قصة عزيمة وصداقة ودعم
19 آب/ أغسطس 2022 - عندما سمعت نومينا أختر بخبر إصابتها بالسرطان في عام 2021، شَعَرَت بأن حياتها تنهار. وقد اكتشفت إصابتها بسرطان الثدي بعد فوات الأوان، وعندما عَلِمَت بذلك كان المرض قد وصل إلى المرحلة الثالثة.
وتشارك نومينا في برنامج شلل الأطفال في باكستان منذ عام 2015 بصفتها عاملة في مجال صحة المجتمع. وخلال هذه السنوات الست، وجدت نومينا صديقات وغيرهم ممن يتمنين لها الخير بين أعضاء فريقها الذين أعطوها الدعم لمواصلة المسيرة.
وتواصل نومينا، التي تبلغ من العُمر 43 عامًا وهي أمٌ لثلاثة أطفال، العمل من أجل استئصال شلل الأطفال في الوقت الذي تخضع فيه لعلاج السرطان. تقول نومينا: "لقد استجمعتُ شجاعتي وقطعتُ وعدًا بأنني سأحاربُ حتى النهاية وسأعيشُ من أجل أطفالي. وكان جميع أفراد أُسرتي وزميلاتي وزملائي ورؤسائي في العمل بجانبي كلما احتجتُ إلى الدعم. وهذا ما منحني الشجاعة وجعلني أؤمن أنه يمكنني حقًا التغلب على السرطان".
ويعتمد زوج نومينا وأطفالها الثلاثة الذين تبلغ أعمارهم 6 و7 و18 عامًا، ويقيمون في بيشاور، على دخلها فقط. وأدت حالات الإغلاق بسبب الجائحة إلى أن يُغلق زوجها، الذي يعملُ ميكانيكيًا للدراجات النارية، محل عمله ولم يفتحه مرة أخرى حتى الآن.
وكانت الحياة مع السرطان مرهقةً جسديًا وعاطفيًا. وتخضع نومينا للعلاج الإشعاعي والكيميائي في بيشاور. وهذا يعني قطع مسافة 20 كيلومترًا تقريبًا بعد يوم عمل كامل.
تقول نومينا: "عندما يحين موعد الذهاب لتلقي العلاج الكيميائي بعد العمل، يصبح الأمر مُجهدًا للغاية. ولا بد لي من استخدام وسائل النقل العام والانتظار في المستشفى لساعات. وهناك أوقات أضطر فيها إلى العودة بدون تلقي العلاج بسبب تعطُّل الجهاز أو حدوث شيء آخر مفاجئ. وسيستمر هذا النظام العلاجي إلى جانب الدواء لمدة 5 سنوات على الأقل. الأمرُ مؤلمٌ للغاية".
برنامج شلل الأطفال: مصدر قوة كبير للسيدة نومينا أختر
"زملائي مثل عائلتي الكبيرة، وأنا مثل أخت لهم. وعندما اكتشفتُ إصابتي بالسرطان، بكوا معي. لقد وقفوا إلى جانب أطفالي وإلى جانبي في كل خطوة على الطريق".
وقالت أوزما منصور، المشرفة على منطقتها، أنهم شعروا بالانهيار عندما سمعوا الخبر لأول مرة. وقالت: "لكن من دواعي الاطمئنان أن نرى أنها لم تفقد الأمل وتحارب المرض محاربة الأبطال".
كما أن المجتمع الذي تعمل فيه كان أيضًا داعمًا بشكلٍ بشدة. وتضيف نومينا قائلةً: "أصبح بعض العاملين في منطقة عملي يعرفون بمرضي، وكانوا يقدرون أنني على الرغم من أنني مريضة بالسرطان وأحارب ذلك المرض، إلا أنني أطرق أبوابهم خلال كل حملة ضد شلل الأطفال. وبغض النظر عن درجات الحرارة الشديدة والمرض الشديد، فإنني أحرص على الحضور لتطعيم أطفالهم وحمايتهم من هذا المرض الذي يهدد حياتهم. وقد ازداد دعمهم لي أضعافًا بعد ذلك".
ويقول صاحب الله، مسؤول شلل الأطفال بمجلس الاتحاد في منطقة عمل نومينا أنها لا تقتصر على مواصلة تطعيم الأطفال فحسب، لكنها نموذجٌ يحتذى به لجميع العاملين الآخرين في مجال شلل الأطفال.
ويقول زوجها أورانغزيب أختر: "إنها إرادة الله، وسنواجه الأمر بشجاعة. وعلى الرغم من مرضها، فهي التي تدفعنا لمواصلة الحياة. وهي تعمل وتكسب قوت أسرتنا، وتحفزنا لكيلا نفقد الأمل. وأنا وأبنائي فخورون بها. وستتحسن قريبًا جدًا إن شاء الله".
ولدى نومينا عقيدةٌ قوية. وهي تحارب السرطان وشلل الأطفال في وقتٍ واحدٍ، وهي عازمةٌ على التغلب عليهما في وقت قريب جدًا. وأضافت لومينا قائلةً: "على الأقل السرطان له علاج. أما شلل الأطفال فلا يمكن الشفاء منه، وكلما أسرعنا في القضاء على هذا المرض إلى الأبد، كان ذلك أفضل".