آذار/مارس 2021، القاهرة في 24 آذار/مارس 2021، سيحتفي العالم باليوم العالمي لمكافحة السل تحت شعار "الوقت يداهمنا". ويذكِّرنا هذا الموضوع بأن الوقت يداهمنا للوفاء بالالتزامات التي قطعها قادة العالم بإنهاء السل، في الإعلان السياسي الصادر عن اجتماع الأمم المتحدة الرفيع المستوى بشأن السل، واستراتيجية منظمة الصحة العالمية للقضاء على السل، وغايات أهداف التنمية المستدامة لعام 2030.
ويُعَدُّ السل مرضًا يمكن توقيه وعلاجه، إلا أن عدد حالاته آخِذ في الازدياد. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى إصابة 819000 شخص بالسل في إقليم شرق المتوسط في عام 2019. ومن بين هؤلاء، تلقى العلاج 6 مصابين فقط من كل 10. ولا يزال السل المقاوِم للأدوية يمثل تحديًا، ويؤثر على ما يقدر بنحو 36000 شخص في إقليمنا، ولا يتلقى العلاج سوى 15% منهم.
ومنذ أن تضمَّن الإعلان السياسي الالتزامات العالمية التي تعهَّد بها قادة العالم في عام 2018، تحقَّق بعض النجاح في تحفيز التقدم على الصعيدين العالمي والوطني لبلوغ الغايات الرامية إلى القضاء على السل، ولكن لا تزال هناك حاجة إلى إجراءات أشد إلحاحًا. وقال الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: "إن جائحة كوفيد-19 قد هددت التقدم الأخير المحرَز في مكافحة السل والقضاء عليه". وأضاف: "ومع ذلك، يسرني أن أشير إلى أن العديد من البلدان في إقليمنا اتخذ إجراءات للتخفيف من أثر كوفيد-19 على الخدمات الأساسية لمكافحة السل ".
ومع قرب نفاد الوقت، تدعو منظمة الصحة العالمية جميع الأطراف المعنية إلى تسريع وتيرة الجهود الرامية إلى بلوغ الغايات التي حددتها الأمم المتحدة وقادة العالم، في إطار أهداف التنمية المستدامة. وتدعو منظمة الصحة العالمية الحكومات إلى معالجة الثغرات لتحقيق هذه الغايات العالمية في إطار الجهود المبذولة لإحراز تقدم نحو التغطية الصحية الشاملة. ونحتاج أيضًا إلى العمل المتعدد القطاعات والمساءلة لمعالجة الـمُحدِّدات الاجتماعية والاقتصادية للصحة. ولن يتسنى ذلك ما لم نحافظ على الالتزام السياسي الرفيع المستوى، وندعم الاستثمار القُطري في القضاء على السل، بما يتآزر مع الاستجابة لكوفيد-19. ولن يتحقق ذلك إلا إذا عملنا معًا، يدًا بيد، مع جميع الشركاء العالميين والإقليميين والوطنيين المعنيين، والأهم من ذلك، العمل مع المجتمعات المحلية المتضررة من السل ، تماشيًا مع توجيهات المنظمة والرؤية الإقليمية: الصحة للجميع وبالجميع: دعوة إلى التضامن والعمل. وعلينا أن نفي بالتزاماتنا العالمية بدحر هذا المرض المخيف. فقد حان وقت القضاء على السل.