ينجم داء الليشمانيات الجلدي في السودان عن الليشمانية الكبيرة، زيموديم LON-1. ويتوطن هذا المرض في العديد من مناطق السودان، والعامل الناقل للطفيلي المسبب للمرض هو الفاصدة الباباتاسية، والحيوان المستودع له هو الجرذ النيلي الشائك Arvicanthis niloticus
وقد أصابت الفاشية الأولى من داء الليشمانيات الجلدي في الخرطوم ما يقرب من عشرة آلاف حالة مسجلة. وقد بلغت الفاشية ذروتها في شهر أيلول/سبتمبر 1986. وقد كان المرض واسع الانتشار في جميع أرجاء ولاية الخرطوم، إلا أن أكثر المناطق إصابة كانت على ضفاف نهر النيل. وقد أصيب الناس من الجنسين ومن سائر الأعمار ومن مختلف الأصول العرقية والفئات الاجتماعية والاقتصادية على نحو متساوٍ، مما يشير إلى أن الوباء كان حديث العهد بين مجموعات سكانية لم يسبق لها اكتساب المناعة ضده.
وقد أظهرت الدراسات حول معدلات انتشار داء الليشمانيات الجلدي بين أطفال المدارس في القرى الواقعة على ضفاف نهر النيل شمال الخرطوم في أعقاب وباء شهر أيلول/سبتمبر 1986 أن 4% من السكان يعانون من إصابات جلدية نشطة بداء الليشمانيات الجلدي، وأن 47% منهم كان لديه إصابات مندملة، وأن 43% منهم قد أظهروا تفاعلاً إيجابياً إزاء الليشمانين رغم غياب إصابات نشطة سابقة. إذ أبدى 91% من السكان تفاعلاً إيجابياً إزاء الليشمانين. وقد تم تأسيس عيادة متخصصة بداء الليشمانيات، وتمت دراسة ومعالجة 736 حالة. وتراوحت مدة الإصابة بداء الليشمانيات بين بضعة أيام و 4 شهور، وتراوحت في المعتاد (في 56% من الحالات) بين 1 و 3 شهور. وتقع القرحات بشكل رئيسي على الساقين والذراعين، إلا أنها شوهدت أيضاً في الأذنين وفروة الرأس والأعضاء التناسلية الظاهرة ومواقع اتصال الغشاء المخاطي بالجلد. ويحتمل أن تكون العوامل المساهمة في الإصابة: نزوح أعداد كبيرة من سكان مناطق المعروف توطن داء الليشمانيات فيها في السودان إلى قرى ومدن ومستوطنات لم تكن مسكونة من قبل، واكتظاظ المكان بأعداد كبيرة من الفواصد (ذباب الرمل)، وبالقوارض ومنها أنواع الجرذان الشائكة Arvicanthis.