جنيف،: قدّم الدكتور محمود فكري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أمس الأحد 21 أيار/ مايو2017، خارطة طريق لأعمال المنظمة في إقليم شرق المتوسط للمدة من 2017 إلى 2021. وتترجم خارطة الطريق هذه رؤية المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية إلى مجموعة من الأعمال الاستراتيجية التي توجه عمل المنظمة مع البلدان الأعضاء في الإقليم. وهي تضع في الاعتبار الالتزام العالمي بجدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة وكذلك برنامج منظمة الصحة العالمية للإصلاح.
وبُغيَة ضمان اتساق خارطة الطريق مع الأهداف الكبرى للتنمية المستدامة، ركزت الخارطة على خمس أولويات استراتيجية هي:
الطوارئ والأمن الصحي
الأمراض السارية
الأمراض غير السارية
صحة الأمهات والمواليد والأطفال والمراهقين
تقوية النظم الصحية
ويشهد إقليم شرق المتوسط أزمات غير مسبوقة من حيث حجمها ونطاق انتشارها. ذلك أن ثلثا عدد بلدان الإقليم تقريباً تتأثر تأثراً مباشراً أو غير مباشر بحالات طوارئ. وعليه، فإن كثيراً من البلدان تواجه صعوبات في إعادة توجيه خطط التنمية الوطنية لتحقيق الأهداف المتعلقة بالتنمية المستدامة وتدعم منظمة الصحة العالمية جهود هذه الدول من أجل: تقوية قدرات النظم الصحية للإعداد لمواجهة الطوارئ الصحية والاستجابة لها؛ تقوية نُظم الترصُّد، والاكتشاف المبكر والاستجابة لظهور فاشيات من الأمراض المعدية؛ الوفاء بالتعهدات المتعلقة باللوائح الصحية الأولية؛ وقف سراية فيروس شلل الأطفال والإشهاد على استئصاله من الإقليم بحلول عام 2021.
وتشمل عوامل الخطر الرئيسية التي تسهم في ظهور عدد كبير من الأمراض المستجدّة وسرعة انتشارها ما يلي: الطوارئ الإنسانية المستمرة؛ مقاومة مضادات الميكروبات؛ انخفاض معدّلات التغطية بالتطعيمات- وقد كان الإقليم في السابق يقوم بدور قياديي في هذا المجال على الصعيد العالمي؛ توطن عدد كبير من الأمراض المنقولة بالنواقل في الإقليم مثل الملاريا، وداء البلهارسيات، وداء الليشمانيات، وداء الفيلاريات اللمفية، وحمى الضنك، والشيكونغونيا، وحمى القرم- الكونغو النزفية.
أما فيما يتعلق بفيروس نقص المناعة البشرية فإن معدّل انتشاره لايزال منخفضاً حيث لا يتعدّى 0.1% إلا أن انتشار فيروس التهاب الكبد من النمط "سي" هو الأعلى في كافة أقاليم منظمة الصحة العالمية. ويبقى مرض السل كذلك مشكلة خطيرة من مشكلات الصحة العمومية. وسوف تعمل منظمة الصحة العالمية على تقوية قدرات البلدان الأعضاء كي تتمكن من توقّي الأمراض السارية وتشخيصها ومعالجتها على نحو أفضل.
ولاتزال الأمراض غير السارية تمثل عبئاً صحياً وتنموياً مرتفعاً كما تمثل سبباً رئيساً للوفاة والمراضة المزمنة في الإقليم إذ يرتبط بها حوالي 2.2 مليون وفاة سنوياً وهو رقم من المتوقع أن يرتفع إلى أكثر من 3.8 ملايين في عام 2030. كما يعاني الإقليم من عبء مزدوج من سوء التغذية وفرط الوزن والسمنة. وسوف تدعم منظمة الصحة العالمية جهود البلدان من أجل: تنفيذ الالتزامات المتعلقة بالإعلان السياسي للأمم المتحدة المعني بالوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها؛ تحسين السلامة على الطرق، وسد الهوّة العلاجية وتحقيق الهدف الشامل لتعزيز الصحة النفسية والوقاية من الاضطرابات النفسية وخفض الوفيات والمرض والإعاقة بين المصابين بها.
يشغل إقليم شرق المتوسط المرتبة الثانية بين أقاليم منظمة الصحة العالمية من حيث أعلى معدّل للوفيات بين الأمهات والولدان والأطفال، وبينما يوجد تفاوت شديد في الأرقام والإنجازات المتعلقة بالصحة الإنجابية وصحة الأمهات والولدان والأطفال والمراهقين بين دول الإقليم وداخل الدولة الواحدة فإن أكثر من 90% من وفيات الأمهات والأطفال دون الخامسة من العمر تقع في تسعة بلدان فقط. وسوف تعمل منظمة الصحة العالمية مع الدول الأعضاء لدعم جهودهم من أجل ضمان معافاة الأمهات والولدان والأطفال والمراهقين وذلك بالاستجابة لاحتياجاتهم الصحية وتمكينهم من الاستمرار والازدهار والتطوّر، ومن خلال رفع معدلات التغطية الصحية وتأمين فرَص متساوية للحصول على التدخلات عالية المردود والمنقذة للحياة في مجال الصحة الإنجابية وصحة الأمهات والمواليد والأطفال والمراهقين، ومواصلة الرعاية اتساقاً مع "الاستراتيجية العالمية لصحة النساء والأطفال والمراهقين (2016-2030)". وكذلك "خطة العمل المعنية بكل مولود جديد" والعمل المتسارع من أجل صحة المراهقين عبر الخطط الوطنية متعددة القطاعات وغيرها من الإجراءات.
إن الأساس المتين لمواجهة هذه التحدّيات كما ينبغي هو وجود نظام صحي يعمل بكفاءة. بَيْد أن النُظم الصحية في بلدان الإقليم تجسّد بوضوح التباين الإقليمي الذي يتفق مع التباين في مستويات الدخل. وسوف تدعم منظمة الصحة العالمية البلدان لضمان حصول كل الناس في الإقليم على فرص متساوية للرعاية الصحية عالية الجودة دونما تمييز وبما يحفظ عليهم كرامتهم ودون معاناة من شدائد مالية. وسوف تدعم المنظمة البلدان للمضيّ قُدُماً نحو التغطية الصحية الشاملة كجزء من برنامج أهداف التنمية المستدامة وبما يتّسق مع "إطار العمل للتحرُّك نحو التغطية الصحية الشاملة في إقليم شرق المتوسط" وذلك من خلال الاستثمار في تقوية النُظم الصحية والاضطلاع بدور قيادي في مساندة البلدان لتحقيق الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة على نحو خاص وهو: " ضمان حياة صحية وتعزيز المعافاة لكل الناس من كافة الأعمار".
ويشمل جدول أعمال جمعية الصحة العالمية الموضوعات التقنية التالية: اعتماد الميزانية البرمجية 2018-2019، الاستجابة للطوارئ الصحية، استئصال شلل الأطفال، مقاومة مضادات الميكروبات، التأهُّب للأنفلونزا الجائحة، الحصول على الأدوية واللقاحات وتنفيذ "خطة العمل العالمية للقاحات"، صحة اللاجئين والمهاجرين، الاستجابة العالمية لمكافحة النواقل، الأمراض غير السارية والصحة على مدى مراحل الحياة.