القاهرة، 8 أيار/مايو 2023 - يمكن أن يتيح جمع البيانات الوبائية بانتظام وفي الوقت المناسب، على المستويين الفردي والجماعي، للبلدان تقييم التغيرات المرتبطة بظهور مختلف مسببات الأمراض التنفسية التي يمكن أن تتحول إلى أوبئة وجوائح. ويمكن ترجمة هذه البيانات إلى معلومات مُسندة بالبيّنات لراسمي السياسات يمكن استخدامها لتعزيز تدابير الوقاية على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية.
وتُعدُّ شبكة شرق المتوسط للإنفلونزا منصة إلكترونية موحدة لجمع البيانات من أجل تبادل البيانات الوبائية والفيروسية عن الإنفلونزا في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط. وقد صمم المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية هذه الشبكة، ويتولى أيضًا صيانتها، لدعم بلدان الإقليم.
وطُرِحت نسخة مُحدَّثة من هذه المنصة، هي شبكة شرق المتوسط للإنفلونزا-2 في عام 2019. وقد تسارعت عملية التحديث بسبب ظهور فيروس كورونا المسبب لمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة-2 (فيروس كورونا-سارس-2) والحاجة إلى دمج مختلف مسببات الأمراض التنفسية في نظام الترصد المخفري للإنفلونزا.
وللاستعداد للجائحة المقبلة، تعمل شبكة شرق المتوسط للإنفلونزا-2 كمنصة إقليمية لترصد فيروسات الجهاز التنفسي وتتسم بالمرونة الكافية لرصد العديد من مسببات الأمراض التنفسية المستجدة والتي تعاود الظهور، مما يعزز نهج التكامل الذي اعتمدته منظمة الصحة العالمية على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
بناء القدرات
في كانون الأول/ديسمبر 2022، أجرى فريق من منظمة الصحة العالمية دورة تدريبية للمدربين على شبكة شرق المتوسط للإنفلونزا-2 لمراكز التنسيق التابعة لوزارة الصحة السعودية على الصعيدين المركزي والإقليمي. وجرى تدريبهم على الخصائص الجديدة للمنصة، بدءًا من إدخال البيانات والرصد والتنسيق بين مستخدمي شبكة شرق المتوسط للإنفلونزا-2 لرسم خرائط التصفح وإعداد التقارير. والنسخة المحدَّثة سهلة الاستخدام وتتسم بخصائص واجهة بسيطة تزيد من فائدة هذه الأداة للمستخدمين النهائيين في المواقع الخافرة ووزارات الصحة والمختبرات. وعلاوة على ذلك، فهي مصممة لإتاحة مستويات مختلفة من الاطّلاع لمختلف المستخدمين في النظام، مما يعزز المسؤولية الوطنية.
وقد شهدت المملكة العربية السعودية تحسنًا كبيرًا منذ المراحل الأولى من تنفيذها لترصد الإنفلونزا. وفي عام 2019، احتلت المملكة المرتبة الأولى بين جميع بلدان الإقليم فيما يتعلق بتبادل البيانات بانتظام وفي الوقت المناسب.
وجُرِّبَت شبكة شرق المتوسط للإنفلونزا-2 في عدد من بلدان الإقليم، ومنها المملكة العربية السعودية. وساعدت التعليقات الواردة من البلدان خلال مرحلة التجريب على صقل النسخة المحدَّثة لنجاح تنفيذ إطلاق شبكة شرق المتوسط للإنفلونزا-2 في الإقليم.
إطلاق شبكة شرق المتوسط للإنفلونزا-2
يقول المهندس أمير أمان، خبير تقني من المكتب الإقليمي: "سيحقق فريق المملكة العربية السعودية أداءً رائعًا في إطلاق شبكة شرق المتوسط للإنفلونزا-2 بشكل مستقل بعد هذا التدريب، مع وجود أكثر من 100 موقع خافر وعدد من المختبرات الإقليمية ضمن الشبكة، وهي مهمة قد تستغرق الكثير من الوقت إذا اقتصر تنفيذها على الفريق التقني لمنظمة الصحة العالمية. وهذا يعكس التزام فريق العمل في المملكة العربية السعودية وكفاءته".
وأشار إلى أن شبكة شرق المتوسط للإنفلونزا-2 بخصائصها المُحدَّثة العديدة، ستتيح التقاط البيانات الخافرة للإنفلونزا إلى جانب البيانات الخاصة بفيروس كورونا-سارس-2 وفيروسات الجهاز التنفسي الأخرى التي يمكن أن تتحول إلى أوبئة وجوائح، بما يتوافق مع خارطة طريق التكامل في البلد.
وأضاف أن إطلاق شبكة شرق المتوسط للإنفلونزا-2 في المملكة العربية السعودية سوف يساعد المملكة على تحسين مؤشرات الأداء فيها من ناحية جودة البيانات ورصدها.
وتقول الدكتورة رانيا عطية، من المكتب الإقليمي: "ستواصل منظمة الصحة العالمية تقديم الإرشادات التقنية، وستعمل عن كثب مع المملكة العربية السعودية طوال عملية الإعداد الجديدة لشبكة شرق المتوسط للإنفلونزا-2 لضمان الانتقال السلس في البلاد".
الروابط ذات الصلة
تهدف حلقة العمل التدريبية إلى تعزيز الإبلاغ عن بيانات الإنفلونزا الخافرة في الوقت المناسب في الأردن