16 أيار/ مايو 2024 - ارتفاعُ ضغط الدم مشكلةٌ من مشكلات الصحة العامة، وهي مشكلةٌ صامتةٌ لكنها فتّاكة. وفي اليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم هذا العام 2024، نُذكّر جميع البالغين بقياس ضغط الدم بدقة وضبطه لكي يعيشوا حياةً أطول. فللكشف المبكر عن ارتفاع ضغط الدم والتدبير العلاجي الدقيق له أهمية بالغة.
ويُعدّ ارتفاع ضغط الدم أحد عوامل الخطر الرئيسية المؤدية إلى الوفاة المبكرة والإعاقة - في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط على وجه الخصوص. ويمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم غير المُعالَج إلى مضاعفات طبية خطيرة مثل السكتة الدماغية، والنوبات القلبية، وقصور القلب، وتلف الكلى، وغيرها من المشكلات الصحية الموهنة.
وفي عام 2019، أشارت التقديرات إلى أن ارتفاع ضغط الدم يؤثر على 38٪ من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و79 عامًا في الإقليم - أي أكثر من 104 مليون شخص. ومن المثير للصدمة أن أكثر من نصفهم (51%) غير مدركين لحالتهم الصحية، وأكثر من 60% من إجمالي الحالات لا يتلقون العلاج. وتبلغ نسبة مَن يسيطرون على حالتهم 16% فقط من العدد الكلي لمن يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
وتشمل عوامل الخطر المُثبَتَة النظام الغذائي غير الصحي (تناول الملح بكثرة وقلة تناول الفواكه والخضروات)، والخمول البدني، وتعاطي التبغ والكحول، والسمنة. وتشمل عوامل الخطر الناشئة التلوث (الهواء والماء والضوضاء والضوء) والتوسع الحضري وفقدان الحيز الأخضر.
وفي الأوضاع الإنسانية في الإقليم، مثل الأماكن المتضررة من النزاعات أو المناطق المتضررة من الكوارث الناجمة عن الأنشطة البشرية والكوارث الطبيعية، ومنها الكوارث المرتبطة بالمناخ، يكون عبء ارتفاع ضغط الدم أسوأ من ذلك. ويُعزَى ذلك إلى محدودية الموارد، وارتفاع مستويات التوتر والإجهاد، وعدم كفاية فرص الحصول على الرعاية الصحية في هذه الأماكن.
ويلزم اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين التشخيص والعلاج ومعدلات المكافحة من أجل التصدي لعبء هذا المرض في إقليم شرق المتوسط. كما أنه من الضروري تمكين الناس من قياس ضغط الدم لديهم بدقة (أو قياسه لهم)، والسيطرة على حالتهم الصحية، وتَقَبُّل التغييرات في نمط الحياة.
وفي الوقت الراهن، تعيق الفجوات الكبيرة التي تكتنف جهود التدبير العلاجي لارتفاع ضغط الدم ومكافحته في الإقليم التقدُّم المحرَز صَوْب بلوغ الغاية 3.4 من أهداف التنمية المستدامة - والتي تتمثَّل في خفض الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير السارية.
فارتفاع ضغط الدم، وما يصاحبه من مضاعفات، يؤدي إلى تفاقم أوجه عدم المساواة، ويفرض مصاعب اقتصادية على المرضى وأسرهم، وعلى النُظُم الصحية، والبرامج الاقتصادية والتنموية الوطنية.
وهناك حاجة إلى اتباع نَهج متعدد الأوجه لمعالجة مشكلة ارتفاع ضغط الدم. كما أن الإجراءات العالمية، مثل حزمة منظمة الصحة العالمية للتدخلات الأساسية في مجال الأمراض غير السارية، والحزمة التقنية لمبادرة هارتس (HEARTS) للتدبير العلاجي لأمراض القلب والأوعية في الرعاية الصحية، والدفع نحو التغطية الصحية الشاملة تهدف إلى تحسين مكافحة ارتفاع ضغط الدم. ولا تزال النُهُج الفردية بالغة الأهمية، لا سيّما في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط. إلا أن للنُهُج السكانية التي تُعزِّز الصحة في جميع مراحل العمر أهمية بالغة أيضًا. ويمكن أن تهيئ هذه النُهُج بيئات مُعزِّزَة للصحة وأن تشجع على العيش بصحةٍ أفضل من مرحلة ما قبل الولادة إلى الشيخوخة.
ولتحسين الوقاية والعلاج، ينبغي للبلدان وضع آليات حوكمة وطنية لتنسيق الجهود الرامية إلى معالجة ارتفاع ضغط الدم ورصد تلك الجهود، ووضع برامج شاملة للتصدي لعوامل الخطر، وضمان كفاية العاملين الصحيين والتمويل، وتعزيز نُظُم المعلومات لجمع البيانات وتحليلها.
فلنُعطِ الأولوية لصحتنا وعافيتنا في اليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم لعام 2024. انضموا إلينا في هذه الرسالة المهمة من أجل عالمٍ خالٍ من ارتفاع ضغط الدم تتمتع فيه الأجيال القادمة بصحةٍ أفضل وسعادة أكبر.
المصادر الأساسية
تدريب عبر الإنترنت على الحزمة التقنية لمبادرة هارتس (HEARTS)
تقرير عالمي عن ارتفاع ضغط الدم: السباق ضد القاتل الصامت
المبادئ التوجيهية للمنظمة بشأن العلاج الدوائي لارتفاع ضغط الدم لدى البالغين
التصدِّي للأمراض غير السارية في حالات الطوارئ: إطار عمل إقليمي
إطار عمل للوقاية من السكري ومكافحته في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط