10 شباط/فبراير 2016- ترحب منظمة الصحة العالمية بالدعم غير المسبوق الذي أبدته البلدان المشاركة في "مؤتمر دعم سوريا والمنطقة" والذي عقد في لندن في 4 شباط/فبراير، وتعهدت فيه البلدان بتقديم أكثر من 10 مليارات دولار أمريكي لتوفير المساعدات الإنسانية للسكان المتضررين من الأزمة السورية على مدى السنوات الخمس القادمة.
وقال الدكتور علاء العلوان، مدير منظمة الصحة العالمية الإقليمي لشرق المتوسط "لقد اعترفت البلدان بحجم هذه الكارثة الإنسانية،"وأضاف "إن هذا الدعم السخي من الجهات المانحة سيضمن تنفيذ الأنشطة المنقذة لحياة الملايين من الناس داخل سوريا. كما سيوفر دعما للاجئين والمجتمعات المضيفة لهم في البلدان المجاورة، حيث أن الطلب على الخدمات الصحية هناك يضع عبئا هائلا على البنية الأساسية للصحة العمومية."
لقد مر ما يقرب من 6 سنوات على الأزمة السورية، وما زالت الحالة الصحية داخل البلد حالة أليمة. فالنقص الموجود في الموظفين الطبيين المتخصصين وتعطل نظم الإحالة والإمدادات الطبية المحدودة كل هذا أدى إلى تزايد أعداد الوفيات التي كان يمكن اتقاؤها. ولا تزال أعداد كبيرة من الجرحى السوريين يموتون أو يواجهون إعاقات دائمة نتيجة لعدم قدرتهم على الوصول إلى الرعاية الطبية. وتتعرض أعداد متزايدة من الناس لمضاعفات ناجمة عن الأمراض المزمنة التي كان يمكن التحكم فيها بسهولة لو أمكنهم الحصول على العلاج. كما انخفضت معدلات تلقيح الأطفال انخفاضًا جذريا، مما ترك الأطفال أكثر عرضة للأمراض التي تهدد الحياة، مثل الحصبة وشلل الأطفال.
وفي البلدان المجاورة، يتعرض اللاجئون والمجتمعات المضيفة لهم لخطر الإصابة بالأمراض المعدية بسبب أماكن العيش المكتظة، وقلة الحصول على المياه المأمونة، وقلة الحصول على خدمات الرعاية الصحية الأولية.
وبوجه عام، هناك أكثر من 17 مليون شخص داخل سورية والبلدان المجاورة في حاجة عاجلة للدعم المنقذ للحياة من منظمة الصحة العالمية والشركاء الصحيين.
وكجزء من خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2016، سوف تركز منظمة الصحة العالمية وشركاؤها في سوريا على توسيع نطاق الخدمات الصحية في البلد عبر تأمين الأدوية والإمدادات المنقذة للحياة؛ وزيادة قدرة القوى العاملة الصحية، وتعزيز الشراكات مع المنظمات غير الحكومية الوطنية؛ وتعزيز التنسيق بين القطاعات الصحية وتعزيز نظم المعلومات الصحية من أجل تحسين الاستجابة؛ وتقديم الدعم الكبير للتغطية باللقاحات حتى تصل إلى المستويات المطلوبة.
وتشمل الأولويات الصحية في عام 2016 في البلدان المجاورة، زيادة فرص الحصول على الرعاية الصحية للاجئين والمجتمعات المضيفة لهم؛ وتعزيز الإنذار المبكر وأنظمة الترصد للأمراض؛ وتعزيز التمنيع الروتيني للحصبة وشلل الأطفال وغيرهما من الأمراض التي يمكن توقيها باللقاحات.
وقالت إليزابيث هوف، ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا "إذا لم يلقح الأطفال دون سن الخامسة من العمر ضد الأمراض التي تهدد حياتهم، فقد لا يعيشون حتى يصلوا إلى سن المدرسة"، وأضافت "بحلول عام 2015، كنا قادرين على استئصال شلل الأطفال من سوريا ومنطقة الشرق الأوسط بنجاح بعد حملة مكثفة استمرت سنتين، ومع استمرار الدعم، نهدف إلى الحفاظ على خلو سوريا والمنطقة من شلل الأطفال، والحد من خطر الإصابة بكافة الأمراض التي يمكن توقيها باللقاحات."
في عام 2016، طلبت منظمة الصحة العالمية مبلغ 141 مليون دولار أمريكي نظير عمليات الاستجابة التي تجريها داخل سوريا، ومبلغ 14 مليون دولار لدعم حصول اللاجئين على الخدمات الصحية في مصر والأردن وتركيا ولبنان والعراق.
وقال الدكتور العلوان "إن الاستثمار في صحة السكان السوريين أمر بالغ الأهمية، وهو استثمار في المستقبل من أجل سوريا والمنطقة"، وأضاف "إننا نحتاج إلى أطفال أصحاء قادرين على الذهاب إلى المدرسة، وإلى قوة عاملة صحية تظل قادرة على الإنتاج حتى تعيد إعمار البلد بعد انتهاء الصراع".