الدكتورة سمرين خليل، مسؤولة استئصال شلل الأطفال بمنظمة الصحة العالمية، تأخذ عينة من محمد شبير في مقر إقامته في بيشاور، باكستان، لاختبار كوفيد-19.
يضطلع برنامج شلل الأطفال، في جميع أنحاء إقليم شرق المتوسط، بدور قيادي في تقديم الخدمات الصحية بما يتجاوز التمنيع بكثير. وفي العديد من الأماكن، يكون العاملون في الخطوط الأمامية لمكافحة شلل الأطفال هم لب عملية تقديم الرعاية الصحية، ويشكل البرنامج نفسه أساس الصحة العامة. ونظرًا للجهود التي بُذلت على مدى 3 عقود لاستئصال شلل الأطفال، فإن قسمًا كبيرًا من البنية الأساسية للصحة العامة في جميع أنحاء الإقليم يرتبط، بطريقة ما، بالبرنامج: الوظائف المختبرية، والاختبار والتتبع، ورسم الخرائط السكانية، والتواصل، والدعوة إلى الرعاية الصحية، على سبيل المثال لا الحصر.
القيادة في مجال شلل الأطفال في الاستجابة لجائحة كوفيد-19
في أوائل عام 2020، ومع بدء انتشار كوفيد-19 في جميع أنحاء الإقليم، بادر برنامج شلل الأطفال بتقديم الدعم، وقاد الاستجابة للجائحة في بعض البلدان. وتمكن البرنامج من تحقيق ذلك بسرعة وفعالية لأن لديه القدرة البشرية والتنظيمية على تلبية بعض الاحتياجات الأكثر إلحاحًا أثناء أية جائحة، وهي: ترصُّد الأمراض، والتدبير العلاجي للحالات، وتتبع المخالطين، وإدارة البيانات والاتصالات. وطبَّق العاملون في مجال استئصال شلل الأطفال مهاراتهم الحالية على مرض جديد، مما يدل على براعتهم وقدرتهم على التعامل مع الأولويات الصحية الأوسع نطاقًا.
وخلال عام 2021، واصلت القوى العاملة المعنية بمكافحة شلل الأطفال تكثيف جهودها، وكان ذلك هذه المرة من أجل طرح لقاح كوفيد-19. وعندما تحوَّل العاملون في مجال شلل الأطفال إلى التصدي للجائحة، فقد أظهروا دورهم الهائل في تعزيز النظم الصحية، وفي الاستجابة للطوارئ والتمنيع الأساسي على وجه التحديد.
دعم شلل الأطفال للصحة العامة الأوسع نطاقًا منذ أمدٍ طويل
تؤدي شبكة شلل الأطفال دورًا أساسيًا في دعم البنية الأساسية للصحة العامة في العديد من الأماكن.
وفي سوريا، تكتسي أفرقة شلل الأطفال والطوارئ أهميةً محوريةً في تنفيذ أنشطة التمنيع الأساسية في جميع أنحاء البلد. حقوق الصورة: اليونيسيف/ عادل جانجي
وفي الصومال، يمثل العاملون في برنامج مكافحة شلل الأطفال 90% من جميع موظفي منظمة الصحة العالمية، ويؤدون أدوارًا رئيسيةً في مجالات التمنيع الأساسي، وترصُّد الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، والاستجابة للطوارئ.
وفي السودان، يعمل الموظفون الميدانيون المعنيون بمكافحة شلل الأطفال مع البرامج الأخرى فريقًا متكاملًا واحدًا معنيًّا بالصحة العامة، حيث يتقاسمون العبء ويتصدون لفاشيات وحالات طوارئ أخرى متعددة. حقوق الصورة: منظمة الصحة العالمية
وفي اليمن، ساهمت القوى العاملة المعنية بمكافحة شلل الأطفال في حالات الطوارئ الصحية، ويمثل 47 موظفًا حكوميًا مدعومًا في مجال مكافحة شلل الأطفال "العيون والآذان" لترصُّد الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، كما أنهم يؤدون دورًا رئيسيًا في الحماية من الفاشيات.
برنامج منظمة الروتاري الدولية المُوَسَّع للتحصين ضد شلل الأطفال (Polio Plus)
من الطرق الأخرى التي يدعم بها العاملون في مجال مكافحة شلل الأطفال الحصائل الصحية الأوسع نطاقًا توفير السلع أو الخدمات التي لا ترتبط ارتباطًا مباشرًا بشلل الأطفال أو حتى التطعيم. ولطالما مَوَّلَت منظمة الروتاري الدولية، وهي أحد 6 شركاء أساسيين في المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، برنامجًا يُعرف بالبرنامج المُوسَّع للتحصين ضد شلل الأطفال. وتستخدم الأموال المقدمة من منظمة الروتاري في شراء الصابون وتوزيعه، أو تنظيم المخيمات الصحية، أو حتى دفع تكاليف تركيب مضخات المياه. وفي جميع الحالات، يكون التطعيم والتثقيف بشأن فوائد التمنيع جزءًا أساسيًا من العرض "المُوسَّع". ويمكن تحسين الحصائل الصحية بطريقة مُجدية ودائمة عن طريق إتاحة إمكانية الحصول على بعض المحددات الصحية المعروفة جيدًا، مثل المياه النظيفة والصرف الصحي والتغذية الأفضل.
تكامل الوظائف الخاصة بمجال شلل الأطفال وانتقالها
مع اقترابنا من استئصال شلل الأطفال، تُبذَل الجهود لضمان استفادة البرامج الأخرى للمنظمة والحكومات الوطنية في نهاية المطاف من القدرات الصحية الرئيسية وتمويلها لها مع انسحاب برنامج مكافحة شلل الأطفال من البلدان الخالية من ذلك المرض. وتهدف عملية الانتقال في مجال شلل الأطفال إلى التطلع إلى المستقبل، والاستفادة من الأسس التي أرساها برنامج شلل الأطفال لبناء نُظُم صحية قوية تقدِّم الخدمات الصحية التي تحتاج إليها المجتمعات المحلية.
ويشكل التكامل بين برامج المنظمة خطوةً حيويةً على طريق الانتقال المستدام لأصول شلل الأطفال، وهو ما يُمثّل حجر الزاوية في استراتيجية المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال 2022-2026. ويمكن أن يبدأ ذلك في بيئة ظهور الفاشيات، حيث تنسق فرق الاستجابة للفاشيات مع البرنامج الموسع للتمنيع وشركاء آخرين لتعزيز التمنيع الأساسي في مناطق الفاشيات أو بالقرب منها. ويمكن أن يحدث أيضًا خارج بيئة الفاشية، حيث تُدمَج أصول مكافحة شلل الأطفال في البنية الأساسية للتمنيع الروتيني.
وفي الإقليم، يشمل مسار العمل الخاص بالمرحلة الانتقالية الخاصة بشلل الأطفال إنشاء أفرقة متكاملة معنية بالصحة العامة توسّع نطاق وظائف موظفي برنامج مكافحة شلل الأطفال لتشمل طائفةً أوسعَ من وظائف الصحة العامة، ومنها شلل الأطفال والتمنيع والطوارئ الصحية وترصّد الأمراض وتعزيز النظم الصحية.
ويتمثَّل الهدف من الانتقال في تقوية النُظُم الصحية، ونقل الوظائف إلى الحكومات، عندما تكون قادرة على دعم هذه الوظائف في نهاية المطاف. وللحفاظ على الزخم صوب استدامة قدرات النُظُم الصحية، يُشكّل استئصال شلل الأطفال والانتقال في مجال شلل الأطفال بندًا دائمًا في جدول أعمال اللجنة الإقليمية لشرق المتوسط.
ولمعرفة المزيد عن تخطيط الانتقال على الصعيد العالمي، يُرجى زيارة الرابط التالي:
تخطيط المرحلة الانتقالية الخاصة بشلل الأطفال
