تسويق الأغذية والمشروبات غير الصحية
ونظرًا للصلة المباشرة بين تسويق الأغذية والمشروبات غير الصحية، وزيادة الوزن والسمنة لدى الأطفال، فقد أقرت جمعية الصحة العالمية (الجهاز الرئاسي الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية) مجموعة من التوصيات في عام 2010 لتوجيه جهود البلدان في تصميم سياسات جديدة أو تعزيز السياسات القائمة بشأن الاتصالات الخاصة بتسويق الأغذية للأطفال، أو في كليهما، من أجل الحد من تأثير تسويق الأغذية والمشروبات غير الصحية على صحتهم.
أثر تسويق الأغذية والمشروبات غير الصحية للأطفال
يتعرض الأطفال والمراهقون لتسويق الأغذية والمشروبات غير الصحية في أماكن مختلفة، بما في ذلك في المدرسة، أو في المتاجر، أو خارج المنزل ، عندما يلعبون ويشاهدون الرياضة، أو يشاهدون التلفزيون، أو يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي. وهذا التسويق يجعل الأغذية والمشروبات غير الصحية جذابة للأطفال. وتُنفَق مبالغ ضخمة من المال للوصول إلى هذه الفئات لأنها تؤثر على قرارات الأسرة عند الشراء، وكذلك بسبب قدرتها على تحقيق الولاء للعلامة التجارية. وقد تطورت القنوات المستخدمة للوصول إلى الأطفال والمراهقين من وسائل الإعلام التقليدية مثل اللوحات الإعلانية والإعلانات المطبوعة والإعلانات التلفزيونية والإذاعية إلى وسائل الإعلام الجديدة مثل منصات وسائل التواصل الاجتماعي والإعلانات المدفوعة الأجر على الإنترنت والبريد الإلكتروني والمواقع الإلكترونية ونتائج البحث. وتشمل القنوات الأخرى الأفلام وألعاب الفيديو والمدارس.
وبخلاف وسائل الإعلام التقليدية، تُتيح وسائل الإعلام الجديدة استهداف فئات محددة (مصمم خصيصًا لفئات معينة) مقابل الاستهداف الواسع النطاق، مما يعني دقة أكبر في الوصول إلى الأطفال والمراهقين لتسويق الأغذية والمشروبات غير الصحية. وتجعل الشركات منتجاتها جذابة للأطفال والمراهقين من خلال النكهات مختلفة، والعروض الترويجية، والعينات المجانية، والتسويق، والهدايا المجانية مع الوجبات، والألعاب والمسابقات ذات الجوائز، والإعلانات المدفوعة الأجر، والإعلانات من خلال ألعاب الفيديو، والرعاية، وتصميم المنتجات وتعبئتها، والرسوم الكرتونية، ووضع المنتجات في الأفلام والبرامج التلفزيونية، ووسائل التواصل الاجتماعي، والمؤثرين. كما تستفيد تلك الشركات من فرص التسويق الجديدة التي أتاحتها وسائل الإعلام الرقمية مثل تطبيقات الألعاب التي تتخذ من الأغذية موضوعًا لها، وتستخدم البيانات الآنية لاستهداف الأطفال والمراهقين على أساس عاداتهم على الإنترنت، مما يهدد صحتهم وعافيتهم في المستقبل.
عمل المنظمة في تقييد تسويق الأغذية والمشروبات غير الصحية
يعمل المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية عن كَثَب مع وكالات الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية، والمؤسسات الأكاديمية، ومنظمات المجتمع المدني لتقديم التوجيه والدعم التقني للبلدان من أجل تشجيع التسويق المسؤول للأغذية والمشروبات للأطفال باستخدام أسلوب تدريجي أو شامل، ولاتخاذ الإجراءات اللازمة لفرض قيود على تسويق الأغذية والمشروبات غير الصحية عبر الحدود. ويؤدي تنفيذ هذه التدابير وتعزيز اتباع نظام غذائي صحي للأطفال في سنواتهم المبكرة إلى الحد من خطر إصابتهم بزيادة الوزن أو السمنة والإصابة بالأمراض غير السارية، مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري وبعض أنواع السرطان.
وفي إقليم شرق المتوسط، يساعدنا إطار العمل الإقليمي لتنفيذ الإعلان السياسي للأمم المتحدة بشأن الأمراض غير السارية على تتبع التقدم الذي تحرزه البلدان في تقييد تسويق الأغذية والمشروبات غير الصحية للأطفال. ويحدد الإطار الإقليمي، الذي اعتُمد في عام 2012، تدخلات مسندة بالبيِّنات ومُجدية وعالية المردود للوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها، بما في ذلك ضمان التغذية الصحية في مراحل العمر المبكرة ومرحلة الطفولة، وتشجيع الرضاعة الطبيعية وتنظيم تسويق الأغذية والمشروبات غير الكحولية للأطفال.
إجراءات يتخذها الآباء والمدارس
يضطلع الآباء وأولياء الأمور بدورٍ رئيسي في تحسين صحة أطفالهم وحمايتهم من استراتيجيات تسويق صناعة الأغذية. ينبغي للآباء وأولياء الأمور ما يلي:
انتقاء خيارات غذائية صحية ومتوازنة لأطفالهم، بما في ذلك الفواكه والخضروات الطازجة، والحد من استهلاك الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على كميات عالية من الدهون والسكريات؛
أن يكونوا قدوة يحتذى بها لأطفالهم، وأن يشجعوهم على أن يكونوا أكثر نشاطًا بدنيًا، وأن يتبعوا نظامًا غذائيًا صحيًا؛
تثقيف أطفالهم بشأن الأثر الضار للتسويق، لا سيّما التسويق الرقمي؛
السيطرة على ما يشترونه وعدم التأثر بأطفالهم في شراء الأغذية غير الصحية التي يجري تسويقها بكثافة.
والمدارس بيئة مهمة لتحسين تغذية الأطفال إذا ما حرصوا على الاقتصار على الأطعمة والمشروبات الصحية. وتقدم مبادرة المدارس المُراعِية للتغذية التي أطلقتها المنظمة إطارًا لتنفيذ تدابير تهدف إلى تحسين الصحة والتغذية في المدارس، وهي من التدابير التي نُفِّذت على نطاق واسع في الإقليم. ووفقًا للاستعراض العالمي لسياسات التغذية 2016-2017، فقد أبلغ أكثر من ثلاثة أرباع (79٪) بلدان الإقليم البالغ عددها 19 بلدًا عن وجود برنامج للصحة المدرسية والتغذية. وتهدف هذه البرامج عمومًا إلى معالجة نقص تغذية الأطفال وزيادة الوزن/ السمنة على حد سواء، وتوصي المدارس بما يلي:
إدماج التثقيف التغذوي ضمن المنهج الدراسي؛
إيجاد رعاية مناسبة من طائفة واسعة من الكيانات التجارية، إذا كان من الضروري رعاية الفعاليات المدرسية؛
تنظيم ندوات لزيادة الوعي بتأثير التسويق والإعلام على خيارات الأغذية والمشروبات لدى الأطفال؛
تشجيع الأطفال على اتباع أنماط حياة صحية من خلال تعزيز الممارسات الغذائية الصحية خلال الفعاليات المدرسية المختلفة والأنشطة خارج المناهج الدراسية؛
تقديم جلسات المشورة الغذائية أو التدريب من خلال أخصائي التغذية/ الطبيب في المدرسة.
روابط ذات صلة
إجراءات التغذية في المدارس: استعراض للبيّنات المتعلقة بمبادرة المدارس المُراعية للتغذية
مبادرة المدارس المراعية للتغذية
مجموعة توصيات بشأن تسويق الأغذية والمشروبات غير الكحولية للأطفال