19 نيسان/أبريل 2017، القاهرة – بمناسبة الأسبوع العالمي للتمنيع، الذي يُحتفَل به سنوياً في الفترة ما بين
24 و30 نيسان/أبريل – تؤكِّد منظمة الصحة العالمية على الأهمية البالغة للتمنيع بوصفه التدخُّل الوقائي الأعلى مردوداً في ميدان الصحة العامة. وتحت شعار «اللقاحات تحمي الجميع »، يتبنَّى الأسبوع العالمي للتمنيع هذا العام دعوة الحكومات وجميع أصحاب المصلحة إلى ضمان الالتزام القوي من جانب البلدان بالتمنيع كأولوية، وطلبه كحقٍ ومسؤولية، ومراعاة الإنصاف في إتاحة فوائد التمنيع للجميع.
كما تؤكِّد المنظمة على التقدُّم الذي تحقَّق على مدار السنوات الماضية في إدخال لقاحات جديدة وزيادة التغطية بالتطعيم، وتُسلِّط الضوء على التحديات التي تواجهها بلدان عدَّة في سبيل رَأب الفجوة التمنيعية بما يحقِّق الأهداف العالمية للتمنيع بحلول عام 2020.
ويحول التطعيم دون وقوع نحو 3 ملايين حالة وفاة سنوياً، غير أن حياة 1.5 مليون حالة إضافية يمكن إنقاذها إذا ما تحسَّنت التغطية بالتطعيم عالمياً. وسعياً إلى تحقيق هذه الغاية، فإن خطة العمل العالمية الخاصة باللقاحات، التي اعتمدَتها الدول الأعضاء بالمنظمة، وعددها 194 دولة، خلال جمعية الصحة العالمية في أيار/مايو 2012، وخطة عمل إقليم شرق المتوسط الخاصة باللقاحات، التي اعتمدتها اللجنة الإقليمية للمنظمة لإقليم شرق المتوسط في عام 2015، تُوفّران إطار عمل لتجنُّب وقوع ملايين الوفيات بحلول عام 2020 عن طريق زيادة الإنصاف في الحصول على اللقاحات المتاحة للناس في كل المجتمعات.
وعلى الرغم من التقدُّم الـمُحرَز في التغطية بالتطعيم عالمياً، تظل أهداف التطعيم بعيدة عن المسار الصحيح. وفي هذا الصدد، قال الدكتور محمود فكري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، إن: «3.8 ملايين طفل تقل أعمارهم من سنة واحدة داخل إقليم شرق المتوسط، أي طفل واحد تقريباً من بين كل خمسة أطفال، لم يحصلوا على الجرعة الثالثة من اللقاح الثلاثي المحتوي على الدفتريا والسعال الديكي والتيتانوس في عام 2015، وذلك وفقاً لتقديرات كل من منظمة الصحة العالمية واليونيسف».
وما زالت فرصاً كثيرة تهدر كل يوم في الإقليم للوصول إلى الأطفال الذين لم يتلقّوا التطعيم ولسد الفجوة التمنيعية، والسبب في ذلك إنما يعزَى إلى الوضع السائد في العديد من البلدان. وفي هذا السياق، أشار الدكتور فكري إلى أنه: «من المؤسف عرقلة التقدُّم الـمُحرَز في إقليم شرق المتوسط نتيجة القلاقل وانعدام الأمن في نحو ثلث بلدان الإقليم»، مضيفاً أن: «اللقاحات، برغم ذلك، ما تزال تصل إلى الفئات السكانية الضعيفة بفضل جهود الجهات التي تعمل على الوقاية من الأمراض وتلافي الوفيات، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني».
ولتحسين التغطية بالتطعيم، تُطالب منظمة الصحة العالمية البلدان بالوصول إلى مزيد من الأطفال الذين يتعذَّر على النُظُم الروتينية لإيتاء الخدمات الوصول إليهم، ولا سيّما الذين يعيشون في البلدان أو المحافظات أو المناطق التي تقلّ فيها نسبة من يحصلون على التطعيم عن 80% منهم أو الذين يعيشون في البلدان المتأثرة بالصراعات أو حالات الطوارئ.
والتمنيع هو أحد السُبُل المؤدِّية إلى تحقيق التنمية المستدامة والأمن الصحي العالمي. ولذلك، فالاستثمار في أنشطة التطعيم يعود بثمار كثيرة على الصحة والاقتصاد على حدٍ سواء. والمنظمة تحثّ الدول الأعضاء على الاستثمار في برامج التمنيع، تمشياً مع خطَتْي العمل العالمية والإقليمية الخاصتَيْن باللقاحات. وبحسب التقديرات، فإن إنفاق دولار واحد على التمنيع يأتي بعائد اقتصادي يتجاوز 16 ضعفاً، ما يثبت مجدَّداً أن برامج التمنيع هي أحد أفضل التدخُّلات مردوداً في مجال الصحة العامة.
وقال الدكتور فكري: «أَوَدُّ أيضاً أن أغتنم هذه المناسبة لكي أحث المجتمعات على طلب التمنيع بوصفه حقاً من حقوقهم، والشركاء على دعم برامج التمنيع حيثما استمر احتياج الحكومات لهذا الدعم الخارجي، إذْ ينبغي أن يستفيد الجميع من الحماية التي توفِّرها اللقاحات».
لمزيد من المعلومات:
منى ياسين، مسؤولة الإعلام، هاتف: +201006019284،
د. إرتازا شودري، المسؤول الطبي، هاتف: +201225604046