23 تشرين الأول/أكتوبر 2017 - نظراً لقلة عدد الحالات التي اكتشفت هذا العام مقارنةً بأي أعوام أخرى سابقة، فإن العالم أصبح متاحاً أمامه الآن أفضل فرصة لاستئصال شلل الأطفال استئصالاً تاماً.
لقد بات إقليمنا والعالم أكثر قرباً من استئصال شلل الأطفال من أي وقت مضى. فقد بلغت العدوى بفيروس شلل الأطفال البري أدنى مستوياتها في التاريخ، وأصبحت مقصورة على عدد قليل من المناطق في البلدين الاثنين المتبقيين اللذين يتوطن فيهما شلل الأطفال في إقليم شرق المتوسط - وهما أفغانستان وباكستان. وقد أصيب عدد أقل من الأطفال بالشلل بفيروس شلل الأطفال البري في عام 2017 (37 حالة) مقارنة بالأعداد التي ظهرت في أي أعوام سابقة، ولم يُبلغ حتى الآن في عام 2017 إلا عن 12 حالة شلل فقط نتيجة لفيروس شلل الأطفال البري: 7 حالات من أفغانستان، و5 حالات من باكستان.
وتنفذ الحكومات والشركاء في كلا البلدين خطط عمل وطنية قوية في حالات الطوارئ تشمل استراتيجيات مبتكرة للوصول إلى الأطفال الذين يفوتهم التلقيح باستمرار والأطفال الذين يعيشون في مناطق يتعذر الوصول إليها. ويجري تنسيق الجهود وتبسيطها من خلال مراكز عمليات الطوارئ، والنُهُج التعاونية بين البرامج الوطنية. وقد أدت الحملات عالية الجودة والأساليب المبتكرة من أجل الوصول لكل طفل إلى محاصرة الفيروس وجعل استئصاله في متناول اليد.
وقال كريس ماهر، مدير جهود منظمة الصحة العالمية لاستئصال شلل الأطفال في شرق المتوسط، إنه برغم التقدم المحرز في مكافحة فيروس شلل الأطفال البري، فلا يزال هناك تحديات كبيرة، ومن الضروري أن يواصل العالم التزامه بالقضاء على شلل الأطفال.
وقال "لقد قطعنا شوطاً طويلاً ولا يجدر بنا التوقف الآن. وفي حين تتوفر لنا أسباب للاحتفال بالتقدم الذي أحرز في عام 2017، لكن مازال أمامنا عقبات كبيرة يجب التغلب عليها". وأضاف قائلاً "وبرغم عدد الحالات القليلة التي سجلت مقارنة بأي وقت مضى، فلا تزال هناك حالات تُكتشف، ولا تزال سراية الفيروس مستمرة في البيئة - وخاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها".
وقال ماهر إن الفاشية الحالية في الجمهورية العربية السورية هي تذكير صارخ بمخاطر الثغرات المناعية، والحاجة إلى الوصول للأطفال في جميع مناطق التمنيع بدون عوائق.
وقد تأكَّد، اعتباراً من 17 تشرين الأول/أكتوبر، إصابة 52 حالة بفيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح من النمط 2 في ثلاث محافظات في سوريا. وقد نَفَذَّ البرنامج الوطني، الذي تدعمه منظمة الصحة العالمية واليونيسف والشركاء الدوليون، استجابةً فعالةً للتمنيع في المناطق المتضررة، وهناك دلائل مشجعة على أن الفاشية قد أوشكت على الانتهاء. لكن ماهر حذَّر من أن سريان فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح لا يزال يهدد المجتمعات التي تنخفض فيها التغطية بالتمنيع الروتيني، ولا سيّما التي توجد في مناطق النزاع ويصعب الوصول إليها.
ولا يزال تنفيذ أنشطة التمنيع التكميلية مستمراً في البلدين الاثنين اللذان يتوطن فيهما المرض وفي 6 بلدان معرضة لخطره في جميع أنحاء الإقليم، ويركز البرنامج على تعزيز ترصُّد الشلل الرخو الحاد وتوسيع نطاق الترصُّد البيئي حتى نتمكن من نشر شبكة أوسع للكشف عن شلل الأطفال.
وقد أُعطي، حتى اليوم في عام 2017، 270 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال الفموي في 29 نشاطاً للتمنيع التكميلي (في الإقليم) وتوسّع الترصد البيئي ليشمل 5 بلدان مع التخطيط لتوسيع هذا الترصد في جميع البلدان المعرضة للخطر في الإقليم. وتتواصل عمليات الترصُّد للشلل الرخو الحاد، حيث أبلغت الأنظمة عن وقوع أكثر من 16000 حالة من الشلل الرخو الحاد في عام 2016 مقارنة بما يزيد قليلاً عن 13000 حالة في عام 2015، أي بزيادة قدرها 21%، مما يعكس تحسناً في حساسية الترصُّد.
نحن نتذكر في هذا اليوم العالمي لشلل الأطفال الملايين من الناس الذين بذلوا جهوداً طوال 30 عاماً سعياً للقضاء على شلل الأطفال.
وقال ماهر "هناك العديد من الوجوه لبرنامج شلل الأطفال، ابتداء من الأشخاص المكرسين للتلقيح إلى الآباء والأمهات الذين يطالبون باللقاح والمانحين الملتزمين بتوفير الأموال اللازمة لتمويل الأنشطة الهامة - لقد أدى جميعهم دوراً رئيسياً في إحراز تقدم هائل حتى الآن".
وأضاف "إن هذه الجهود الاستثنائية مهّدت الطريق ليس فقط لوصول لقاحات شلل الأطفال بل أيضاً لوصول الخدمات الصحية الهامة الأخرى إلى الأطفال في المناطق النائية في العالم".