المهنيون الصحيون الشباب يتصدون لمقاومة مضادات الميكروبات

المهنيون الصحيون الشباب يتصدون لمقاومة مضادات الميكروبات

23 كانون الثاني/ يناير 2024 - إن معدلات مقاومة مضادات الميكروبات في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط من أعلى المعدلات وأسرعها نموًّا على مستوى العالم، بسبب انتشار إساءة استخدام المضادات الحيوية والإفراط في استخدامها. ومقاومة مضادات الميكروبات هي السبب المباشر لوفاة قرابة 1.3 مليون شخص في العالم أجمع. كما أن ارتفاع معدلات مقاومة الأدوية يهدم كثيرًا من الجهود الصحية، ويجعل الرعاية الصحية أكثر تعقيدًا وتكلفةً وخطورةً.

وتعمل حاليًّا الوحدة المعنية بمقاومة مضادات الميكروبات في مكتب المنظمة الإقليمي لشرق المتوسط على تعزيز الاستجابة لمقاومة مضادات الميكروبات من خلال استراتيجيات متعددة ومتداخلة. وتركِّز هذه الاستراتيجيات على الأطراف المعنية الرئيسية على مختلف المستويات، وتمنح الأولوية للعمل مع الطلاب الدارسين للرعاية الصحية والمهنيين الصحيين الشباب.

فالشباب في مجال الرعاية الصحية هم الذين سيتولون في المستقبل وصف المضادات الحيوية وصرفها وإدارتها. وعلينا أن نُثقفهم ونُشرِكهم ونحشدهم ليكونوا دعاةً لتغيير سلوكيات الأجيال الحالية والمقبلة. ففي الأطر الثقافية في الإقليم، يحظى العاملون الصحيون بنفوذ كبير داخل مجتمعاتهم المحلية. فيؤثرون في القرارات الصحية لعائلاتهم وأقرانهم، ويعملون أيضًا في مجال الرعاية الصحية الأولية التي تُصرَف فيها معظم المضادات الحيوية.

وفي إطار التحضير للأسبوع العالمي للتوعية بمقاومة مضادات الميكروبات لعام 2023، ولإصدار "كتاب المنظمة لتصنيف المضادات الحيوية وفقًا لفئات الإتاحة والمراقبة والاحتياط" في الآونة الأخيرة، أطلقت وحدة مقاومة مضادات الميكروبات بالمكتب الإقليمي في أيلول/ سبتمبر 2023 مسابقة جديدة لطلاب الجامعات والمهنيين الصحيين الشباب بعنوان "التصدي لإساءة استخدام المضادات الحيوية والإفراط في استخدامها في إقليم شرق المتوسط".

فللشباب دور حاسم في أي نظام صحي، ولديهم قدرة فطرية على إيجاد أفكار وحلول ابتكارية وإبداعية، فضلًا عن التواصل وإنتاج المحتوى وتبادل المعلومات وحشْد أقرانهم. وكانت المسابقة تهدف إلى الاستفادة من هذه المهارات لدعم إصدار "كتاب المنظمة لتصنيف المضادات الحيوية" وتشجيع العاملين الصحيين على استخدامه.

ويقدم هذا الكتاب نصائح للعاملين الصحيين بشأن اختيار المضادات الحيوية، وجرعتها، وطريقة إعطائها، ومدة العلاج بها. ونأمل أن يصبح هذا الكتاب مرجعًا أساسيًّا للعاملين الصحيين في جميع أنحاء الإقليم، فيُسهِّل التدبير العلاجي السليم لحالات العدوى.

الاستجابة للمسابقة ونتائجها

كانت المسابقة تنقسم إلى مسارين: المسار الأول تُقدِّم فيه الفِرَق أو الأفراد فيديوهات قصيرة ويتنافسون فيه على مستوى الإقليم، والمسار الثاني تُقدِّم فيه الفِرَق مقترحات للأنشطة وتتنافس فيه على مستوى البلد. وكان كلا المسارين يهدف إلى التشجيع على تقديم أفكار مبتكرة ورسائل إبداعية لاستخدامها في تعريف الطلاب والمهنيين الصحيين المتخرجين حديثًا بالكتاب.

وتلقينا في كلا المسارين 83 مشاركة من 13 بلدًا من بلدان الإقليم: 44 فيديو من 8 بلدان في المسار الأول، و39 مقترحًا من 9 بلدان في المسار الثاني.

وقامت لجنة تحكيم من المكتب الإقليمي بتصفية المشاركات وتقييمها. وأجرى أيضًا مكتب المنظمة القُطري المعني خطوة أخرى في تقييم مشاركات المسار الثاني. وطُبِّقت معايير واسعة ومصفوفات مُحدَّدة مسبقًا لتحديد المشاركات الأكثر إبداعًا وتأثيرًا التي تدعم كتاب المنظمة لتصنيف المضادات الحيوية، وتعزز إجراءات التصدي لمقاومة مضادات الميكروبات، وتشجِّع على وصف المضادات الحيوية وصرفها على نحو سليم.

وقد سعدنا برؤية الجهود الهائلة التي تجلَّت في هذه المشاركات، فضلًا عن التنوع الكبير للمساهمين من جميع أنحاء الإقليم. ولذلك شهدت عملية التقييم تنافسًا شديدًا.

وفي النهاية، وقع الاختيار على 4 فائزين في المسار الأول، هم: علي حيدر هاشم الهادي من العراق، الذي جاء في المركز الأول، تلاه في المركز الثاني طلاب الصيدلة بجامعة بيروت العربية في لبنان، واشترك في المركز الثالث زهير حسن ياسين من العراق، وطلاب التمريض بكلية العلوم الصحية والرياضية في جامعة البحرين. وحصلت ثلاث مشاركات أخرى على إشادة شرفية، وهي مشاركات: يوسف البدري من العراق، وطلاب طب الأسنان بجامعة قطر، والاتحاد الدولي لرابطات طلاب الطب في المغرب.

وأما في المسار الثاني، فقد وقع الاختيار على 8 فائزين من بلدان مختلفة بفرصة الحصول على جائزة تصل قيمتها إلى 1000 دولار أمريكي لدعم تنفيذ مقترحاتهم في عام 2024. وهؤلاء الفائزون هم: صيادلة جامعة البحرين، بقيادة فاطمة عبد الكريم، من البحرين؛ وحملة Rethink Antibiotics من مصر؛ وطلاب جامعة طهران للعلوم الطبية، بقيادة محمد مهدي رايس زاده، من جمهورية إيران الإسلامية؛ وطلاب جامعة هَولير الطبية، بقيادة نيغا الحيدري، من العراق؛ وجمعية طلاب الصيدلة الأردنية، من الأردن؛ واللجنة الدولية لطلاب الطب اللبنانيين، من لبنان؛ وطلاب الطب في جامعة حلب، بقيادة غنى معراوي، من سوريا؛ والجمعية الصومالية لطلاب الصحة الوطنية، من الصومال.

وأقامت وحدة مقاومة مضادات الميكروبات بالمكتب الإقليمي احتفالية عبر الإنترنت للإعلان عن أسماء الفائزين وللاحتفال بهم. وحضر هذه الاحتفالية الإلكترونية أكثر من 200 من الطلاب والمهنيين الصحيين. وأُتيحت للحاضرين فرصة مشاهدة الفيديوهات الفائزة، ومعرفة المزيد عن الخطط التنفيذية للفرق المُختارة. وتمكنوا أيضًا من الإدلاء بتعليقاتهم على المسابقة والتوصيات الخاصة بفرص المشاركة في المستقبل.

إن المهنيين الصحيين الشباب هم عماد القوى العاملة الصحية الحالية والمستقبلية. ومن دواعي سرورنا أن نراهم يدعون إلى اتخاذ إجراءات بشأن مقاومة مضادات الميكروبات، ويحثون زملاءهم على استخدام كتاب المنظمة لتصنيف المضادات الحيوية، ويدركون تمامًا دورهم الحاسم في الحفاظ على فعالية ما لدينا حاليًّا من مضادات حيوية. وقد جعلَنا نجاحُ المسابقة متحمسين لإتاحة مزيد من الفرص لإشراك المهنيين الصحيين الشباب في عام 2024، وتمكينهم من أن يكونوا دعاة للتغيير من أجل تحسين سلوكيات وصف الأدوية.