8 آذار / مارس 2019 - في جميع أنحاء إقليم شرق المتوسط، تعتمد الجهود الرامية إلى القضاء على فاشيات فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاحات ووقف انتقال فيروس شلل الأطفال البري على العمل الشاق لمئات الآلاف من الرجال والنساء. وفي اليوم الدولي للمرأة، دعونا بعض النساء اللاتي يعملن في الخطوط الأمامية لاستئصال شلل الأطفال، في القرن الأفريقي وباكستان وأفغانستان، لمشاركة ما يقدمنه في المعركة ضد شلل الأطفال.
وتقول "أنا مستمعة جيدة وأتواصل بطريقة جيدة وصبورة، وهذه الأدوات تساعدني في عملي اليومي"، وهي تعمل منسقة استراتيجية مجتمعية وتبلغ من العمر 38 عامًا وتعمل على مستوى المقاطعة الفرعية في كينيا.
تتخصص جوليا في المناطق الحضرية الكثيفة التي بها الكثير من المباني الشاهقة، مما يعني عادة صعود الكثير من الدَرَج والطَرْق على الكثير من الأبواب. لكن بالنسبة لها، فإن المكافآت التي تجنيها تستحق كل هذا العناء وتقول: "أنا أحب هذه الوظيفة لأنها ترضي قلبي. فهي تشعرني بأنني ساعدت شخصًا ما".
وفي بلوشستان، وهي مقاطعة تتميز بأرض شاسعة، ومجتمعات يصعب الوصول إليها، وحرص عميق على التقاليد، تفخر شاميمة البالغة من العمر 19 عامًا بعملها. ونظرًا لأنها خبيرة في التطريز، صنعت غطاءً جذابًا لناقل اللقاح، وأضافت رسومات تخطيطية وتفاصيل أخرى إلى الخرائط التي تستعملها لتخطيط مسارها. وتشرح السبب في ذلك قائلة: "النساء مبدعات للغاية" والغطاء المطرز يجعل حامل اللقاح أكثر جاذبية، وهذا الإبداع يزيد من قبول المجتمع لي". وتضيف قائلة "في بعض الأحيان عندما يرفض الأطفال اللقاح، أريهم مخططات الخريطة، وهذا يجعلهم مستعدين للتلقيح بسرعة".
ونصيحتها للنساء الأخريات؟ "أنا أقترح عليهن أن يستغلوا إبداعهن في كسب ثقة المجتمع".
وفي مقاطعة بلوشستان القريبة، أمضت بيبي البالغة من العمر 70 سنة 30 عامًا تعمل كقابلة تقليدية وأمضت عامين كعاملة صحية. وهي ترى أنه بالنسبة لجميع التحديات التي تواجهها المرأة، لا تزال لديها فرص ومزايا غير متاحة للرجال الذين يعملون في برنامج شلل الأطفال.
وتقول "إن بناء العلاقات هو إحدى المهارات التي أعتمد عليها في القضاء على شلل الأطفال في مجتمعي. وهذه المهارة تساعدني في بناء الثقة وتساعدني أيضًا في خلق بيئة ودية مع الآباء والأمهات والأطفال". وإن ما تطلق عليه بيبي "لمسة المرأة" يمكن أن يكون شريان الحياة الهام في التواصل مع المجتمع.
وتشرح ذلك قائلة "أنا أحب قضاء وقتًا إضافيًا مع الآباء وأهتم أكثر بكل طفل أراه. وقبل تطعيمهم، أنظف أنوفهم بمنديل نظيف. ويساعدني كثيرًا أن يعلم الأطفال أنهم أثناء التلقيح سيحصلون على حلوى أو بعض الهدايا الصغيرة الأخرى. إن الدفء والثقة اللذين تتمتع بهما بيبي مع مجتمعها يعني أن يحرص المزيد من الآباء على وجود أطفالهم في المنزل عندما تزورهم بيبي أثناء حملات التلقيح.
وتوافق عائشة عبدي ديني، المسؤولة عن شلل الأطفال في منطقة هامار واين في بنادير بالصومال على "أن النساء أكثر مهارة في الذهاب والتحدث مع الأمهات، والتجول من باب إلى باب إذا لزم الأمر". وتشرح السبب عائشة حسين معلم، وتبلغ من العمر 48 عامًا وهي مسؤولة عن شلل الأطفال في منطقة هيليوا في بنادير وتقول "إن النساء لديهن إمكانية الوصول إلى المنازل، حيث يتقبل الناس وجودهن ثقافيًا بسهولة أكبر".
"إن النساء هادئات. ويحرصن على تحية مقدمي الرعاية الآخرين ويدركن مقاصدهم بسهولة، ويمكنهن شرح المفاهيم ببساطة مثل فوائد التلقيح. ومنذ 1998، والناس في منطقتنا، الذين نزورهم، يعرفون عن برنامجنا وأهدافنا الصحية وقد بنينا واكتسبنا الثقة معهم بالفعل. وهم يرون اللقاحات ويرون مآزرنا، لذلك يثقون بنا".
وبالنسبة لعائشة، فإن العمل في برنامج شلل الأطفال كامرأة صومالية هو وسيلة تظهر للعالم أن النساء الصوماليات أكثر تمكنًا مما قد يظنه الناس. "إن النساء هن العمود الفقري لبرنامج شلل الأطفال. فالنساء يعملن في التمنيع، وفي الحشد المجتمعي، وكذلك يعملن كمقدمات للرعاية في الصومال. فنحن نصنع البرنامج - والعالم - ينفذه. ومعظم العاملات في التلقيح في هيليوا من النساء".
في أفغانستان، تتمتع المرأة بالتقدير نفسه في هذا النوع من العمل.
تقول الدكتورة فريبا "أنا أمارس هذا العمل لأكثر من 13 عامًا الآن. وأنا متزوجة ولدي طفلان. وكنت أعمل في العيادات المحلية في كودوز، وترقيت في عملي تدريجيًا حتى وصلت إلى ما أنا عليه اليوم"، والدكتورة فريبا هي المسؤولة عن شلل الأطفال في المقاطعة وتبلغ من العمر 40 عامًا ومقر عملها في كابول.
وتقول: "أنا أعمل في الفريق المكلف باختيار سائر العاملين في مجال شلل الأطفال، وأحاول ضم الإناث المؤهلات للعمل، فمن المهم حقًا ضم النساء في هذا البرنامج. وأصعب جزء من عملي هو اختيار الإناث المؤهلات. فالآباء يفضلون التحدث مع النساء مما يجعل من الأسهل بكثير على الناس أن يتحدثوا إلينا ويقتنعوا بتلقيح أبنائهم".
وتقول بيبي شريفة من باكستان، وهي المسؤولة عن دعم الاتصالات الصحية في المنطقة في إسلام أباد، وتبلغ من العمر 39 عامًا إنها تريد أن ترى المزيد من النساء يعملن في هذا المجال. ونصيحتها لمن تبدأ العمل: "كوني امرأة قوية ومستقلة ومشرقة، كوني شعلة حماس وشغوفة بالقضاء على شلل الأطفال، كوني أكثر تفاؤلًا من التحديات التي نواجهها في كثير من الأحيان. كوني قائدة تتمتعين بالثقة الملهمة لتحقيق النتيجة المرجوة".