أخصائي تكنولوجيا المختبرات أغنيس شيبكوروي يُعدّ عينات للمرحلة النهائية من اختبار فيروسات شلل الأطفال داخل المختبر. وتُجرى هذه المرحلة من العملية عند التعرّف على فيروسات شلل الأطفال المشتبه فيها في المزرعة الخلوية تحت المجهر، لمعرفة نوع الفيروس. WHO/L.Dore
على الرغم من أن احتواء شلل الأطفال يشير إلى أحداث سوف تقع بعد انتهاء سراية فيروس شلل الأطفال، فإنه يُعدّ خطوة بالغة الأهمية على طريق استئصال شلل الأطفال. ويشمل احتواء شلل الأطفال متطلبات التدابير الاحتياطية والسلامة البيولوجية والأمن البيولوجي للتقليل إلى أدنى حد من خطر تسرّب فيروس شلل الأطفال من المختبرات أو مرافق إنتاج اللقاحات أو غيرها من المرافق التي تتعامل مع فيروس شلل الأطفال المستأصَل أو تخزنه.
ماذا يحدث بعد الاستئصال
بعد استئصال شلل الأطفال، سيُحتَفَظ بفيروسات شلل الأطفال في عدد محدود من المختبرات ومرافق تصنيع اللقاحات في جميع أنحاء العالم. ويشمل الاحتواء الفعال لهذه الفيروسات تدابير احتياطية للحد من خطر تسربها في المجتمعات المحلية، وهو ما قد تكون له عواقب وخيمة. وتُقدّم خطة العمل العالمية الثالثة لمنظمة الصحة العالمية الإرشادات إلى البلدان للتقليل إلى أدنى حد من مخاطر فيروس شلل الأطفال المرتبطة بالمرافق عقب استئصال فيروس شلل الأطفال البري من نمط معين والوقف التدريجي لاستعمال لقاح شلل الأطفال الفموي.
كيف يعمل احتواء شلل الأطفال
أعلنت اللجنة العالمية للإشهاد على استئصال شلل الأطفال استئصال نمطين من الأنماط الثلاثة لفيروس شلل الأطفال، ألا وهما فيروس شلل الأطفال البري من النمط 2 في أيلول/ سبتمبر 2015، وفيروس شلل الأطفال البري من النمط 3 في تشرين الأول/ أكتوبر 2019. وفيروس شلل الأطفال البري من النمط 1 هو السلالة الوحيدة التي لا تزال سارية.
وبعد استئصال كل نوع من أنواع فيروس شلل الأطفال، تُشجَّع البلدان بقوة على تدمير موادها الخاصة بفيروس شلل الأطفال أو نقلها إلى مرفق أساسي مخصص لهذا الغرض تحدده الحكومة. ويجب على أي بلد يختار الاحتفاظ بالمواد لأسباب مثل إنتاج اللقاحات والبحوث المهمة، أن يحصل على الإشهاد لمرافقه الأساسية المخصصة للاحتفاظ بفيروس شلل الأطفال وفقًا لنظام الإشهاد الذي نصت عليه الخطة العالمية الثالثة لاحتواء فيروسات شلل الأطفال.
إن ضمان تلبية متطلبات صارمة للسلامة البيولوجية والأمن البيولوجي في كل مرفق يتعامل مع فيروسات شلل الأطفال المُستأصَلة أو يخزنها يقلل من خطر تسرّب هذه الفيروسات في المجتمع. كما أن تقليل عدد المرافق التي تحتفظ بالفيروس إلى أدنى حد ممكن يُقلل من المخاطر إلى حدٍ كبيرٍ ويعزز فرص استيفاء معايير الاحتواء العالمية والمحافظة عليها.
احتواء فيروس شلل الأطفال في إقليم شرق المتوسط
في جمعية الصحة العالمية الحادية والسبعين التي عُقدت في أيار/ مايو 2018، اعتمدت الدول الأعضاء قرارًا بشأن احتواء فيروس شلل الأطفال يحثّ على تكثيف الجهود لتسريع وتيرة التقدُّم صَوْب احتواء فيروس شلل الأطفال على الصعيد العالمي.
وقد اختار بَلَدان اثنان من بُلدان إقليم شرق المتوسط، وهما إيران وباكستان، أن يكونا مرفقين أساسيين معنيين بشلل الأطفال. وتعتزم إيران استضافة مرفقين أساسيين معنيين بشلل الأطفال، هما معهد الرازي ومعهد باستور، للاحتفاظ بإنتاج لقاحات شلل الأطفال ومراقبة الجودة، في حين قد يحتفظ المرفق الأساسي المعني بشلل الأطفال في باكستان بسلالات فيروس شلل الأطفال لإجراء الاختبارات المَصلية لشلل الأطفال.
وعقب الإشهاد على استئصال فيروس شلل الأطفال البري من النمط 3 في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، ينصَبُّ التركيز على ضمان إعداد البلدان لقوائم جرد وتدمير المواد الخاصة بفيروسات شلل الأطفال البرية وفيروسات شلل الأطفال المشتقة من اللقاحات من النمط 3، أو تخصيص مرافق للاحتفاظ بها إذا كانت بالغة الأهمية، أو كل هذه التدابير.
ويجري العمل لضمان تدمير جميع مواد فيروس شلل الأطفال من النمط 2، أو احتوائها مع المحافظة على الأمن والسلامة. وقد أعدَّت البلدان قوائم جرد وطنية للمرافق التي تتعامل مع فيروس شلل الأطفال البري والمشتق من اللقاحات من النمط 2 أو تخزنه، ونَقَلت دمَّرت الفيروس غير المطلوب إلى المرافق الأساسية المعنية بشلل الأطفال أو دمرته. كما يجري تنفيذ أنشطة مماثلة للمرافق التي تتعامل مع مواد لقاح شلل الأطفال الفموي من النمط 2 وفيروس سابين 2 أو تخزنها.
العمل من أجل الإشهاد على استئصال شلل الأطفال
يُجرى الإشهاد على استئصال شلل الأطفال على أساسٍ إقليمي. ولا يمكن لكل إقليم أن ينظر في الإشهاد على استئصال المرض إلا إذا أثبتت جميع بلدان الإقليم غياب سراية فيروس شلل الأطفال لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات متتابعة مع توافر الترصُّد على المستوى الذي يسمَح بالإشهاد على استئصال شلل الأطفال. ومن بين 22 بلدًا في إقليم شرق المتوسط، أُشْهِدَ على خلو عشرين بلدًا من فيروس شلل الأطفال البري. أما البَلدَانِ المتبقيان فَهُمَا أفغانستان وباكستان، حيث لا يزال فيروس شلل الأطفال البري من النمط 1 منتشرًا فيهما. وقد جرى الإشهاد على استئصال فيروس شلل الأطفال البري من النمطين 2 و3 على الصعيد العالمي.
وقد أُنشِئت اللجنة الإقليمية للإشهاد على استئصال شلل الأطفال في شرق المتوسط في عام 1995، وهي تجتمع سنويًا وبشكلٍ منتظمٍ منذ ذلك الحين. وعقدت هذه اللجنة خمسةً وثلاثين اجتماعًا عُقد آخرها إلكترونيًا في الفترة من 1 إلى 3 حزيران/ يونيو 2021.
وتتتبَّع اللجنة الإقليمية للإشهاد على استئصال شلل الأطفال في شرق المتوسط التقدُّم الذي تحرزه الدول الأعضاء، وتبت في وضع الإشهاد على استئصال شلل الأطفال حسب قدرة البلد على إثبات غياب سراية فيروس شلل الأطفال البري لمدة ثلاث سنوات متتالية على الأقل في ظل وجود ترصُّد مطابق لمعايير الإشهاد، والقدرة السنوية على الحفاظ على ذلك. وتجدر الإشارة إلى أن ظهور فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاحات لم يُعد بعد عنصرًا من عناصر الإشهاد.
وقد قدَّمت جميع البلدان، باستثناء البلدين اللذين يتوطنهما المرض، وثائقها الوطنية الأساسية والنهائية للإشهاد على استئصال شلل الأطفال، وقُبِلَت الوثائق في جميع الحالات. وتشمل قائمة البلدان التي حصلت على الإشهاد: البحرين، وجيبوتي، ومصر، وجمهورية إيران الإسلامية، والعراق، والأردن، والكويت، ولبنان، وليبيا، والمغرب، وعُمان، والأرض الفلسطينية المحتلة، وقطر، والمملكة العربية السعودية، والصومال، والسودان، والجمهورية العربية السورية، وتونس، والإمارات العربية المتحدة، واليمن.
مزيد من المعلومات عن التقدُّم المحرَز نحو الإشهاد الإقليمي
تَعرَّف على مزيد من المعلومات عن اللجنة الإقليمية للإشهاد وأعضائها
استعرض المعلومات الخاصة بالإشهاد لكل بلد على حدة
الاجتماعات البلدانية لمديري مختبرات فيروسات شلل الأطفال
