القادة المسلمون يأملون في توسيع نطاق عمل الفريق
القادة المسلمون يأملون في توسيع نطاق عمل الفريق
أقر الفريق الاستشاري الإسلامي المعني باستئصال شلل الأطفال خطة عمل جديدة الأسبوع الماضي للمساعدة في تعزيز الخطوة النهائية للإجهاز على شلل الأطفال في آخر بلدين عضوين في منظمة التعاون الإسلامي لا يزال الفيروس متوطنًا فيهما، وهما باكستان وافغانستان. وجاء هذا الإعلان في ختام الاجتماع السنوي الثالث للفريق الاستشاري الإسلامي الذي عقد بمقر البنك الإسلامي للتنمية في جدة، والذي أُعْرِب فيه أيضًا عن استعداد الفريق لتوسيع نطاق عمله ليشمل التوعية بأهمية اللقاحات ضد مختلف الأمراض ودعم المبادرات والبرامج التي تعود بالنفع على صحة الأم والطفل.
وتحدّث خلال الاجتماع السفير محمد نعيم خان، مساعد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي للعلوم والتكنولوجيا ، عن مدى أهمية دعم الفريق الاستشاري الإسلامي لجهود مكافحة شلل الأطفال في الشوط الأخير من استئصاله. وذكر أيضًا أن الفريق الاستشاري الإسلامي بات اليوم في وضع يؤهله لمواصلة عمله لتعزيز الرعاية الصحية في الدول الإسلامية التي لا تزال تتحمل عبئًا ثقيلًا جراء الأمراض التي يمكن الوقاية منها وتمثل خطرًا على الصحة وتؤدي إلى الوفاة، وذلك بناءً على تجربته الناجحة في تحسين خدمات التحصين ضد شلل الأطفال.
وقد أدت المفاهيم الخاطئة حول لقاح شلل الأطفال وعدم إمكانية وصوله إليهم في كل من أفغنستان وباكستان إلى عرقلة الجهود المبذولة لاستئصال شأفة هذا المرض. بيد أن التعاون مع رجال الدين المحليين في كل من البلدين لدعم العاملين في مجال الصحة وحمايتهم، قد أثمر عن نتائج إيجابية إذ انخفضت معدلات رفض الحصول على اللقاح.
ومن جانبه أوضح الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، أن المفاهيم الخاطئة تنشأ عادة بسبب الفتاوى التي تُحرّم التطعيم ضد شلل الأطفال ويصدرها غير المتخصصين، وأكد على جهود الأزهر الشريف في تصحيح تلك المفاهيم الخاطئة.
وأقرّ فضيلته أن واجب الأزهر يقضي بتسليط الضوء على الحقائق وتوضيحها للجميع، والتأكيد من خلال برامج التوعية المتعددة على أن التطعيم كعلاج وقائي للأمراض هو من مقاصد الشريعة الإسلامية التي منها حفظ النفس والنسل.
وفي بيان صدر في مؤتمر صحفي، أكد الفريق ثقته في مأمونية كل التطعيمات الروتينية للأطفال وفعاليتها كوسيلة لإنقاذ أرواحهم وتوفير الحماية لهم؛ كما أقرّ اتساق تلك التطعيمات مع أحكام الدين الإسلامي ومبادئه. وأكد البيان أيضًا على الالتزام الديني للآباء المسلمين ومسؤوليتهم عن تطعيم أطفالهم للحفاظ على صحتهم.
وقد أثنى المدير الإقليمي لمكتب منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الدكتور علاء الدين العلوان، الذي حضر الاجتماع على الدعم الذي يقدمه الفريق للقضاء على شلل الأطفال، كما أعرب عن امتنانه للجهود التي بذلتها حكومتا باكستان وأفغانستان بلا كللٍ للقضاء على شلل الأطفال بحلول نهاية عام 2016.
وكان عمل الفريق الاستشاري قد انطلق عام 2013 بمشاركة مجمع الفقه الإسلامي الدولي، والأزهر الشريف، والبنك الإسلامي للتنمية، ومنظمة التعاون الإسلامي الذين يشكلون العضوية الرئيسة للفريق، كما شارك في الاجتماع قادة هذه المنظمات وغيرهم من علماء الدين والخبراء الفنيين والأكاديمين من العالم الإسلامي.