علينا جميعًا أن نتحرك
يوجد على مستوى العالم 800 مليون شخص متعايش مع السمنة. وفي إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، شهدت معظم البلدان تحولًا في أساليب التغذية نحو نظم غذائية غير صحية وأنماط حياتية تتسم بقلة الحركة. ويعاني من زيادة الوزن أو السمنة في الإقليم ما يقرب من نصف البالغين (49%)، وأكثر من ربع المراهقين (26%)، وقرابة 6% من الأطفال دون سن الخامسة.
وتُعدُّ الأمراض غير السارية السبب في 62٪ من جميع الوفيات في الإقليم، ويُعدّ النظام الغذائي غير الصحي مساهمًا رئيسيًا. وتواجه معظم بلدان الإقليم عبئًا مزدوجًا من سوء التغذية، حيث يترافق نقص التغذية وزيادة الوزن/السمنة بين السكان. وتنتشر الممارسات الغذائية غير الصحية في جميع أنحاء الإقليم بين الأطفال والمراهقين والبالغين.
ويتضاعف احتمال علاج المصابين بالسمنة في المستشفى إذا كانت نتيجة اختبار كوفيد-19 لديهم إيجابية. وفي الأطفال، تضاعفت السمنة تقريبًا كل 10 سنوات. وبحلول عام 2030، سترتفع النسبة إلى 60%، مما يؤثر على 250 مليون طفل. كما أن العواقب الطبية للسمنة مرتفعة وستكلف أكثر من تريليون دولار بحلول عام 2025. ولعلاج هذا المرض بفعالية ووقف انتشاره، نحتاج إلى رعاية صحية فعالة ودعم متعدد القطاعات وأوسع نطاقًا.
وفي اليوم العالمي للسمنة، الموافق 4 آذار/ مارس، تدعو منظمة الصحة العالمية وشركاؤها الجميع إلى العمل معًا لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكننا بها تحسين فهم السمنة والوقاية منها وعلاجها وإحراز تقدم. وعلينا أن نعمل على جميع المستويات لمكافحة وباء السمنة ومعالجة أسبابه الجذرية المتعددة لإيجاد مستقبل أوفرَ صحة.
ومن خلال إذكاء الوعي وتحسين الحصول على المعلومات المناسبة، يمكننا مكافحة هذا المرض الآن وفي مرحلة ما بعد كوفيد-19، لا سيما في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط التي ترتفع فيها معدلات السمنة بسرعة أكبر. ويمكن الوقاية من السمنة وعلاجها من خلال الاعتماد على أنماط الحياة الصحية. كما إن زيادة وعي الناس بالعلاقة بين نمط الحياة والسمنة ومضاعفات كوفيد-19 والسمنة لا يخفف من عبء السرطان فحسب، بل يُمكِّن الناس من اتخاذ خيارات صحية في نمط الحياة، مثل الحفاظ على النشاط البدني واختيار الأغذية والمشروبات الصحية.
مخاطر السمنة
الأشخاص المتعايشون مع السمنة أكثر عُرضة لخطر الإصابة بالأمراض غير السارية، مثل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية وبعض أنواع السرطان، فضلًا عن أمراض الصحة النفسية (بسبب الوصم بسبب الوزن)، ومضاعفات كوفيد-19 والوفاة.
ولا تقتصر الوقاية من السمنة وعلاجها على إنقاص الوزن فحسب، بل تتمحور حول اتباع سلوكيات صحية للتعامل مع هذا المرض وتحسين الصحة بشكل عام. وعلى نفس القدر من الأهمية يأتي دعم التغذية المناسبة للأطفال للوقاية من السمنة في مرحلة الطفولة وعلاجها، وإلا فإنها تنتقل إلى مرحلة البلوغ. وتؤثر السمنة لدى الأطفال على صحتهم البدنية، وسلامتهم الاجتماعية والعاطفية، واحترامهم لأنفسهم. كما أنها ترتبط بضعف الأداء الأكاديمي وتدني جودة الحياة.
الأسباب الجذرية للسمنة
إن السمنة ليست خطأ أحد. فغالبًا ما تكون زيادة الوزن مدفوعة بمجموعة متنوعة من العوامل الخارجة عن سيطرة الناس، مثل علم الأحياء والصحة النفسية والمخاطر الوراثية وأحداث الحياة والبيئة وإمكانية الحصول على الرعاية الصحية والتسويق والحصول على الأغذية فائقة المعالجة. والسمنة لا يسببها نقص قوة الإرادة.
السمنة وكوفيد-19
تُعد السمنة الآن عاملًا رئيسيًا في مضاعفات كوفيد-19 والوفيات الناجمة عنه. وفي المنتدى العالمي لمكافحة السمنة لعام 2020، اجتمع المجتمع العالمي المعني بالسمنة للإقرار بتعقيد هذا المرض ووضع نهج قائم على الأنظمة للاعتراف بالسمنة ورصدها والوقاية منها وعلاجها ويُعرف هذا النهج اختصارًا باسم (ROOTS) وهو يحدد نهجًا متكاملًا ومنصفًا وشاملًا ومركزًا على الأشخاص لمعالجة السمنة. وبناءً على نهج (ROOTS)، أصدر المجتمع العالمي المعني بالسمنة إعلانًا يحدد توصيات لاتخاذ إجراءات فورية في جميع جوانب السمنة من الوقاية إلى العلاج، في سياق جائحة كوفيد-19.
ويمكن إلقاء الضوء على نهج (ROOTS) من خلال النقاط الخمسة التالية: الاعتراف بأن السمنة مرضٌ في ذاتها، وكذلك عامل خطر لحالات أخرى، بما في ذلك تفاقم نتائج عدوى كوفيد-19 بشكل كبير.
يجب تعزيز رصد السمنة وترصدها لتعزيز الاستراتيجيات الفعالة للوقاية من السمنة وعلاجها.
يجب وضع استراتيجيات للوقاية من السمنة في جميع مراحل العمر بدءًا من مرحلة ما قبل الحمل، ومرورًا بمرحلة الطفولة، ووصولًا إلى مرحلة الشيخوخة، واختبار تلك الاستراتيجيات وتنفيذها.
يجب إتاحة علاج السمنة لجميع الأشخاص المصابين بها - بما في ذلك التدخلات السلوكية والدوائية والرقمية والتغذوية والجراحية والتدخلات القائمة على النشاط البدني.
يجب تطبيق النُهُج القائمة على الأنظمة لعلاج السمنة والوقاية منها.
الوقاية من السمنة ومكافحتها
من الممكن الوقاية من السمنة ومكافحتها، لكننا نحتاج إلى اتخاذ إجراءات على جميع الجبهات. ونحن بحاجة إلى إذكاء الوعي وتحسين الوصول إلى المعلومات المناسبة لضمان حياة أسعد وأطول وأوفر صحة للجميع الآن وفي مستقبلنا بعد كوفيد-19. وتمسُّ الحاجة إلى أن تتصدى النُظُم الصحية للوقاية من السمنة وعلاجها من خلال تعزيز النُظُم الصحية والتحرك نحو التغطية الصحية الشاملة. وهناك أيضًا الكثير من العمل يتعيَّن القيام به بشأن الوقاية من حيث التوعية العامة والعمل السياسي.
ويُعدُّ إطار العمل الإقليمي للوقاية من السمنة 2019-2023، وهو خارطة طريق لبلدان الإقليم لتنفيذ مجالات العمل التي حددها عقد الأمم المتحدة للعمل من أجل التغذية أمرًا أساسيًا للتعجيل باتخاذ الإجراءات للوقاية من السمنة ومكافحتها.
إطار العمل الإقليمي بشأن الوقاية من السمنة 2019-2023
وفي تشرين الأول/أكتوبر 2019، اعتمدت اللجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط إطارًا إقليميًا لدعم البلدان في توسيع نطاق العمل على الوقاية من السمنة في الإقليم. وتُترجِم هذه الوثيقة سلسلة من أولويات السياسات إلى التزامات إقليمية. ويقدم الإطار الإقليمي تدخلات ومؤشرات استراتيجية للبلدان لتقييم ما تحرزه من تقدُّم في المجالات الأربعة التالية:
الإجراءات التنظيمية (التدابير المالية والمشتريات العامة وتوريد الأغذية والتجارة والتوسيم والتسويق)
الوقاية (تدخلات النشاط البدني، وحملات وسائل الإعلام، والرضاعة الطبيعية وإعادة تركيب الأغذية والمشروبات)
التدبير العلاجي للسمنة وعلاجها (تدخلات القطاع الصحي)
الترصُّد (التقييم والرصد)
ويُعدُّ الإطار الإقليمي خارطة طريق لبلدان الإقليم لتنفيذ مجالات العمل الخاصة بعقد الأمم المتحدة للعمل من أجل التغذية. كما أنه عاملٌ محوريٌ لتسريع العمل على الوقاية من السمنة ومكافحتها، ويحدد هذا الإطار 6 مجالات عمل رئيسية لتحسين التغذية والأمن الغذائي، بما في ذلك: النظم الغذائية المستدامة والقادرة على الصمود من أجل نظم غذائية صحية، والنظم الصحية المتوائمة التي توفر تغطية شاملة لإجراءات التغذية الأساسية، والحماية الاجتماعية والتثقيف في مجال التغذية، والتجارة والاستثمار من أجل تحسين التغذية، وتهيئة بيئات آمنة وداعمة للتغذية في جميع الأعمار، وتعزيز الحوكمة والمساءلة عن التغذية. ونحثّ البلدان على تكثيف تنفيذ إطار العمل الإقليمي للوقاية من السمنة لتحسين فهم السمنة والوقاية منها وعلاجها من أجل مستقبل أوفر صحة.
إطار العمل الإقليمي بشأن الوقاية من السمنة 2019-2023
عقد عمل الأمم المتحدة من أجل التغذية
بيانات وإحصاءات عن زيادة الوزن/السمنة
تعمل المنظمة مع الشركاء ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) على الرصد المنهجي لجميع أشكال سوء التغذية، بما في ذلك زيادة الوزن والسمنة والأمراض غير السارية المرتبطة بالنظام الغذائي (أمراض القلب والسكتة والسكري وبعض أنواع السرطان).
ونجمع هذه البيانات ونحللها وننشرها ونعممها لدعم البلدان في تحديد غايات التغذية، وتتبع التقدم المُحرَز، وتحديد السياسات والاستراتيجيات الرامية إلى تحسين التغذية لدعم الصحة والعافية للجميع في جميع الأعمار، ولبلوغ الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة (القضاء على الجوع، وتحقيق الأمن الغذائي وتحسين التغذية، وتعزيز الزراعة المستدامة) والهدف 3 (ضمان تمتع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع الأعمار)، إلى جانب الالتزامات الإقليمية والعالمية الأخرى في إطار عقد الأمم المتحدة للعمل من أجل التغذية و"طموح المنظمة وعملها في مجال التغذية 2016-2025"، الذي يهدف إلى "عالمٍ خالٍ من جميع أشكال سوء التغذية، يحقق فيه جميع الناس الصحة والعافية".
البطاقات الاجتماعية
صور متحركة
قصص النجاح
البحرين
التصدي للسِمنة: تعريف السمنة وزيادة الوزن وتقييمهما وعلاجهما بين البالغين والمراهقين
في عام 2008، أنشئت أول عيادة للتغذية ضمن مرافق الرعاية الصحية الأولية القائمة التابعة لوزارة الصحة، استجابةً للزيادة الملحوظة في السمنة وزيادة الوزن في البحرين التي سُجلت في عام 2007، وبحلول عام 2018، أنشأت وزارة الصحة ما مجموعه خمسة مراكز للتغذية تغطي جميع المناطق. ويدير مراكز التغذية قسم التغذية، وهو جزء من إدارة الصحة العامة التابعة لوزارة الصحة.
الأردن
التنسيق المتعدد القطاعات للتصدي للسمنة في الأردن
في آذار/مارس 2019، أُنشِئت في الأردن لجنة تقنية متعددة القطاعات معنية بالتغذية ضمن إطار العمل الوطني للوقاية من السمنة في الأردن للفترة 2018-2023. وضمت اللجنة أيضًا، تحت مظلة وزارة الصحة، المؤسسة العامة للغذاء والدواء، ومؤسسة المواصفات والمقاييس الأردنية، ووزارة التربية والتعليم، وبلدية عَمَّان، ووزارة الشباب، ووزارة الصناعة والتجارة، والخدمات الطبية المَلَكية، ووزارة التخطيط، والجامعة الأردنية. وتتعلق أهداف اللجنة بإعادة تركيب الأغذية للتخلص من الدهون المتحولة والحد من الدهون المشبعة والسكريات والملح، إلى جانب تعزيز النشاط البدني ووضع بطاقات إلزامية على الأغذية وفرض قيود على تسويق الأغذية الغنية بالدهون أو السكريات أو الملح، أو جميع ذلك، وبدائل لبن الأم. وتشمل الإنجازات المبكرة تعديل جميع معايير منتجات الألبان (إلزام المُصنعين بالتخلص من إضافة الدهون الصناعية المتحولة والدهون غير الألبان في منتجات الألبان)، وخفض مستويات الملح في الخبز العربي من 1.5٪ إلى 1٪، ونشر جداول مكونات الأغذية للأغذية التقليدية الأردنية، ونشر المبادئ التوجيهية الغذائية للتعامل مع الأمراض غير السارية، ونشر المبادئ التوجيهية الغذائية الوطنية القائمة على الأغذية، وحظر استخدام الدهون المتحولة والسمن والدهون المشبعة في الأغذية المقدمة في المستشفيات وبعض المؤسسات العامة الأخرى وتوفير وجبات صحية من خلال مخيمات الشباب. وتشمل البنود المدرجة في برنامج الأعمال تحسين معايير توسيم الأغذية وإلزام المُصنّعين على التوقف عن إضافة الزيوت النباتية إلى منتجات الحليب المثلجة.
باكستان
مسح معبّر عن الأوضاع الوطنية في باكستان
في عام 2018، أجرت حكومة باكستان واليونيسف مسحًا وطنيًا بشأن التغذية. وكان المسح، الذي شمل الأطفال والنساء في سن الإنجاب والمراهقين من الفتيان والفتيات، خامس مسح وطني بشأن التغذية منذ عام 1965 وأول مسح يقدم بيانات تعبّر عن الأوضاع في المقاطعات وتشمل المراهقين. ويجمع المسح المستعرض على مستوى الأسر المعيشية بين النهجين الكمي والنوعي. واختيرت عينة تمثيلية وطنية وإقليمية ومحلية تتألف من 742 76 طفلًا دون سن الخامسة و847 145 مراهقًا (10-19 سنة) و324 145 امرأةً في سن الإنجاب (15-45 سنة) من 600 115 أسرة معيشية.
وأجرى المسح تقييمًا للحالة التغذوية - التقزم والهزال ونقص الوزن وزيادة الوزن وحالة المغذيات الزهيدة المقدار (فقر الدم والحديد والزنك وفيتامينات "أ" و"د" واليود). كما أجرى المسحُ تقييمًا لممارسات تغذية الرضع وصغار الأطفال، وتنفيذ تعميم إضافة اليود إلى الملح، وانعدام الأمن الغذائي للأسر المعيشية، والحماية الاجتماعية والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية. وسلط المسحُ الضوءَ على أن وضوح العبء المزدوج لسوء التغذية آخذٌ في الازدياد، حيث يعاني طفل واحد من كل ثلاثة أطفال دون سن الخامسة من نقص الوزن، في حين بلغ معدل انتشار زيادة الوزن في نفس الفئة العمرية 9.5%، وقد تضاعف تقريبًا 5% بين عامي 2011 و2018. كما تمكن المسح من تسليط الضوء على الاختلافات بين المناطق الحضرية والريفية، حسب نوع الجنس وحسب المقاطعة/المنطقة.
مقالات منشورة حول زيادة الوزن والسمنة في الإقليم
هذه الصفحة مخصصة لنشر مقالات بشأن موضوعات مختلفة حول زيادة الوزن والسمنة في الإقليم. وتضم 13 مقالًا ويجري تحديثها بانتظام. وتُخصَّص بعض المقالات لبلدان إقليم شرق المتوسط ككل، في حين تغطي مقالات أخرى بلدانًا محددة مثل البحرين ومصر وإيران والعراق والكويت ولبنان وعُمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وتشمل الموضوعات التي جرى تناولها ما يلي:
- تحقيق الغايات العالمية في مجال التغذية.
- تسويق الأغذية للأطفال.
- تأثير جراحة السمنة على مؤشر الأكل الصحي، وسلوك الإفراط في تناول الطعام، والرغبة الشديدة في تناول الطعام.
- ارتفاع ضغط الدم لدى المراهقين وارتباطه بالسمنة.
- التفاوت في معدل انتشار السمنة بين الأطفال في سن المدرسة.
- جائحة السمنة المستجدة لدى الأطفال قبل سن المدرسة.
- اتجاه زيادة الوزن والسمنة وأسبابهما بين الأطفال قبل سن المدرسة.
- أنماط استهلاك الطعام بين الأطفال والمراهقين وارتباطها بزيادة الوزن/السمنة.
- زيادة الوزن وزيادة خطر اختلال وظائف البطين الأيمن لدى الرضع الذين لا يتغذون بالرضاعة الطبيعية.
- تقييم أثر السياسات التغذوية الوطنية لمعالجة السمنة من خلال تنفيذ ضرائب الإثم.
- التصدِّي للسمنة.
- وضع سياسات إقليمية بشأن خفض مدخول السكريات على المستويات السكانية بهدف التصدي للسمنة.
- فقر الدم الغذائي والسمنة.