التغليف البسيط لمنتجات التبغ يحدّ من الطلب ويُنقِذ الأرواح
30أيار/مايو :2016 تقول منظمة الصحة العالمية وأمانة اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ إن الخطوات الأخيرة للشروع في تنفيذ التغليف البسيط (الـمُوحَّد) لمنتجات التبغ بوسعها إنقاذ الأرواح عن طريق الحدِّ من الطلب على منتجات التبغ.
فالتغليف البسيط لمنتجات التبغ يُقيِّد أو يحظر استخدام الشعارات أو الألوان أو صور العلامات التجارية أو المعلومات الترويجية على العبوات خلاف الأسماء التجارية أو أسماء المنتجات المكتوبة بلون وخط عاديين.
وفي كانون الأول/ديسمبر 2012 أصبحت أستراليا الدولة الأولى التي تنفِّذ التغليف البسيط تنفيذاً كاملاً. وفي 20 أيار/مايو هذا العام شرعَت كل من المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية وفرنسا في تنفيذ التغليف البسيط. كما تستعد أيرلندا لتنفيذ هذا التدبير في الوقت الذي تستكشف فيه بلدان أخرى هذا الخيار.
كيف يعمل التغليف البسيط
تقول الدكتورة مارغريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية إن "التغليف البسيط يحدّ من جاذبية منتجات التبغ. فهو يقتل بريقها ولمعانها، وهذا أمر مناسب لمنتجٍ يحصد أرواح الناس". وتضيف الدكتورة تشان أن هذا النوع من التغليف "يُقيِّد الإعلان عن التبغ والترويج له. كما يحد من استخدام الوسائل الـمُضلِّلة في التغليف والوسم. ومن ثمَّ يزيد فعالية التحذيرات الصحية".
وتوصي الدلائل الإرشادية لاتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ بالتغليف البسيط في إطار نهْج شامل لمكافحة التبغ يتضمَّن أيضاً وضع تحذيرات صحية مُصوَّرة كبيرة وفرض حظرٍ شامل على الإعلان عن التبغ أو الترويج له أو رعايته.
ماذا حدث في أستراليا
ظل التدخين في أستراليا يتراجع باطراد لسنوات. وفي 2012 شرعَت أستراليا في تنفيذ التغليف البسيط جنباً إلى جنب مع تحذيرات صحية جديدة وكبيرة، ويُظهر استعراض أُجري بعد تنفيذ هذا النوع من التغليف انخفاضاً آخر قدره 0.55% في معدّل انتشار التدخين في أوساط السكان البالغة أعمارهم 14 سنة فأكثر، وقد عزَى الاستعراض هذا الانخفاض إلى التغييرات التي طرأت على التغليف في الفترة بين كانون الأول/ديسمبر 2012 وأيلول/سبتمبر 2015. وحسبَما أفادت السلطات الأسترالية فإن هذا يساوي إقلاع ما يزيد عن 000 108 شخص عن التدخين، دون أن ينتكس من سبق لهم التدخين أو يشرع المدخنون الجدد في التدخين خلال هذه الفترة.
ويقول الدكتور أوليغ شيستنوف، المدير العام المساعد لدائرة الأمراض غير السارية والصحة النفسية إن النتائج التي ترتبت على تنفيذ التغليف البسيط في أستراليا تُظهِر الإمكانات الهائلة لهذا التدبير. ويضيف الدكتور شيستنوف أنه "من المحتمل أن يزيد أثر التغليف البسيط على الصحة بمرور الوقت في كل من أستراليا وغيرها من البلدان مع تنفيذ مزيد من البلدان لهذا التدبير".
أما الدكتور دوغلاس بتشر، مدير الوقاية من الأمراض غير السارية بمنظمة الصحة العالمية، فيقول "يرفع اليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ هذا العام شعار ]استعدوا للتغليف البسيط[، الذي يُسلِّط الضوء على الاتجاه الجديد في الجهود العالمية لمكافحة منتجات التبغ التي تحصد أرواح 6 ملايين نفس تقريباً كل عام".
الوقوف في وجه دوائر صناعة التبغ
يذكر الدكتور بيتشر أن "التغليف البسيط آخذ في الانتشار على الصعيد العالمي مع سعي المزيد من البلدان إلى جني المكاسب الصحية الهامة التي يمكن أن يجلبها هذا النوع من التغليف". مضيفاً أن "دوائر صناعة التبغ ما فتئت منذ زمن تستعد لمواجهة التغليف البسيط، فأطلقت حملات واسعة لنشر معلومات مغلوطة بهدف قطع الطريق أمام تنفيذ هذا التدبير".
"ومن ثمَّ فإنه مما يبعث على الشجاعة أن نرى مزيداً من البلدان تقف في وجه دوائر صناعة التبغ وتتصدَّى لأساليبها وتنفِّذ التغليف البسيط من أجل الحدِّ من الطلب على منتجات التبغ، واضعةً بذلك صحة سكانها قبل كل اعتبار".
واحتفالاً باليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ، تصدر منظمة الصحة العالمية دليلاً جديداً حول التغليف البسيط لمنتجات التبغ، يُقدِّم للحكومات أحدث البيِّنات والإرشادات حول تنفيذ هذا التدبير.
وفي هذا الصدد تقول الدكتورة فيرا لويزا دا كوستا إي سيلفا، رئيسة أمانة اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ "إن أكثر الحكومات مُلتزِمة بكبح جماح وباء التبغ والحدِّ من الضرر المرتبط بتعاطي التبغ مثل الوفيات الناجمة عن الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والرئة. ومن الضروري أن يتوافر لهذه الحكومات الإرشادات الفعالة والـمُسنَدة بالبيِّنات التي تدعم جهودها الرامية إلى حماية صحة سكانها".
ملاحظة إلى المحررين
تُعَدُّ الأمراض المتصلة بالتبغ أحد أكبر أخطار الصحة العمومية التي واجهها العالم في تاريخه. إذ يموت شخص واحد تقريباً كل 6 ثوانٍ من جراء الإصابة بمرضٍ يسببه تعاطي التبغ، وهو ما يعني أن تعاطي التبغ يحصد أرواح 6 ملايين شخص تقريباً كل عام. وهذه الأرقام مرشّحة للزيادة إلى أكثر من 8 ملايين شخص بحلول 2030، مع وقوع ما يربو على 80% من حالات الوفاة التي يمكن الوقاية منها في أوساط من يعيشون في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
وتعاطي التبغ هو السبب الأكبر الوحيد من أسباب الإصابة بالأمراض غير السارية الذي يمكن الوقاية منه. وتُمثِّل مكافحة التبغ أداة قوية لتحسين صحة المجتمعات ولبلوغ أهداف التنمية المستدامة. فالغاية 3-4 من الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة ترمي إلى تخفيض الوفيات المبكِّرة الناجمة عن الأمراض غير الـمُعدية )غير السارية) بمقدار الثلث، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض التنفسية المزمنة والسرطان والسكّري. وقد تسببت الأمراض غير السارية في وفاة 16 مليون شخص دون 70 سنة في 2012 - وقعت 82% منها في البلدان النامية.
وقد دخلت اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ حيز التنفيذ في 2005. والأطراف في هذه الاتفاقية ملتزِمة باتخاذ عددٍ من الخطوات بهدف الحدِّ من عرض منتجات التبغ والطلب عليها. وتنص الاتفاقية على إجراءات منها حماية الناس من التعرُّض لدخان التبغ، وفرض حظرٍ على الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته، وفرض حظرٍ على بيع منتجات التبغ إلى القُصَّر، وضرورة وضع تحذيرات صحية على عبوات منتجات التبغ، وتعزيز الإقلاع عن التبغ، ورفع الضرائب المفروضة على التبغ، وإرساء آلية تنسيق وطنية لمكافحة التبغ. وقد انضم إلى الاتفاقية 180 طرفاً.
لمزيد من المعلومات، يرجى التواصل مع:
رنا صيداني
هاتف رقم:+202 227 65552
هاتف محمول: +2 0109 975 6506
البريد الإلكتروني:
نسرين عبداللطيف
هاتف رقم: +202 227 65072
هاتف محمول: +2 0122 319 5140
البريد الإلكتروني:
اليوم العالمي للامتناع عن التدخين 2016