إسلام أباد، باكستان، 18 كانون الأول/ديسمبر 2018 - اختتم الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، زيارته الرسمية الأولى إلى باكستان بالإشادة بالجهود المبذولة لتعزيز الصحة والرعاية الصحية في البلاد.
وقد اشتملت الزيارة التي استغرقت يومين، من 17 إلى 18 كانون الأول/ديسمبر 2018، على اجتماعات مع عدد من المسؤولين الحكوميين وزيارات ميدانية ترمي إلى تعزيز التعاون المتبادل بين منظمة الصحة العالمية وحكومة باكستان. وكان برفقة المدير الإقليمي الدكتور نعمة سعيد عابد، الممثل القطري المؤقت لمنظمة الصحة العالمية، والدكتور ظفار ميرزا، مدير تطوير النظم الصحية في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية.
وفي اليوم الأول للزيارة، زار المدير الإقليمي فخامة رئيس باكستان، الدكتور عارف علوي، تقديرًا لفخامته. وأشاد الدكتور المنظري بالإرادة السياسية الثابتة للحكومة والتزامها بالتغطية الصحية الشاملة واستئصال شلل الأطفال. وأشار فخامة الدكتور علوي إلى أن الصحة والتعليم هما أولويتان استراتيجيتان للحكومة الجديدة، التي تلتزم التزامًا راسخًا بتحسين الأوضاع الاجتماعية للشعب والاستثمار في التنمية البشرية.
واستقبل معالي وزير الصحة الاتحادي عامر محمود كياني المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في وزارة الخدمات الصحية الوطنية واللوائح والتنسيق. وشكر معالي الوزير منظمة الصحة العالمية لدعمها المستمر للمساعي الصحية العامة في باكستان وتعهد بتعزيز التعاون المتبادل في المجالات الصحية التي تحظى بالأولوية.
وأطلع المدير الإقليمي معالي الوزير على رؤية 2023 التي تدعو إلى التضامن والعمل من أجل تحقيق هدف الصحة للجميع في الإقليم. وأثنى على الدور القيادي للوزارة في مجال استئصال شلل الأطفال وكذلك النهوض بجدول الأعمال الحكومي في مجال التغطية الصحية الشاملة. وهنأ المدير الإقليمي الوزير على حملة التمنيع الأخيرة التي شهدت تلقيح أكثر من 38 مليون طفل ضد الحصبة.
كما أعرب الدكتور المنظري عن تقديره لمبادرات الوزارة للحد من النمو السكاني، وتوسيع نطاق التأمين الصحي، وتعزيز الرعاية الصحية القائمة على الأسرة في مناطق مختارة من باكستان. ورحب بقرار الحكومة بفرض "ضريبة صحية" على التبغ والمشروبات السكرية، مع تخصيص إيراداتها للصحة. وأشار أيضًا إلى الخطط المشتركة لمنظمة الصحة العالمية والوزارة لمواصلة الدعوة والعمل من أجل مكافحة الأمراض السارية ذات الأعباء الثقيلة مثل السل والتهاب الكبد.
وأطلع الدكتور أسعد حفيظ، مدير عام الصحة، وفد منظمة الصحة العالمية على خطة العمل الوطنية الخمسية للصحة التي وضعتها الحكومة، والتي تبين أنها تتوافق توافقًا كبيرًا مع الأولويات الاستراتيجية العالمية والإقليمية لمنظمة الصحة العالمية. وفي حفل حضره معالي وزير الصحة الاتحادي ومسئولون آخرون، سلم الدكتور "المنظري" أكثر من 32 سيارة تبرع بها التحالف العالمي من أجل اللقاحات إلى برنامج التمنيع الموسع في باكستان لتعزيز تقديم الخدمات الصحية.
وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، انضمت السيدة جان غوف، المديرة الإقليمية لليونيسيف في جنوب آسيا، إلى الدكتور المنظري. وزار المدير الإقليمي المركز الوطني لعمليات الطوارئ المعني باستئصال شلل الأطفال في إسلام أباد، حيث استقبله المنسق الخاص لرئيس الوزراء المسؤول عن شلل الأطفال، السيد بابار بن عطا، والدكتورة رنا محمد سافدار، المنسقة الوطنية لمكافحة شلل الأطفال، والتي قدمت إحاطة متعمقة عن التقدم والتحديات في رحلة البلد الطويلة نحو استئصال شلل الأطفال.
وقال المدير الإقليمي للمنظمة: "لقد أحرزت باكستان تقدمًا ملحوظًا في وقاية كل طفل من شلل الأطفال، وخفضت عدد الأطفال المصابين بفيروس الشلل من حوالي 20 ألف طفل كل عام في أوائل التسعينات إلى ثماني حالات فقط حتى الآن هذا العام". وأضاف قائلًا: "الآن، يجب أن ننهي شلل الأطفال بالكامل وإلى الأبد؛ ولن تدخر منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع شركائنا، أي جهد في دعم باكستان لتحقيق ذلك ".
وبدأت فعاليات اليوم الثاني بزيارة ميدانية إلى وحدة الصحة الأساسية ودار الصحة في شاه-الله-ديتا، حيث يُجرَّب مشروع ممارسة الأسرة. وأشاد الدكتور المنظري بالجهود البطولية التي يبذلها العاملون على الجبهات الأمامية في مجال مكافحة شلل الأطفال ودور العاملات الصحيات فيها، الذين يلعبون دوراً حاسماً في إنهاء شلل الأطفال وتوفير الخدمات الصحية الأساسية لأفراد المجتمع، وبخاصة الأمهات والأطفال.
واستمرت فعاليات اليوم في عقد اجتماعات مع معالي وزير المالية الاتحادي السيد أسعد عمر، ومعالي السيدة كانوال شوزاب، أمينة البرلمان للتخطيط والتنمية والإصلاح. وأكد المدير الإقليمي في المناقشات رؤيته المتمثلة في أن الصحة للجميع لا يمكن أن تحققها وزارة الصحة وحدها، ولكنها تتطلب مدخلات من الجميع. وأكد كبار المسؤولين من جديد على التزام الحكومة الكامل تجاه التغطية الصحية الشاملة على سبيل الأولوية، وأشاروا إلى أن معالي رئيس الوزراء قد وضع بالفعل خططًا لزيادة ميزانية الصحة وزيادة الاستثمار في القوى العاملة الصحية. وقال الدكتور المنظري: "إنه لأمر مشجع حقًا أن نرى تضامن الحكومة الكامل والتزامها باتخاذ الإجراءات الصحية في باكستان. وإن منظمة الصحة العالمية على أهبة الاستعداد لتقديم الدعم وبناء القدرات التقنية والعمل مع جميع الوزارات والجهات المعنية في هذا المسعى الكبير".
وأشار المدير الإقليمي، في وقت لاحق من ذلك اليوم، في كلمته أمام المشاركين في حلقة العمل التدريبية للمدربين حول تغذية الرضع وصغار الأطفال إلى أهمية التغذية في تلبية الاحتياجات الصحية البدنية والنفسية للأطفال. وحث على التركيز بدرجة أكبر على معالجة التقزم كمشكلة صحية عامة خطيرة في البلد، والتي أولاها رئيس الوزراء اهتمامًا خاصًا.
واختتم الدكتور المنظري زيارته بالاجتماع مع موظفي المكتب القطري لمنظمة الصحة العالمية في باكستان. وأعرب عن امتنانه للفريق القطري وإيمانه بأن الموظفين هم أكبر رصيد للمنظمة. واختتم قائلاً: "إن باكستان تشهد مشروعًا تاريخيًا في مجال الصحة العامة، وجميع عناصر النجاح متوفرة وهي: الإرادة السياسية على أعلى مستوى، والتزام الحكومة بكاملها، والكفاءة التقنية التي يتعين علينا أن نساهم فيها بنشاط. وعلينا أن نستفيد من هذا الزخم على أفضل وجه وأن نعمل مع الحكومة والشركاء من أجل تحقيق الصحة للجميع".