24 تشرين الأول/أكتوبر 2015 | بيروت - بالرغم من العنف المستمر، وانخفاض معدلات التلقيح والنزوح الجماعي، لم يتم التبليغ عن أي حالات شلل أطفال جديدة في الشرق الأوسط خلال الثمانية عشر شهرا الماضية، مما يدعو للتفاؤل بأن الاستجابة كانت فاعلة في وقف تفشي المرض.
تسبب تفشي المرض الذي تم تأكيده في شهر تشرين الأول 2013 في شلل 36 طفلا في سوريا وطفلين في العراق مما أثار المخاوف بأن ينتشر المرض ليتحول إلى وباء عام. ولذا تم تنفيذ أكثر من 70 حملة تلقيح عامة، فيما أصبح يعرف بأكبر حملة تلقيح في تاريخ الشرق الأوسط، وإعطاء أكثر من 200 مليون جرعة لحوالي 27 مليون طفل دون سن الخامسة، عدة مرات.
ويقول كريس ماهر، مدير برنامج استئصال شلل الأطفال وحالات الطوارئ في منظمة الصحة العالمية: "كانت الاستجابة في الشرق الأوسط واحدة من أكثر الجهود تنسيقا وتركيزا في تاريخ برامج الاستئصال". ويضيف: "نهنئ الحكومات والشركاء في قطاع الصحة، والمجتمعات المحلية في المنطقة على الدور الذي لعبته في تجنب تفشي وباء عام".
أُثني على الاستجابة السريعة والشراكة الفعالة بين حكومات الدول، التي تحاول إدارة تفشي الفيروس، ومنظمة الصحة العالمية واليونيسف والشركاء الآخرين في مبادرة استئصال شلل الأطفال بسبب النجاح الذي حققته والدروس المستفادة التي تم التشارك فيها على المستوى العالمي.
ويقول د. معظّم حسين، المستشار الإقليمي لبقاء الطفل: " تعمل الفرق على مدار الساعة، في هذه البيئة المعقدة، لتصل للأطفال وتساعد في حشد المجتمعات المحلية لنشر الوعي حول اهمية الحصول على اللقاح".
التقى ممثلون عن الحكومات والمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال هذا الأسبوع في بيروت لمراجعة المرحلة الثالثة من الاستجابة لتفشي الفيروس، ومناقشة الخطوات القادمة اللازمة للحفاظ على المكتسبات التي تحققت من خلال الاستجابة. وشجع الخبراء الحكومات على الاستمرار في العمل مع الشركاء من أجل تعزيز عملية توصيل التلقيحات الروتينية والتركيز على تعزيز عمليات الرصد من أجل الكشف عن الفيروس فورا في حال عودته للظهور.
ولكن حذر الخبراء أنه بالرغم من وجود ما يدل على أن الاستجابة في الشرق الأوسط كانت ناجحة، إلا أن المخاطر تبقى موجودة وان الجهود من اجل الوصول الى كافة الأطفال ومتابعة عمليات التلقيح.
فعلى سبيل المثال، لن تصل طواقم التلقيح في المنطقة لحوالي 700,000 طفل دون سن الخامسة بسبب التهجير أو الحصار، أو لأنهم يعيشون في مناطق يحتد فيها النزاع.
ويقول السيد ماهر من منظمة الصحة العالمية: "تتزايد حالات عدم الاستقرار في العديد من دول المنطقة، مما يجعل عملية الوصول الى كافة الأطفال وتلقيحهم صعبة. ولذا فإن مهمتنا لم تنجز بعد، وسنستمر بالعمل معا خلال الشهور القادمة لنصل إلى الأطفال ونتمكن من إدامة الإنجازات والمحافظة على المنطقة خالية من شلل الأطفال".