4 شباط/فبراير 2018، القاهرة - يحتفل العالم كل عام باليوم العالمي للسرطان في 4 شباط/فبراير. وشعار هذا العام «نحن نستطيع. أنا أستطيع»، وهو استمرار لحملة مدتها ثلاث سنوات تهدف إلى استكشاف التوجيهات حول السُبُل التي يستطيع من خلالها كلٌّ منا - معاً أو فرادى - المساعدة في الحد من العبء العالمي للسرطان، وإبراز هذه التوجيهات وتوفيرها للجميع. وتستكشف حملة اليوم العالمي للسرطان 2016-2018 الإجراءات التي نستطيع اتخاذها لإنقاذ الأرواح، وتحقيق قدراً أكبر من الإنصاف في رعاية المصابين بهذا المرض، وجعل مكافحة السرطان أولوية على أرفع المستويات السياسية. ويُذكِّرنا هذا اليوم، كمجتمعاتٍ محلية وحكومات ومنظمات غير حكومية وجماعات، أنه في مقدورنا حفْز العمل وتشجيع الآخرين على اتخاذ إجراءات، والوقاية من السرطان، والتصدِّي للمفاهيم الخاطئة حول السرطان كمرض قاتل لا علاج له. ويمكننا أن نوحِّد قوانا وأن ننسِّق الجهود لنُحدِث فرقاً في مكافحة السرطان.
فمعدلات الإصابة بالسرطان آخذة في التزايد عالمياً وإقليمياً. والسرطان هو أحد الأسباب الأربعة الرئيسية للوفاة في إقليم شرق المتوسط؛ إذ يحصد أرواح ما يقرب من 400000 شخص كل عام. ومن المتوقع أن تتضاعف معدلات الإصابة بالسرطان تقريباً في العقدين القادمين، لترتفع من 555318 حالة جديدة في عام 2012 حسب التقديرات إلى ما يقرب من 961098 في 2030 - وهي الزيادة النسبية الأعلى بين جميع أقاليم منظمة الصحة العالمية.
ومن الإجراءات الرئيسية دعوة الحكومات إلى تعزيز استجابتها للسرطان من خلال تعزيز أنماط الحياة الصحية، والحدِّ من التعرُّض لعوامل الخطر، وهو ما من شأنه خفض الوفيات المبكرة وتحسين جودة الحياة وزيادة معدلات البقاء على قيد الحياة بعد الإصابة بالسرطان. وهو ما ينسجم مع الالتزام الذي قطعته الحكومات على نفسها «بتخفيض الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير الـمُعدية (غير السارية) بمقدار الثلث من خلال الوقاية والعلاج وتعزيز الصحة والسلامة العقليتين» كإحدى الغايات التي تنشدها أهداف التنمية المستدامة، مع التسليم بأنه لن تتحقق هذه الغاية من غايات أهداف التنمية المستدامة إلا بإحراز تقدُّمٍ كبير أيضاً في مجال الوقاية من السرطان ومكافحته.
وفي عام 2017، اعتمدت الدول الأعضاء في إقليم شرق المتوسط القرار ش م/ل إ64/ ق-2 بشأن إطار عمل إقليمي للوقاية من السرطان ومكافحته أُعِد بهدف تعزيز الإرشاد الـمُقدَّم للدول الأعضاء ودعم تنفيذ إطار العمل الإقليمي لتنفيذ الإعلان السياسي للاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الوقاية من الأمراض غير الـمُعدية (السارية) ومكافحتها وقرار جمعية الصحة العالمية الأخير (ج ص ع 70-12) بشأن الوقاية من السرطان ومكافحته. وسيساعد إطار العمل في توجيه عملية صنع القرار بشأن خيارات السياسات والتدخُّلات ذات الأولوية للوقاية من السرطان ومكافحته، كما سيساعد الدول الأعضاء على تحديد المجالات التي تحتاج إلى تعزيز وفقاً للسياق الوطني للوقاية من السرطان ومكافحته.
وتُركِّز حملة اليوم العالمي للسرطان على ما يمكن القيام به لتحسين إتاحة الرعاية لمرضى السرطان وتعزيز الفهم بأن الكشف المبكر عن الإصابة بالسرطان يزيد فرص الشفاء منه وينقذ أرواح الناس. وتعرض الحملة رسائل رئيسية وتُثبت أنه في مقدور كل شخص أن يتخذ إجراءات مختلفة بغض النظر عمن هو هذا الشخص - أحد ضحايا السرطان أو زميل في العمل أو منظمة معنية بالسرطان أو أحد مقدمي الرعاية أو صديق أو رب عمل أو طالب - فقد غدت المعلومات متاحة لدعمك ومساعدتك في إحداث فارق في مكافحة السرطان، وإسماع صوتك، وتشجعيك على طلب الدعم وتعزيز قدرتك على التحكم في رحلتك مع السرطان.
وما يدعو للتفاؤل أن ثلث أنواع السرطان الشائعة تقريباً يمكن الوقاية منها باتباع نظام غذائي صحي والحفاظ على وزن صحي والمواظبة على ممارسة النشاط البدني. وهنا يستطيع الأفراد أن يضطلعوا بأدوار حيوية. فعلى سبيل المثال، تعني التغييرات في طرق عيشنا أن مزيداً من الناس حول العالم مُعرَّضون لعوامل خطر الإصابة بالسرطان مثل التدخين واتباع نظام غذائي غير صحي وأنماط حياة تتسم بقلة الحركة. وتثقيف الأفراد والمجتمعات وتوعيتهم بالروابط بين أسلوب الحياة وخطر الإصابة بالسرطان هو الخطوة الأولى في الوقاية الناجعة من السرطان. ولا يزال التدخين أكبر عامل من عوامل خطر الإصابة بالسرطان. إذ يموت من جراء استخدام التبغ 5 ملايين شخص كل عام، أو ما يعادل 22% من جميع الوفيات الناجمة عن الإصابة بالسرطان. وسيؤدي خفض معدلات استخدام التبغ إلى تقليص العبء العالمي لعدد كبير من السرطانات تقليصاً كبيراً.
وفي هذا السياق، تدعو الحملة المدارس إلى تعزيز ثقافة الاختيارات والعادات الصحية عن طريق توفير خيارات الطعام والشراب الغنية بالعناصر الغذائية، مع تخصيص وقت للترفيه والرياضة، وإدراج التعليم العملي حول الغذاء والنشاط البدني في المناهج الدراسية. فتوفير خيارات صحية في مقاصف المدارس ومطاعمها، بما يضمن حصول الأطفال على وجبات ووجبات خفيفة منخفضة الطاقة والماء كبديل عن المشروبات المحلاة بالسكر، قد يكون له أثر كبير في تطور مواقف إيجابية فيما يتصل بالأغذية ويُعزِّز السلوكيات الصحية.
وسوف يُركِّز اليوم العالمي للسرطان كذلك على إيجاد أماكن عمل صحية خالية من التدخين، وتتوفر بها خيارات غذائية صحية مع توفر وسائل انتقال جيدة من العمل وإليه. وتشير التنبؤات إلى زيادة القوى العاملة العالمية لتصل إلى 3.5 مليارات بحلول 2030، الأمر الذي يعني أن هناك فرصة كبيرة لتسخير مكان العمل ليكون منصة للوقاية من السرطان والكشف المبكر عنه.
ومن المحاور الأخرى التي سترُكِّز عليها الحملة تشجيع نهْج المدينة الصحية، ودعم مرضى السرطان للعودة إلى عملهم، والتصدِّي للمفاهيم المغلوطة حول هذا المرض.
وتستطيع الحكومات والمجتمعات المحلية والمدارس وأرباب العمل ووسائل الإعلام التصدِّي للتصورات السائدة عن السرطان وتفنيد الأساطير الضارة والمفاهيم الخاطئة حتى يتمكن جميع الأفراد من الحصول على معلومات صحيحة حول السرطان والوقاية منه وكذلك حصول المصابين به على الرعاية الجيدة.
روابط ذات صلة بالموضوع
مرضى السرطان في اليمن يواجهون الموت البطيء وسط تدني خيارات العلاج .
الموقع الرسمي لليوم العالمي للسرطان
القرار ش م/ل إ64/ ق-2 بشأن إطار العمل الإقليمي للوقاية من السرطان ومكافحته