5 آذار/ مارس 2024 - اسمي فريد، وعمري 35 عامًا. أعيش في منطقة باتي كوت في مقاطعة نانغارهار، أفغانستان. وقد أُصِبتُ بشلل الأطفال عندما كان عمري ثلاث سنوات. بدأت الأعراض بحمى ثم ضعف في ساقي اليسرى ويدي اليسرى. وفي حين عادت القوة إلى يدي بعد ذلك، إلا أن ساقي ظلت ضعيفة. واصطحبني والداي إلى الطبيب. وبعد الفحص الطبي، قال الأطباء إنني مصاب بشلل الأطفال ولا علاج له. وعندما سمع والداي أنه لا علاج لحالتي، أخذوني إلى المنزل.
وقد واجهتني العديد من التحديات أثناء نشأتي بسبب ساقي المشلولة. فلم أستطع اللعب مع الأطفال الآخرين، لكنني لم أفقد الأمل قَطّ، وكافحتُ لأعيش حياتي مثل الأطفال الآخرين في مجتمعي. فبدأتُ الدراسة، ثم أتممتُ دراستي في علوم الحاسوب. وكان والداي يقدمان الدعم دائمًا، خصوصًا في دراستي وبناء مستقبلي المهني.
وواجهتُ تحديات في حياتي الشخصية أيضًا. وعندما أردت الزواج، قوبلتُ بالرفض أربع مرات من عائلات مختلفة. فلم تقبل هذه العائلات أن يُزوجوني بناتهم، والسبب في ذلك أنني مُعاقٌ ولا أستطيع العمل، حسبما قالوا. وأنا سعيد لأن عائلة زوجتي تقبلتني، ولدي الآن أربعة أطفال رائعين. وأحرصُ على تطعيم أطفالي كلما سنحت فرصة. ولا أريد أن يتضرر أطفالي بفيروس شلل الأطفال مثلما تضررتُ. كما أنني أشجع جيراني على تطعيم أطفالهم كلما سنحت لهم الفرصة.
إن حياتي اليومية مليئةٌ بالتحديات، وأواجه العديد من العقبات. فهناك بعض المهام والوظائف التي يمكن لأقاربي وأصدقائي وجيراني أداؤها، لكنّي لا أستطيع ذلك. ولدي قطعة أرض في قريتي أزرع فيها محاصيل مثل القمح والذرة للمساعدة في إطعام عائلتي. ولأن ساقي المشلولة تمنعني من زراعة أرضي، فإنني أستعين بأجيرٍ ليؤدي العمل. وهذا غالبًا ما يُشعرني بخيبةِ أمل.
وقد انضممت إلى برنامج استئصال شلل الأطفال عام 2017 لأني أعرف خطر فيروس شلل الأطفال من واقع تجربتي الشخصية، وأعرفُ كيف يمكن أن يؤثر على حياة الأطفال وأسرهم. وأعمل مُشرفًا، ووظيفتي هي تدريب أفرقة التطعيم تحت إشرافي. فأنا أُعِدُّهم لحملات التطعيم، وأتأكَّد من حصولهم على ما يكفي من اللقاحات والمعدات، وأرصد عملهم، وأُعد تقاريرَ عن إنجازاتهم في نهاية كل يوم أثناء الحملة. وفي أيام الحملات، أخرج وأتأكد من أن كل شيء على ما يُرام بالنسبة لأفرقة العمل، وأن لديهم كل ما يحتاجون إليه، وأن جميع الأطفال في منطقتي يتلقون لقاح شلل الأطفال.
أما مَن لا يرغبون في تطعيم أطفالهم، فأذهبُ إلى منازلهم وأقول لهم أن الطريقة الوحيدة لحماية أطفالهم من فيروس شلل الأطفال هي تطعيمهم بقطرتين من لقاح شلل الأطفال. وأقول لهم أيضًا: "إذا لم تُطعِّم أطفالك، فقد يُصابون بالشلل مثلي". كما أنني أحكي لهم قصتي الشخصية والتحديات التي أواجهها في الحياة اليومية. وكان هناك العديد من حالات رفض التطعيم في قريتنا، لكن عددها قليلٌ الآن لأنني أخصص وقتًا للحديث مع الآباء ومقدمي الرعاية وأشرح لهم موقفي.
وحتى إن لم تكن هناك حملات تطعيم، فإني أتحدث مع الناس وأرفع مستوى الوعي بفيروس شلل الأطفال وأهمية لقاح شلل الأطفال. ويجب علينا تطعيم أطفالنا ضد شلل الأطفال في كل فرصة سانحة. إن شلل الأطفال مرضٌ خطيرٌ ومسببٌ للعجز، ولا يمكننا أن نسمح بإصابة أي طفل بالشلل.