5 أيلول/سبتمبر 2019، القاهرة، مصر -- عقد الفريق الاستشاري الإسلامي المعني باستئصال شلل الأطفال اجتماعه السنوي السادس مجدداً التزامه تجاه المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال، ومؤكداً ثقته في مأمونية وفعالية اللقاح المضاد لشلل الأطفال بوصفه وسيلة للوقاية من الأمراض والحفاظ على الأرواح وتوفير الحماية للأطفال.
وقد أقيم هذا الاجتماع في القاهرة باستضافة كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وشارك في رئاسته سماحة الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي. وأكدا سماحتهما مجدداً على استمرار دعم الفريق الاستشاري الإسلامي للمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، وناقشا التقدم المُحرز في هذا الشأن، والتحديات التي واجهت البلدين الذين يتوطن فيهما شلل الأطفال وتلك التي تعرضت لمخاطره خلال عام 2019.
وفي بيانٍ صدر في ختام الاجتماع، أعرب الفريق الاستشاري الإسلامي بقلق عن استمرار سراية فيروس شلل الأطفال في جيوبٍ في أفغانستان وباكستان يعيش بها أطفال فاتهم التطعيم بسبب رفض الأسرة أو الوالدين. ومن ثَمّ، دعا الفريق جميع الآباء والأمهات إلى تطعيم أولادهم ضد شلل الأطفال وجميع الأمراض التي يمكن توقّيها باللقاحات، لما في ذلك من حماية لصحة مجتمعاتهم ويتفق تماماً وأحكام الشريعة الإسلامية الغرَّاء.
ولاحظ أيضاً بقلقٍ حظر أنشطة التطعيم في أجزاء من أفغانستان، وحث الأطراف المعنية على تيسير تنفيذ هذه الأنشطة حفاظاً على سلامة جميع الأطفال.
والفريق الاستشاري الإسلامي هو اتحاد إسلامي أنشئ عام 2013 ويضم الأزهر الشريف، ومجمع الفقه الإسلامي الدولي، ومنظمة التعاون الإسلامي، والبنك الإسلامي للتنمية، بالإضافة إلى علماء الدين وخبراء تقنيين آخرين.
لا لمعاناة أي طفل
وقد استقبل الدكتور نظير محمد عياد، الأمين العام لمعهد البحوث الإسلامية المشاركين بالنيابة عن فضيلة الإمام الأكبر، وأشاد بالعمل الذي يقوم به الفريق الاستشاري الإسلامي.
وقال الدكتور عياد: "إن استئصال شلل الأطفال هو إحدى القضايا الصحية المهمة التي يقوم عليها مستقبل المجتمعات والبلدان،" وعزا أهمية ذلك إلى اتضاح عمق العلاقة بين الدين والعلم، قائلاً: "لقد انتبه علماء الدين منذ وقتٍ بعيٍد إلى العلاقة بين تعاليم الشريعة والطب، حيث يتوخى كل منهما خدمة الإنسانية، ودرء الأمراض عن جميع الناس، وتعزيز تمتعهم بالرفاهية. ويُعتبر الاهتمام بالأطفال، وحمايتهم، وتعزيز إمكاناتهم، من بين المقاصد الرئيسية للشريعة الإسلامية."
ومن جهته، نوه سماحة الدكتور بن حميد بأهمية مكافحة شلل الأطفال والحاجة إلى بذل المزيد، قائلاً: "نلتقي اليوم وقد أصبح وضع شلل الأطفال أكثر خطورة وأكثر أهمية، حيث نسعى إلى خدمة الأطفال والمرضى والأشخاص الأكثر ضعفاً. لذا، نلتمس من جميع الشركاء بذل المزيد من الجهد لمواجهة التحديات التي تتزايد باطراد، وتعزيز الشراكات مع الأطراف المعنية، والاستجابة للمبادرات الرامية إلى تسريع وتيرة جهود استئصال شلل الأطفال".
وأضاف سماحته: "ولا ينبغي أن يلقى أيّ طفل حتفه أو يُصاب بالعجز في الوقت الذي تتوافر فيه سبل الوقاية والعلاج، لمجرد أن أبويه رفضا حصوله على التطعيم أو العلاج بسبب مفاهيم مغلوطة."
وفي الكلمة الافتتاحية لمعالي الدكتور يوسف العثيمين، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، التي ألقاها نيابة عنه السيد عبد النور سكيندي، أشاد معاليه بالجهود التي تبذلها الحكومات للتصدي لاستمرار ظهور حالات شلل الأطفال في البلدين الذين لايزال يتوطن فيهما الفيروس، قائلاً: "على الرغم من الإنجازات التي سجلها الفريق الاستشاري الإسلامي، فمما يثير الأسى أن نرى رفض الآباء السماح لأطفالهم بتلقي اللقاح المضاد لشلل الأطفال في كل من باكستان وأفغانستان. ولكن، أود أن أثني على حكومة باكستان لإطلاقها حملة تطعيم طارئة لمكافحة شلل الأطفال للتصدي لعودة ظهور شلل الأطفال، وأنوه وأشيد بجهود الحكومة لاستئصال شلل الأطفال."
وفي الكلمة التي ألقاها الأستاذ الدكتور شوقي علام، مفتي جمهوية مصر العربية، أكد فضيلته على أهمية التضامن بين الشركاء المسلمين لمصلحة الإنسانية جمعاء.
"اجتماع الفريق الاستشاري الإسلامي تعبيرٌ عن الوئام والتعاون بين المؤسسات الإسلامية، مما يُثبت أننا ماضون في الاتجاه السليم لتذليل العقبات التي تعيق تطور الأمة الاسلامية حتى تكون أمة فاعلة تساهم في بناء الحضارة الإنسانية في سلام، وتحضر وإيجابية لما فيه صالح جميع البشر، بغض النظر عن نوع الجنس أو العرق أو الدين."
وممثلاً عن معالي الدكتور بندر هاجر، رئيس البنك الإسلامي للتنمية، تحدث السيد محمد الأسطى عن الدعم المالي المقدم للبلدين الذي يتوطن فيهما شلل الأطفال لمساعدتهما في استئصال شلل الأطفال، حيث قال:
"تفرض التحديات التي تواجه جهود القضاء على شلل الأطفال مزيداً من الجهد والتنسيق بين جميع الأطراف المعنية لاستعادة زمام الموقف واستئناف حملات التطعيم. ولقد صادق البنك الإسلامي للتنمية على تمويل جديد بقيمة 100 مليون دولار أمريكي لدعم برنامج استئصال شلل الأطفال في باكستان ليصل مجموع الدعم المالي الذي قدمه البنك ومؤسسة بيل وميليندا غيتس إلى 427 مليون دولار أمريكي."
إنقاذ أكثر من 18 مليون شخصٍ من شلل الأطفال
هنأت الدكتورة سوزانا جاكاب، نائب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الفريق الاستشاري الإسلامي المعني باستئصال شلل الأطفال على إكمال ست سنوات من العمل دعماً لاستئصال شلل الأطفال، والتي أُحرز خلالها تقدمٌ كبيرٌ في هذا الشأن. وقالت الدكتورة جاكاب: "إن رؤية الفريق الاستشاري يزدهر ويتوسع على مر السنين تبين كيف يمكن أن تحقق الشراكة النموذجية نتائجاً كبيرةً لتعزيز صحة المجتمعات، وذلك في إطار يجمع القيادة الدينية والسياسية والمالية." وأكدت أن "توسيع نطاق عمل الفريق الاستشاري الإسلامي ليشمل قضايا صحة الأم والطفل استثمارٌ كبيرٌ في الصحة."
وفي رسالة من الدكتور أحمد بن سالم المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، ألقتها الدكتورة رنا الحجة، مديرة إدارة البرامج بالمكتب الإقليمي لشرق المتوسط، أشارت إلى أهمية هذه اللحظة في تاريخ استئصال شلل الأطفال، قائلةً: "إننا اليوم أمام منعطف تاريخي حاسم؛ حيث تتأهب البشرية للمرة الثانية فقط لاستئصال مرض استئصالاً تاماً من على وجه البسيطة بعد مرض الجدري." وأضافت:
"في الماضي، كان يُقدر عدد الأطفال الذين يصابون بشلل الأطفال يومياً بحوالي 1000 طفلٍ على مستوى العالم. ولكن مع التمكّن من تطوير لقاح مأمون يمكن استعماله لتمنيع جميع الأطفال، نجحنا في تخفيض حالات الإصابة بشلل الأطفال بنسبة 99.9%، وإلا لكان 18 مليون شخصٍ ممن يمشون على أقدامهم اليوم في عداد المُقعَدين بشلل الأطفال. واستمرار وجود حالات شلل الأطفال في أفغانستان وباكستان يثير القلق بشأن أطفال هذين البلدين الذين لهم الحق في الحماية من هذا المرض المُقْعِد مثلهم في ذلك مثل سائر الأطفال في شتى أنحاء العالم."
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـالأشخاص التالية أسماؤهم:
الدكتور أحمد بركات، رئيس قسم الإعلام بالأزهر الشريف
+2010-2050-5408
منى ياسين، مسؤولة الإعلام، منظمة الصحة العالمية
+2010-0601-9284
روابط مفيدة
المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال
الفريق الاستشاري الإسلامي المعني باستئصال شلل الأطفال
قناة الفريق الاستشاري الإسلامي المعني باستئصال شلل الأطفال