3 نيسان/أبريل 2017 - أجرت منظمة الصحة العالمية تقييماً لنظام الإنذار المبكر والاستجابة في سوريا بهدف استعراض عمل النظام وتقييم قدرته على الكشف عن فاشيات الأمراض وتأكيد حدوثها ومن ثم الاستجابة لها، وتقديم توصيات بشأن إدخال تحسينات على هذا النظام.
وتألَّف فريق بعثة التقييم من خبراء من المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الذين تعاونوا مع نظرائهم السوريين من أجل تقييم أكثر من 30 مرفقاً صحياً، و14 مختبراً في 10 محافظات في جميع أرجاء الجمهورية العربية السورية على مدار فترة امتدت لأسبوعين (5-19 آذار/مارس 2017). وعلى الرغم من انعدام الأمن والقيود المفروضة على التنقل، التقى فريق التقييم ضباط الاتصال المعنيين بنظام الإنذار المبكر والاستجابة - العاملين في مجال الترصُّد، ومديري البيانات، والطواقم السريرية على المستوى المركزي ومستوى المحافظات والمناطق والمرافق الصحية - لإجراء مقابلات معهم ومراقبة عملية الترصُّد مباشرة.
وتوسَّع نظام الإنذار المبكر والاستجابة، منذ إنشائه في سوريا، من 104 مواقع خافرة في عام 2012 إلى 1112 موقعاً في عام 2017، مع وجود 28% من المواقع التي تبلِّغ عن حدوث الفاشيات في المناطق التي يتعذَّر الوصول إليها. وهذا هو التقييم الأول من نوعه منذ إنشاء النظام واتخاذ تدابير التأهُّب للأوبئة في سوريا عام 2012.
وخلص فريق التقييم إلى نتائج رئيسية منها النجاح في تكوين فِرَق مُدرَّبة للاستجابة السريعة في المحافظات العشرة جميعها، وتتميز هذه الفِرَق بحُسن استعدادها لتقصِّي الأحداث ذات الأهمية في مجال الصحة العامة والاستجابة لها.
ومن السمات البارزة الأخرى إنشاء نظام إلكتروني لإدخال البيانات منذ عام 2015 في جميع المحافظات التي يعمل بها النظام ونحو 5 مناطق من المناطق الإحدى عشرة التي ترفع تقارير إلى النظام. وأدى هذا التحول من الأنظمة الورقية إلى إدخال البيانات إلكترونياً إلى تحسُّن جودة البيانات المُجمَّعة وسهولة الوصول إليها، وهو ما عزز كثيراً قُدُرات الترصُّد في سورياً. ويقدم ضباط الاتصال المعنيون بالترصُّد من وزارة الصحة والمؤسسات غير الحكومية المحلية تقارير منتظمة، وجميع مواقع الترصد مُزوَّدة على نحو جيدٍ بالأدوات اللازمة والعاملين المُدرَّبين.
وقد أسهمت جهود التعاون بين وزارة الصحة والسلطات المحلية والمنظمة والشركاء في مجال الصحة في نجاح نظم الإنذار المبكر والاستجابة في التقصِّي عن الفاشيات والاستجابة لها. وذكرت جميع الجهات صاحبة المصلحة التي أُجريت معها مقابلات أنها وجدت نظام الإنذار المبكر والاستجابة مفيداً في رصْد الاتجاهات الصحية، والكشف عن فاشيات الأمراض والاستجابة لها في وقت مبكر.
وقد أثرت الأزمة السورية تأثيراً بالغاً على النظام الصحي بالبلاد. فأكثر من نصف مرافق الرعاية الصحية لا تعمل على الإطلاق أو تعمل بطاقة جزئية فقط، وتواجه نقصاً حاداً في الأدوية الأساسية والمُنقِذة للحياة. وتشير التقديرات إلى أن هناك 5 ملايين نازح داخلي يرتفع خطر إصابتهم بالأمراض المُعدية، الأمر الذي يطرح تحديات أمام التدابير الرامية إلى احتواء المخاطر الصحية.
واستندت بعثة التقييم إلى مبادرة مشتركة بين وزارة الصحة السورية ومنظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض. وسوف تعقِد المنظمة في الأسابيع المقبلة اجتماعاً تشاورياً مع جميع الجهات صاحبة المصلحة للاتفاق على التوصيات التي وضعتها البعثة، وإعداد خطة عمل استراتيجية لترصُّد الأمراض والاستجابة لها في الجمهورية العربية السورية على مدار العامين المقبلين أو الأعوام الثلاث المقبلة.