مزيدٌ من التقدُّم في مجال مكافحة شلل الأطفال

قطر تُعزّز أنشطة ترصُّد شلل الأطفال خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022 بدعمٍ من منظمة الصحة العالمية

EMRO-web-collage

في الوقت الذي بدأ فيه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تنظيم بطولة كأس العالم في عام 1930، لم تكن لقاحات شلل الأطفال متاحة للأطفال. وإضافةً إلى ذلك، كانت نُظُم البحث عن أعراض شلل الأطفال لدى الأطفال ضعيفةً على الأرجح في جميع أنحاء العالم. وقد تغير هذا السيناريو الآن.

ولتحضير ما يُقدَّر بنحو 1.2 مليون مشجع لكرة القدم يتجمعون في قَطر لمشاهدة بطولة كأس العالم، اتخذت الحكومة القطرية عدة تدابير للتخفيف من المخاطر المرتبطة بانتشار الأمراض، ومنها شلل الأطفال. وفي إطار هذه التدخلات، طلب البلد من منظمة الصحة العالمية تقديم الدعم التقني لتقييم ترصُّد شلل الأطفال وتحسينه.

تقييم النظم القائمة لترصُّد الأمراض

زار فريق من إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط قطر في نهاية أيلول/ سبتمبر 2022 لإجراء استعراض مُفصَّل لنظام ترصُّد الشلل الرخو الحاد لاستهلال هذه الجهود، بعد أشهر من التخطيط والتنسيق المشتركَين. وأجرى الفريق فحصًا للأنشطة في أربعة مرافق رعاية صحية رئيسية - يتكرر فيها زيارة القطريين والزوار في البلد - لتقييم مساهمة تلك المرافق في ترصُّد الشلل الرخو الحاد.

كما عقد الفريق دورة إلكترونية لتنمية قدرات أكثر من 200 مهني صحي من القطاعين العام والخاص لفهم الوضع العالمي والإقليمي لشلل الأطفال، وأهمية ترصُّد الشلل الرخو الحاد والإبلاغ عن الحالات.

استعراض نُظُم الكشف عن حالات شلل الأطفال والاستجابة لها

بعد أن لاحظت منظمة الصحة العالمية الانتشار الأخير لفيروسات شلل الأطفال في جميع أنحاء العالم، وسهولة انتقال الفيروسات، عملت المنظمة على توعية المسؤولين في وزارة الصحة العامة بإجراءات التشغيل الموحدة في مجال فاشيات شلل الأطفال. ويشمل ذلك نموذجًا لوضع خطة وطنية للتأهُّب لمواجهة أية فاشية لشلل الأطفال.

وفي إطار الخطوات التالية، أجرى الفريق عملية محاكاة لفاشية شلل الأطفال لاختبار مستوى التأهُّب ومخطط الأنشطة الذي ينبغي تنفيذها في حال حدوث فاشية. وتضمن عملية محاكاة فاشية شلل الأطفال وعي المستخدمين بالأنشطة التي يتعين عليهم تنفيذها في غضون الاثنتي وسبعين ساعة الأولى الحاسمة من تأكيد تفشي شلل الأطفال. وتهدف هذه العملية أيضًا إلى ضمان صلاحية جميع الأدوات الحالية المستخدمة، وتنشيط معارف المسؤولين الصحيين في مجال الأنواع المختلفة لفيروسات شلل الأطفال الموجودة واللقاحات التي يمكن استخدامها لتعزيز المناعة.

الحاجة إلى تعزيز الإبلاغ عن حالات الشلل الرخو الحاد

تمتلك قطر، وهي واحدة من أكثر البلدان تقدمًا في الإقليم، قاعدة بيانات إلكترونية حديثة للعملاء في مجال الصحة يستخدمها 90% من مقدمي الخدمات الصحية. ويستخدم البلد أيضًا رموزًا فريدة لجميع المقيمين بغض النظر عن جنسيتهم، مما يساعدهم على التعامل مع تفشي الأمراض المُعدية. وتقدم المرافق الصحية رعاية صحية عالية الجودة، مما يشجع المجتمعات المحلية على الإقبال على الخدمات الصحية. ومع أخذ ذلك في الحسبان، فقد كشفت مراجعة الترصُّد أن النظام الصحي الإلكتروني في قطر قادرٌ على تتبُّع حالات الشلل الرخو الحاد بمجرد الإخطار بها.

‏ومع ذلك، تواجه البلاد تحدِّيات في الإبلاغ عن حالات الشلل الرخو الحاد، ويُعزَى ذلك بدرجة كبيرة إلى عدم وجود قائمة شاملة بالأمراض ذات الصلة بالشلل الرخو الحاد في قواعد البيانات الإلكترونية المستخدمة حاليًا في المرافق الصحية والمستشفيات‎. وإضافةً إلى ذلك، يفتقر الأطباء إلى الوعي بشأن الشلل الرخو الحاد والإخطار بالحالات، ويرجع ذلك إلى خلو قطر من شلل الأطفال منذ عام 1990.

توصيات من أجل ترصُّد أقوى لشلل الأطفال

تهدف التوصيات التي قدمتها منظمة الصحة العالمية إلى وزارة الصحة العامة إلى تطوير قدرات الموظفين على الإبلاغ عن حالات الشلل الرخو الحاد في وقت مبكر؛ وإجراء بحث نشط منتظم عن الأطفال المصابين بالشلل الرخو الحاد، بما في ذلك من خلال زيارات الترصُّد النشطة؛ وإجراء فحص متابعة لمدة 60 يومًا للكشف عن حالات الشلل الرخو الحاد. كما نصح فريق المنظمة قطر باتباع مبادئ توجيهية مُحدَّثة وفعَّالة لترصُّد الشلل الرخو الحاد، ووضع خطة وطنية للتأهُّب والاستجابة من أجل فاشيات شلل الأطفال والاستجابة لها.

كما شجعت المنظمة وزارة الصحة العامة على إنشاء نظام للترصُّد البيئي للبحث عن فيروسات شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي والمياه المستعملة في المواقع الرئيسية في جميع أنحاء البلاد. ومن شأن ذلك أن يساعد على توسيع نطاق البحث عن أي فيروس لشلل الأطفال بين الزوار وفي المجتمعات المحلية التي تعيش في هذا البلد على حد سواء.

وتؤدي قطر دورًا رئيسيًا في استئصال شلل الأطفال

كما أن حكومة قطر شريكٌ رئيسي في جهود استئصال شلل الأطفال. وتشغل معالي الدكتورة حنان محمد الكواري، وزيرة الصحة العامة في قطر، منصب الرئيس المشارك للجنة الفرعية الإقليمية المعنية باستئصال شلل الأطفال والتصدي لفاشياته في إقليم شرق المتوسط منذ شباط/ فبراير 2022. وبهذه الصفة، اضطلعت معالي الدكتورة حنان الكواري بدور أساسي في تسليط الضوء على الوضع الحالي لشلل الأطفال في الإقليم والجهود اللازمة للقضاء عليه بحلول نهاية عام 2023.