20 تموز/يوليو 2020 - أعيد إطلاق حملات التمنيع الأساسية ضد شلل الأطفال في إقليم شرق المتوسط هذا الأسبوع في ظل تدابير صارمة للوقاية من العدوى بفيروس كوفيد-19 ومكافحته، بعد توقف دام 4 أشهر لجميع حملات التلقيح، والتي اشتملت على الحملات الهادفة لوقف الفاشيات المستمرة لشلل الأطفال.
وقد استهلت باكستان اليوم حملة على نطاق مصغر للاستجابة لفاشية شلل الأطفال في مناطق مختارة، بهدف تلقيح ما يقرب من 000 800 طفل دون سن 5 سنوات.
وتلقَّى العاملون الصحيون التدريب على التدابير الوقائية والاحترازية لضمان سلامة العاملين في الخطوط الأمامية والأطفال وأسرهم، بما يتماشى مع المبادئ التوجيهية العالمية لمنظمة الصحة العالمية، والإرشادات التي أعدَّتها المنظمة خصيصاً لأنشطة التمنيع ضد شلل الأطفال في الإقليم. وتشمل التدابير المحددة تحري العاملين للكشف عن أعراض مرض كوفيد-19، وتوفير الكمامات ومطهرات اليد، والبروتوكول الجديد للتباعد الجسدي في حملات طرق الأبواب ووضع العلامات على الأصابع، والإبقاء على مسافة داخل المنازل، والتقليل من الاتصال مع الأطفال أثناء تلقيحهم. ولن يقوم بتلقيح الأطفال في الحملات من منزل إلى منزل إلا العاملون من المجتمعات المحلية لمنع وصول عدوى فيروس كورونا-سارس-2 إلى المناطق غير المصابة.
وعلى الرغم من حتمية وقاية كل من العاملين الصحيين والمجتمعات المحلية من كوفيد-19، إلا أن التوقف المؤقت للحملات من منزل إلى منزل، مقرونًا بتوقف أنشطة التمنيع الروتيني وغيرها من الخدمات الصحية الأساسية بسبب الجائحة، قد أدى إلى توسيع نطاق سراية فيروسات شلل الأطفال في الإقليم.
وقال الدكتور حميد جعفري، مدير برنامج استئصال شلل الأطفال في إقليم شرق المتوسط: "يشير تحليلنا الذي أجريناه في مرحلة مبكرة إلى أن الأطفال في إقليمنا قد فاتهم 80 مليون فرصة للتلقيح بسبب كوفيد-19، وذلك استناداً إلى أنشطة التلقيح ضد شلل الأطفال التي تعيّن إيقافها. وهذا يعادل تقريبًا 60 مليون طفل كانوا سيتلقون الوقاية المهمة باللقاحات ضد شلل الأطفال المسبب للشلل".
ويشهد كل من باكستان وأفغانستان، وهما آخر بلدَيْن يتوطن فيهما فيروس شلل الأطفال البري، يشهدان سراية واسعة النطاق لفيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2. وستركز أنشطة التلقيح الأولية في كلا البلدين على وقف فاشيات فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2.
إن كلًا من فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاحات وفيروس شلل الأطفال البري لهما نفس الأثر المدمر على الأطفال: فهما يسببان الشلل المستمر مدى الحياة وفقدان القدرة على الحركة. والفيروسان ينشطان في ظروف متشابهة - في البيئات التي لم يحصل فيها عدد كافٍ من الأطفال على اللقاح ضد شلل الأطفال. ويكمن مفتاح القضاء على جميع سلالات شلل الأطفال في رفع مستويات المناعة بحيث لا يتبقى للفيروس أي طفل معرضًا للعدوى.
إن استئناف حملات شلل الأطفال في كلا البلدين سيدعم أيضاً تقديم تدخلات صحية أوسع نطاقاً، تشمل إذكاء الوعي بتدابير الوقاية من كوفيد-19، وإحالة الأمهات والأطفال لتلقي اللقاحات الأساسية الأخرى، وخدمات الرعاية السابقة للولادة.
ويقول الدكتور حميد جعفري: "إن فرقنا تعمل في جميع أنحاء الإقليم منذ بداية الجائحة في دعم استجابة كوفيد-19، فضلًا عن مواصلة عملها في استئصال شلل الأطفال. وقد صعّد العاملون في مجال شلل الأطفال لفترة طويلة من التحدي المتمثل في تقديم خدمة حيوية لمجتمعهم. وهم معروفون جيدًا وموثوق بهم من العائلات التي خدموها أثناء الجائحة. وعندما انتشرت الجائحة، كنا نعرف مكامن الخطر، وعرضنا مساعدتنا على الفور".
وهناك عدد من بلدان الإقليم ما زالوا في مراحل مبكرة من التخطيط لاستئناف حملات التلقيح عندما يسمح الوضع الوبائي المحلي لديهم بذلك. وأضاف الدكتور حميد "يجب علينا الآن ضمان العمل مع المجتمعات المحلية لوقاية الأطفال المعرضين للخطر باللقاحات، مع ضمان تطبيق تدابير صارمة للسلامة والنظافة لمنع أي انتشار آخر لفيروس كوفيد-19".