التطلع إلى مستقبل خالٍ من شلل الأطفال

مناقشة التقدم المحرز في استئصال شلل الأطفال في الاجتماع الثالث والثلاثين للّجنة الإقليمية للإشهاد على استئصال شلل الأطفال

راجيش البالغ من العمر عامين من إقليم شرق المتوسط يظهر إصبعه الأرجواني، الذي يدل على تلقيحه ضد فيروس شلل الأطفال. صورة من: منظمة الصحة العالمية باكستان / أسعد زايديراجيش البالغ من العمر عامين من إقليم شرق المتوسط يظهر إصبعه الأرجواني، الذي يدل على تلقيحه ضد فيروس شلل الأطفال. صورة من: منظمة الصحة العالمية باكستان / أسعد زايدي

5 آب/أغسطس 2019 - يتطلب استئصال شلل الأطفال التزامًا من البلدان في جميع أنحاء العالم. وفي اجتماع اللجنة الإقليمية لشرق المتوسط للإشهاد على استئصال شلل الأطفال، والذي عقد في نيسان/أبريل في مسقط بسلطنة عمان، انصب التركيز على النجاحات الحديثة والتحديات الحالية والتطلعات إلى مزيد من الإجراءات المطلوبة لبلوغ مستقبل خالٍ من شلل الأطفال للجميع.

واللجنة الإقليمية مسؤولة عن التحقق تحققًا مستقلًا من استئصال شلل الأطفال في جميع بلدان الإقليم. وقد حضر شركاء متعددون معنيون بجهود استئصال شلل الأطفال في اجتماع نيسان/أبريل، ومن بينهم ممثلون عن لجان الإشهاد الوطني، وأعضاء من لجنة الإشهاد الإقليمي ومندوبون من شركاء المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال من منظمة الصحة العالمية، والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، والروتاري الدولي. وأكد الدكتور محمد الحوسني وكيل وزارة الصحة بسلطنة عُمان في الجلسة الافتتاحية على التزام سلطنة عُمان باستئصال شلل الأطفال.

وقد افتتح الاجتماع بكلمة قصيرة من الدكتور يعقوب المزروع، رئيس اللجنة الإقليمية للإشهاد على استئصال شلل الأطفال، تلتها رسالة من الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي للمنظمة لشرق المتوسط. وأبرز الدكتور المنظري في كلمته النجاحات والثغرات المتبقية.

إن العاملين الصحيين في الإقليم يبذلون قصاري جهدهم في تناسق تام لضمان تمنيع كل طفل ضد شلل الأطفال. وذكرت اللجنة العمل المتميز للعاملين الصحيين في سوريا، الذين ساعدت جهودهم في زيادة التمنيع بالتلقيح على إنهاء فاشية فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح في عام 2017.

كما ذكرت اللجنة أنه لم يكتشف أي دليل على وجود أي مصدر لفيروس شلل الأطفال البري من النمط 3 في إقليم شرق المتوسط منذ عام 2012. هذا بعد تحليل شبكة ترصُّد فيروس شلل الأطفال لأكثر من 300000 عينة من البراز والبيئة في جميع الدول الأعضاء. وخلص المندوبون في لجنة الإشهاد الإقليمية إلى وجود أدلة كافية، استنادًا إلى العدد الكبير من العينات التي اختبرت في معظم أنحاء الإقليم، على عدم إغفال أي عدوى بفيروس النمط 3، وأنه يمكن للّجنة العالمية للإشهاد على الاستئصال اعتماد خلو الإقليم من الفيروس من النمط 3. ويعد التخلص من هذا النمط للفيروس إنجازًا رائعًا، وهو ما يؤكد التقدم المذهل الذي أحرز في الحفاظ على سلامة كل طفل من شلل الأطفال.

ومع التركيز على التحديات الحالية، أكدت اللجنة على الحاجة الملحّة لوقف العدوى بفيروس شلل الأطفال من النمط 1 في أفغانستان وباكستان. وهما البلدان الوحيدان في الإقليم الذي يتوطن فيهما شلل الأطفال. ويعد التغلب على الصعوبات البرنامجية للبحث عن الجيوب الأخيرة للفيروس أولويةً إقليمية رئيسية للأشهر القادمة. وأثنت اللجنة الإقليمية للإشهاد على الإنجازات التي تحققت حتى الآن، وحثت كِلا البلدين على إعادة النظر في خططهما وتحديد الثغرات أمام التغلب على الفيروس. كما أعربت اللجنة عن قلقها إزاء استمرار العدوى بالفيروس المشتق من اللقاح من النمط 2 والنمط 3 في الصومال. ولا تزال إمكانية ظهور فيروس جديد تُعَد خطرًا رئيسيًا في الأماكن التي لم يمكن الوصول فيها إلى الأطفال.

وحتى استئصال بقايا فيروس شلل الأطفال واحتوائها، فإن البلدان الخالية من الفيروسات معرضة لخطر وفادة الفيروس. ولمراعاة ذلك، شجعت اللجنة الدول الأعضاء على المشاركة في تمارين محاكاة لفاشيات شلل الأطفال لمراجعة خططها الوطنية وتحديثها والاستعداد للرد على أي وفادة للفيروس.

واستشرافًا للمستقبل، أكدت اللجنة على ضرورة تأهب البلدان لما بعد الإشهاد، حيث سيعتبر العالم رسميًا خاليًا من شلل الأطفال. وأعربت اللجنة الإقليمية للإشهاد عن ارتياحها لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة العمل العالمية الثالثة للقاحات لاحتواء فيروس شلل الأطفال، وحثت البلدان المتبقية على الإسراع بتقديم تقرير إكمال المرحلة الأولى.

وأكد الاجتماع على روح العزم الجماعي والتفاهم المتبادل الذي وضع إقليم شرق المتوسط على شفا استئصال شلل الأطفال. وقال الدكتور يعقوب المزروع، رئيس اللجنة الإقليمية للإشهاد، "آمل أن نلتقي في المستقبل القريب ونحن نحتفي بنجاح استئصال شلل الأطفال في الإقليم بأسره".

ومع استمرار الالتزامين السياسي والمالي، فإن الإقليم في وضع قوي يسمح له بإنهاء فاشية المرض واستئصال فيروس شلل الأطفال في أماكن اختبائه القليلة الأخيرة.

Delegates gather to discuss progress and remaining challenges at the Thirty-third Eastern Mediterranean Regional Certification Commission for Poliomyelitis Eradication-third_Eastern_Mediterranean_Regional_Certification_Commission_for_Poliomyelitis_Eradicationيجتمع المندوبون لمناقشة التقدم والتحديات المتبقية في الاجتماع الثالث والثلاثين للّجنة الإقليمية لشرق المتوسط للإشهاد على استئصال شلل الأطفال.

يمكن الاطلاع هنا على سجل كامل للاجتماعات السابقة للّجنة الإقليمية لشرق المتوسط للإشهاد على استئصال شلل الأطفال. سيُعقد الاجتماع الرابع والثلاثون للّجنة في عام 2020.