في إطار الجهود الإقليمية للحد من عدوى الحصبة ووفياتها، تدعم منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط وزارة الصحة التونسية لتقصِّي فاشيات الحصبة وتنفيذ حملات التمنيع على نطاق واسع للوصول إلى جميع الأشخاص غير الملقّحين، بمن فيهم أولئك الذين يصعب الوصول إليهم.
ومنذ بدأت فاشية الحصبة في كانون الثاني/يناير، اشتُبِه في إصابة 3644 شخصًا بالحصبة، وتوفي بسببها 34 شخصًا. وقد وقعت معظم الحالات في محافظات القصرين، والقيروان، وصفاقس، ومعظم المصابين كانوا من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عام واحد (34%)، والبالغين الذين تزيد أعمارهم على 30 عامًا (26%).
وبرغم ارتفاع معدلات التلقيح في جميع أنحاء البلاد، لا يزال بعض سكان تونس من دون تلقيح وقد تنتشر العدوى من خلالهم. ووجد في الفاشية الحالية أن نصف الحالات المرضية المبلغ عنها لم تتلق التلقيح. وأدت الحالة الأولى المبلغ عنها، وهي لطفل عمره شهر واحد في محافظة صفاقس، إلى اكتشاف حالات إضافية أصيبت بالحصبة أثناء وجودها في المستشفى.
ونتيجة لهذه الفاشية الكبرى، تخطط وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، والشركاء الرئيسيين لتنفيذ حملة وطنية لتلقيح جميع الأطفال، وتعزيز الترصُّد، واكتشاف الحالات النشطة، والتدبير العلاجي المناسب للحالات، والاستنهاض المجتمعي المكثف لتثقيف الجمهور، وتعزيز تدابير الوقاية من العدوى داخل المرافق المتضررة.
وستستهدف حملة التلقيح المقترحة البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و35 عامًا، إلى جانب الاستنهاض المجتمعي المكثف لتعزيز قبول اللقاح والمشاركة في الحملة. وتعتمد وزارة الصحة على شركائها الدوليين ذوي النفوذ لدعم أنشطة التصدِّي للحصبة وتوسيع نطاقها، وهذا يشمل منظمة الصحة العالمية من أجل تقصِّي الفاشيات وترصُّدها، وتعقُّب المخالطين للمرضى وتلقيحهم.