15 حزيران/ يونيو 2024، القاهرة، مصر - في اليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة كبار السن لعام 2024، تُسلَّط الأضواء على كبار السن في حالات الطوارئ. وغالبًا ما يواجه كبار السن صعوبات في القدرة على الحركة، أو يعانون من حالات صحية مزمنة أو عزلة اجتماعية، وهي بعض العوامل التي يمكن أن تعوق قدرتهم على الحصول على المعونات أو الإجلاء الآمن أو تلقي الرعاية الطبية وخدمات الدعم في الوقت المناسب. ويمكن أن تؤدي الفوضى والإجهاد الناجمان عن حالات الطوارئ إلى تفاقم هذه الظروف، مما يزيد من خطر إيذاء كبار السن.
وتتزايد شيخوخة السكان بسرعة، حيث من المتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص البالغين من العمر 60 عامًا فما فوق على الصعيد العالمي من 900 مليون شخص في عام 2015 إلى حوالي ملياري شخص في عام 2050. ولذلك، فمن المتوقع أن تزداد أيضًا إساءة معاملة كبار السن. وعلى هذا الأساس، تتزايد أهمية التأكيد على أن احترام كبار السن ورعايتهم من حقوق الإنسان التي ينبغي عدم انتهاكها على الإطلاق.
وقد تكون إساءة معاملة كبار السن عملًا منفردًا أو متكررًا، وقد تتمثل في عدم اتخاذ الإجراءات المناسبة على نحوٍ يترتب عليه الضرر أو الضغط النفسي للمُسن. كما يمكن أن تتخذ إساءة معاملة كبار السن أشكالًا عديدة، منها إساءة المعاملة البدنية أو الجنسية أو النفسية أو العاطفية. ومن أنواع إساءة معاملة كبار السن أيضًا الإيذاء المالي أو المادي، أو الهجر، أو الإهمال، أو الإهدار الخطير للكرامة والاحترام.
وعلى غرار أشكال العنف الأخرى، ارتفعت معدلات إساءة معاملة كبار السن خلال جائحة كوفيد-19. وتؤثر حالات الطوارئ، مثل الجوائح أو الكوارث الطبيعية أو النزاعات، تأثيرًا غير متناسب على كبار السن، إذ تزيد مواطن الضعف القائمة سوءًا. ويجب أن يتناول التخطيط للطوارئ والاستجابة لها الاحتياجات الخاصة لكبار السن.
إن إساءة معاملة كبار السن قضية صحية متنامية في جميع أنحاء العالم. ففي عام 2021، تعرّض حوالي شخص من كل 6 أشخاص تبلغ أعمارهم 60 عامًا فما فوق لشكلٍ ما من أشكال إساءة المعاملة في محيط المجتمع. ولا يُستثنَى إقليم شرق المتوسط من ذلك، خصوصًا أن الأزمات الإنسانية تؤثر على نصف بلدانه وأراضيه.
وتحدث إساءة معاملة كبار السن في سياق العلاقات وفي أماكن يُتوقَّع فيها وجود الثقة. وترتفع معدلات إساءة معاملة كبار السن في مؤسسات مثل دور رعاية المسنين ومرافق الرعاية الطويلة الأجل. ومن المثير للصدمة أن موظفَين اثنين من كل 3 موظفين في هذه المرافق أقروا في نفس العام بإساءة معاملتهم لكبار السن. ويمكن أن تؤدي أعمال العنف ضد كبار السن إلى إصابات بدنية خطيرة وآثار نفسية طويلة الأجل.
وتؤكد حملة اليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة كبار السن هذا العام على الحاجة المُلحة لحماية كبار السن من إساءة المعاملة أثناء الأزمات. وتدعو هذه الحملة الحكومات إلى تعزيز بيئة أكثر شمولًا وحمايةً لكبار في حالات الطوارئ. كما تشجع الحملة على وضع سياسات شمولية تضمن عدم إغفال كبار السن أثناء الأزمات.
وتدعو الحملة راسمي السياسات والجهات المانحة الدولية والمنظمات والمجتمعات المحلية إلى إعطاء الأولوية لسلامة كبار السن وعافيتهم في استراتيجيات التأهب لحالات الطوارئ والاستجابة لها. وثمة تركيزٌ آخر يتمثل في تثقيف القائمين على الاستجابة لحالات الطوارئ ومقدمي الرعاية والجمهور وتدريبهم على كيفية دعم كبار السن بطرائق تكفل كرامتهم.
وفي اليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة كبار السن لعام 2024، دعونا نجدد التزامنا باحترام حقوق كبار السن وحمايتها في جميع الأوقات، بما في ذلك أوقات الأزمات.