السرطان هو أحد العوامل الرئيسية التي تُسهم في حدوث الوفيات على الصعيد العالمي، إذ يتسبب في وفاة واحدة من كل 6 وفيات، ويؤثر على كل أسرة معيشية تقريبًا (1) . وتشير التقديرات إلى أن العالم شهد في عام 2022 حدوث 20 مليون حالة إصابة جديدة بالسرطان و9.7 ملايين حالة وفاة ناجمة عنه. وسيزداد العبء الناجم عن السرطان بنسبة 77% تقريبًا بحلول عام 2050، الأمر الذي سيضع مزيدًا من الضغط على النُّظُم الصحية والأشخاص والمجتمعات (2).
وفي إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط وحده، شُخِّصت حالات أكثر من 788000 شخص بالسرطان في عام 2022. ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد ليصل إلى 1.57 مليون حالة بحلول عام 2045، بسبب النمو السكاني، والأهم من ذلك، بسبب ارتفاع معدل انتشار عوامل خطر الإصابة بالسرطان في الإقليم - مثل تعاطي التبغ، والسمنة/ زيادة الوزن، والخمول البدني، واتباع نُظُم غذائية غير صحية، وتلوث الهواء (1 و 2).
وقد ينشأ السرطان أيضًا نتيجة الإصابة ببعض أنواع العدوى، بما في ذلك التهاب الكبد B و C، أو فيروس الورم الحليمي البشري (الذي يصيب الرحم). ولا تزال تلك الأنواع من العدوى منتشرة على نطاق واسع في إقليم شرق المتوسط، بالرغم من إمكانية الوقاية من التهاب الكبد B وفيروس الورم الحليمي البشري بسهولة عن طريق التطعيم.
وعلى الصعيد العالمي، فإن أكثر أنواع السرطان شيوعًا هي سرطان الثدي، والرئة، والقولون والمستقيم، والبروستاتا. وفي عام 2020، كان سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان انتشارًا على الصعيد العالمي، في حين أدى سرطان الرئة إلى وقوع أكبر عدد من الوفيات (3 ).
إن السرطان لا يُهدد صحة الأفراد وعافيتهم فحسب، بل يمثل أيضًا تحديًا هائلًا للأسر والمجتمعات كلها. فالتكلفة الاقتصادية للسرطان تُثقل كاهل النظام الصحي، بل الاقتصاد الأوسع نطاقًا، نظرًا لانخفاض الإنتاجية في سوق العمل نتيجة الوفاة المبكرة للذين ما زالوا في أوْج سنوات عطائهم. وتلك مسألة كفيلة بعرقلة جهود التنمية المستدامة إلى حد كبير.
ومع ذلك، يمكن لكل منا إجراء تغييرات للحد من خطر الإصابة بالمرض، لأن معظم عوامل خطر الإصابة بالسرطان قابلة للتغيير. وقد تبيَّن بالفعل أن نحو 50% من أنواع السرطان يمكن الوقاية منها (1). وفي سبيل ذلك، عليك الامتناع عن التدخين أو تعاطي منتجات التبغ، والحد من استهلاكك للأطعمة المُصنَّعة العالية السُّعرات الحرارية، وتناول المزيد من الفواكه والخضروات، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والمواظبة على أخذ التطعيمات الموصى بها. وهذه بعض السلوكيات الأكثر فعالية للوقاية من السرطان.
وفي كثير من الأحيان، يمكن الشفاء من السرطان تمامًا عند اكتشافه وعلاجه في مرحلة مبكرة. وبالرغم من عدم ظهور أعراض خلال المراحل المبكرة لمعظم أنواع السرطان، فإن بعض الاختبارات التشخيصية (أو طرق التحرِّي) حساسة بما يكفي للكشف عن السرطان حتى وإن كان خافيًا. ومن شأن ذلك تقليلُ التعامل مع الأعراض في المراحل المتأخرة للمرض ودعْم علاجه بنجاح.
ويُعد تصوير الثدي (لسرطان الثدي) وتنظير القولون (لسرطان القولون والمستقيم) واختبار مسحة بابانيكولاو (لسرطان عنق الرحم) أكثر اختبارات الفحص شيوعًا وفعالية. يمكنك أن تسأل طبيب أسرتك لتعرف المزيد من التفاصيل عن خيارات الفحص الملائمة لك.
وفي اليوم العالمي للسرطان لعام 2024، لنتذكَّر أننا نستطيع إدخال بعض التغييرات البسيطة على نمط حياتنا، ونواصل الاطلاع على فحوص التحري اللازمة، ويساند بعضنا بعضًا لمكافحة السرطان وبناء مستقبل أوفر صحة للجميع.
[1] صحيفة وقائع السرطان.
منظمة الصحة العالمية؛ 2022.
[2] أداة Cancer Tomorrow.
الوكالة الدولية لبحوث السرطان.
[3] العدد التقديري للوفيات في عام 2022 في العالم، من كلا الجنسين، من كل الأعمار.
موقع Cancer Today الإلكتروني. الوكالة الدولية لبحوث السرطان.