9 آذار/مارس 2023 - شارك وزراء ووفود رفيعة المستوى من جميع أنحاء إقليم شرق المتوسط يوم الثلاثاء 28 شباط/فبراير 2023 في الاجتماع السابع للّجنة الفرعية الإقليمية المعنية باستئصال شلل الأطفال والتصدي لفاشياته.
وقد جاء الاجتماع في وقت تضاربت فيه جهود استئصال شلل الأطفال. فمن ناحية، أُبلغ عن أحدث حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال البري في الإقليم منذ 5 أشهر تقريبًا في باكستان، وصلت درجة أثر الفيروس إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق. وإضافةً إلى ذلك، لم تكن الجهود المبذولة للبحث عن فيروسات شلل الأطفال أقوى من أي وقت مضى، وقد أحرز برنامج شلل الأطفال تقدُّمًا كبيرًا في الوصول إلى الأطفال الذين يعانون من نقص التمنيع في عددٍ من البلدان المُعرَّضة لمخاطر مرتفعة في العام الماضي. ومن ناحيةٍ أخرى، يستضيف الإقليم 4 مناطق من "المناطق الجغرافية المهمة" البالغ عددها 7 مناطق في العالم - وهي مناطق شحيحة الموارد وترتفع بها درجة المخاطر في أفغانستان وباكستان والصومال واليمن، حددها البرنامج على أنها تنطوي على خطرٍ كبيرٍ لانتشار شلل الأطفال.
وقد أكَّد الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، الذي عقد هذا الاجتماع الافتراضي، على اختيار عام 2023 ليكون "عامًا حاسمًا" لاستئصال شلل الأطفال.
وقد حثَّ جميع الدول الأعضاء والشركاء على الاستفادة من الفرصة والزخم اللذين تتيحهما اللحظة الراهنة، وتوسيع نطاق الجهود الجماعية للقضاء على شلل الأطفال. وقال الدكتور المنظري: "إن تضامننا وعملنا المتضافر على المستوى الإقليمي سيكون أكثرَ أهمية إذ نمضي قُدُمًا، مع اقترابنا من صنع التاريخ والقضاء على شلل الأطفال".
وتولى قيادة إظهار الدعم الإقليمي لشلل الأطفال الرئيسان المشاركان، معالي الدكتورة حنان الكواري وزيرة الصحة العامة في قطر، ومعالي السيد عبد الرحمن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع في الإمارات العربية المتحدة. وقد حثَّا الدول الأعضاء المشاركة على تعزيز التمنيع الروتيني والنظر إلى شلل الأطفال على أنه "كل مشكلتنا" حتى تنتهي سرايته في كل مكان. ودَعَوَا أيضًا الدول الأعضاء إلى تقديم كل ما في وسعها - التمويل أو الدعوة أو الخبرة التقنية - للوصول باللقاحات إلى كل طفل.
وكان من بين المشاركين في الاجتماع أيضًا وزراء الصحة وكبار المندوبين من بلدان الإقليم، بالإضافة إلى ممثلين عن مؤسسة بيل وميليندا غيتس، ومراكز الوقاية من الأمراض ومكافحتها، والتحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع، ومنظمة الروتاري، ومنظمة اليونيسف.
وفي كلمته، أطلع وزير خدمات الصحة الوطنية واللوائح والتنسيق في باكستان جمهور الحضور على آخر المستجدات حول الإجراءات البرنامجية القوية التي اتخذتها بلاده في الوقت المناسب للقضاء على شلل الأطفال. ففي مواجهة الفيضانات الكارثية، حوَّل البلد جهود الاستجابة إلى فرصة لتوفير لقاحات شلل الأطفال للأطفال حيثما أمكن. بالإضافة إلى ذلك، تستخدم باكستان طرائق مبتكرة، مثل فن الشاحنات، للوصول إلى المجتمعات الضعيفة التي تعيش في مناطق يصعب الوصول إليها.
وخلال المناقشات، عرض كل من مندوب مصر ووزير الصحة اليمني آخر المستجدات حول جهود استئصال شلل الأطفال في بلديهما، في حين قدَّم مندوبون من العراق والمملكة العربية السعودية مقترحات بشأن إجراءات لمنع انتشار شلل الأطفال خلال التجمعات الدينية الحاشدة في بلدانهم.
وأشادت الدول الأعضاء والشركاء بالجهود الهائلة المبذولة للقضاء على شلل الأطفال في البلدين اللذين لا يزال يتوطن فيهما المرض - أفغانستان وباكستان - لا سيما في أعقاب الزلزال وكارثة الفيضانات التي وقعت في عام 2022، والإرادة السياسية الاستثنائية والمشاركة غير العادية في كلا البلدين. وأشارت أيضًا إلى العمل الجاري في البلدان التي تشهد فاشيات لفيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2، وأثنت على العاملين الصحيين لشجاعتهم وتفانيهم في عملهم.
وأصدرت الدول الأعضاء بيانَين عقب الاجتماع. وقد دعا بيانٌ منهما الأوساط الدولية المعنية بالتنمية والعمل الإنساني والجهات المانحة أن توسع نطاق دعمها لخطط العمل الوطنية الطارئة لكلٍ من أفغانستان وباكستان. ودعا بيانٌ ثانٍ الشركاء الدوليين إلى تقديم الخدمات الأساسية، بما في ذلك الاستجابة القوية بالتطعيم، لفاشيات شلل الأطفال في الصومال واليمن. وفي المحافظات الشمالية لليمن، وفي خضم موجة من الدعاية المضادة للقاحات، لم تُطلق بعد استجابة للفاشية طال انتظارها، ويشهد الصومال أطول فاشية على الإطلاق لفيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2.
كما أكَّدت الدول الأعضاء مجددًا على أهمية التركيز على الأطفال الذين لم يحصلوا على أية جرعة، وتعزيز التمنيع الروتيني والترصُّد في البلدان الخالية من شلل الأطفال والبلدان التي تعاني حاليًا من فيروسات شلل الأطفال. كما أثنت الدول الأعضاء على الدكتور المنظري المدير الإقليمي لقيادته، وطلبوا منه مواصلة دعم الدول الأعضاء في الإقليم للدفع صوب القضاء على شلل الأطفال وتحقيق الصحة للجميع وبالجميع.
وفي معرِض إطلاع المشاركين على آخر المستجدات بشأن الزيارة الأخيرة التي أجرتها بعثة رفيعة المستوى إلى باكستان العام الماضي، أعرب ممثل مؤسسة بيل وميلندا غيتس، بالنيابة عن الدكتور كريس إلياس، رئيس مجلس مراقبة شلل الأطفال، عن تقديره للجهود الاستثنائية وغير المسبوقة التي بذلتها القيادة السياسية والصحية ووكالات إنفاذ القانون والأمن في باكستان من أجل الحيلولة دون حدوث مزيد من انتشار شلل الأطفال. وعلى الرغم من الفيضانات والتغيرات السياسية التي واجهها البلد، فقد واصل برنامج شلل الأطفال "تغيير نُهُجه" وشن استجابة سريعة وقوية لشلل الأطفال. وكانت تلك الزيارة إحدى الزيارات العديدة التي أجرتها بعثات رفيعة المستوى إلى باكستان دعمًا لجهود استئصال شلل الأطفال.
وفي الكلمات الختامية، أشاد ممثلو منظمة الصحة العالمية بالخطوات التي اتخذها كلٌ من العراق وسوريا للحفاظ على الوظائف الأساسية المرتبطة بشلل الأطفال، بما في ذلك ترصُّد شلل الأطفال، وفي الوقت نفسه التخلص من الاعتماد على التمويل الـمُقدَّم من المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال.
لقد أظهر الاجتماع السابع للجنة الفرعية الإقليمية المعنية باستئصال شلل الأطفال والتصدي لفاشياته مستوى الثقة العالي الذي أبدته الدول الأعضاء والشركاء في البلدَيْن اللذَيْن لا يزال شلل الأطفال متوطنًا فيهما، وهما أفغانستان وباكستان. ونظرًا لأن شلل الأطفال لا يزال طارئة صحية عامة تسبب قلقًا دوليًا وفقًا للوائح الصحية الدولية (2005)، فإن تكثيف التعاون على المستويين الإقليمي والدولي بين الدول الأعضاء والشركاء في أحداث من هذا القبيل سيمثّل نقطة انطلاق لاتخاذ إجراءات مركزة في عام 2023.
ملاحظة للمحررين
مجلس مراقبة شلل الأطفال هو أعلى هيئة لاتخاذ القرارات في المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال. ويجمع المجلس القيادة العليا للوكالات الستة الشريكة في المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال – وهي مؤسسة بيل وميليندا غيتس بالولايات المتحدة، ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، والتحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع، ومنظمة الروتاري الدولية، ومنظمة اليونيسيف، ومنظمة الصحة العالمية - إلى جانب ممثل لمجتمع الجهات المانحة للمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال.
وقد زار الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، باكستان بصفته رئيسًا لمجلس مراقبة شلل الأطفال في ذلك الوقت. وبعد ذلك، أجرى مجلس مراقبة شلل الأطفال* منذ منتصف عام 2021 ثلاث زيارات، كما أجرى السيد بيل غيتس من مؤسسة بيل وميليندا غيتس زيارة في شباط/فبراير 2022.