17 شباط/فبراير 2016- برغم التحديات الهائلة نتيجة للصراع الدائر في اليمن، تواصل منظمة الصحة العالمية استجابتها للاحتياجات الصحية المتزايدة للملايين من السكان هناك. ومنذ بداية الأزمة، وصلت منظمة الصحة العالمية إلى أكثر من 7 ملايين شخص في 23 محافظة، ووفرت الأدوية واللوازم الطبية والفرق الطبية المتنقلة والعيادات المتنقلة. وأجرت منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع شركائها جولات لتلقيح أكثر من 5 ملايين طفل دون سن الخامسة ضد شلل الأطفال والحصبة والحصبة الألمانية. كما قدمت المنظمة أكثر من 19 مليون لتر من المياه الآمنة، ومليون لتر من الوقود إلى المرافق الصحية والمخيمات التي تستضيف النازحين داخليا.
وفي محافظة تعز، حيث يوجد مئات آلاف من الناس معزولين عن المعونات الإنسانية، قدمت منظمة الصحة العالمية الأدوية واللوازم الطبية لأكثر من 250 ألفًا من المستفيدين، فضلا عن المياه المأمونة والوقود للمرافق الصحية. وقد اشتملت اللوازم على 170 اسطوانة أكسجين، ومحاليل لغسيل الكلى تكفي 30 ألف جلسة، وأدوية علاج السرطان، والمواد الجراحية، وسوائل الحقن الوريدي، ولوازم التخدير، ومضادات الفيروسات القهقرية لعلاج فيروس نقص المناعة البشري.
أحد عشر شهرا من النزاع في اليمن، ترك نظامًا صحيًا منهارًا، وأكثر من 14 مليون يمني محتاجين إلى خدمات الرعاية الصحية. وأغلق ما يقرب من 25% من جميع المرافق الصحية بسبب الأضرار التي لحقت بها، وهناك نقص في العاملين والأدوية المنقذة للحياة. أما الهجمات على العاملين الصحيين والمرافق الصحية فتقع بوتيرة مثيرة للقلق: ففي كانون الثاني/يناير وحده تضرر مالا يقل عن ثلاثة مرافق صحية نتيجة لأعمال العنف.
ومازال الحرمان من إمكانية وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في بعض أجزاء من البلد يمثل انتهاكًا مباشرًا للقانون الإنساني الدولي، مما خلف حوالي خمسة ملايين من السكان لا يمكن الوصول إليهم بالإمدادات الإنسانية والصحية إلا على نحو متقطع. وبرغم الجهود الكبيرة لمنظمة الصحة العالمية وشركائها في اليمن، فإن السماح المحدود لوصول شحنات الإمدادات الإنسانية لا يكفي. والمطلوب هو إتاحة الوصول من دون قيود إلى جميع السكان المحتاجين فورًا وعلى وجه السرعة.