يشكل داء الليشمانيات الجلدي معضلة صحية عمومية كبرى في أفغانستان. وينجم المرض عن طفيلي الليشمانية المدارية التي تنتقل عن طريق ذبابة الرمل من نوع الفاصدة السرجنتية Phlebotomus sergenti. وتعتبر كابول حالياً هي أكبر بؤرة في العالم لداء الليشمانيات الجلدي الأليف للبشر. وتتضرر، في أفغانستان من المرض، 10 مناطق من بين 34 منطقة تضرراً بالغاً. ويصل معدل الوقوع التقديري على الصعيد الوطني أكثر من 200 ألف حالة، ويبلغ الإجمالي التقديري لعدد السكان المعرضين للخطر 13 مليون شخص. ومن بين المناطق العشر المستهدفة، تعد كابول هي الأشد معاناة من عبء المرض: حيث أبلغت كابول عن ظهور 17425 حالة جديدة من إجمالي 41072 حالة جديدة سجلت في عام 2009.
ويشهد المرض تجمعاً قوياً للحالات على مستوى الأسر، ويظهر ارتباط عكسي يعتد به بين المرض والارتفاع عن مستوى الأرض: فمن يسكنون في الطوابق العليا من المساكن أقل عرضة للإصابة بالآفة النشطة أو الندبة. ويرتبط أيضاً خطر الإصابة بداء الليشمانيات الجلدي الأليف للبشر بوجود إصابات نشيطة بين سائر أعضاء الأسرة. وتساهم الهجرة والنزوح في زيادة أعداد الحالات الجديدة سنوياً. وتظهر البحوث التي أجريت في كابول أن زيادة معدل الهجرة بمقدار 1% يؤدي إلى زيادة أرجحية حدوث الإصابات بمقدار 12%. ويزداد انتشار المرض مع زيادة العمر حتى بلوغ عمر 15 سنة، بعد ذلك تنخفض مستويات الانتشار، ويفترض أن ذلك سببه اكتساب المناعة. وتقع غالبية الإصابات في الرأس والذراعين، ومع أن نادراً ما يكون المرض مميتاً، لكنه يسبب وصمة اجتماعية شديدة. وقليلاً ما تلاحظ حدوث إصابات في الأجزاء الجلدية المخاطية، ولكن العدوى البكتيرية الثانوية شائعة الحدوث، إلا أن الإحصاءات تظل محدودة.
وينجم داء الليشمانيات الحيواني المصدر عن طفيلي الليشمانية الكبيرة، وهو متوطن في المناطق الريفية الشمالية من أفغانستان، بالقرب من نهر أمو-داريا. والناقل للمرض هو الفاصدة الباباتاسية Phlebotomous papatasi، ومن الممكن أن يُنقل المرض أيضاً عن طريق الفاصدة القوقازية Phlebotomus caucasicus. وفي عام 2005، أبلغ عن وقوع فاشيات في منطقة مزار الشريف.