهاد على استئصال شلل الأطفال في إقليم شرق المتوسط في عام 1995، وترأسها الدكتور يعقوب المزروع. وتتمثَّل أهداف اجتماعاتها السنوية في استعراض تقارير التحديثات السنوية التي تقدمها بلدان إقليم شرق المتوسط وأراضيه، وصياغة التوصيات، واستعراض التقدُّم المحرَز نحو الإشهاد واحتواء المخزونات المختبرية من فيروس شلل الأطفال.
ويحضر الاجتماعات أعضاء اللجنة الإقليمية للإشهاد على استئصال شلل الأطفال، ورؤساء اللجان الوطنية للإشهاد التابعة لها، ومسؤولو التنسيق التابعون للبرنامج الوطني للتمنيع ضد الأوبئة، وممثلو المنظمات الشريكة؛ وعلى رأسهم منظمة الروتاري الدولية ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة.