إسلام أباد، 4 نيسان/ أبريل 2017| اختتم الدكتور محمود فكري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، زيارة رسمية العاصمة الباكستانية إسلام أباد استغرقت يومين (30-31 آذار/مارس) التقى خلالها عدداً من المسؤولين رفيعي المستوى على رأسهم فخامة الرئيس الباكستاني مأمون حسين، ومعالي وزيرة الدولة للخدمات الصحية واللوائح والتنسيق الوطني، سايرة أفضل تارار، والسيدة ممثلة رئيس الوزراء لاستئصال شلل الأطفال عضو مجلس الشيوخ عائشة رضا فاروق. كما شارك أثناء تواجده في أعمال الفريق الاستشاري التقني المعني باستئصال شلل الأطفال الذي عقد اجتماعه الدوري خلال مدة زيارة المدير الإقليمي.
وفي اللقاء الذي جمعه بفخامة الرئيس مأمون حسين، أعرَب الدكتور فكري عن تقديره العميق لحكومة باكستان لما تبديه من التزام، ولقيادتها الحكيمة لبرنامج استئصال شلل الأطفال. وقال الدكتور فكري: "لم يكن التقدُّم الكبير فيما يتعلق بوضع استئصال شلل الأطفال ليتَحقّق في باكستان لَولا القيادة والالتزام السياسيين على كافة المستويات" مؤكِّداً لفخامة الرئيس أن منظمة الصحة العالمية ستقدِّم كل أوجه الدعم الممكن لحكومة باكستان في مساعيها لتحسين قطاع الصحة بها.
كما التقَى الدكتور فكري، خلال زيارته إلى باكستان، معالي الوزيرة سايرة أفضل تارار، وزيرة الدولة للخدمات الصحية، التي أطلعته على البرامج والتدخُّلات الصحية المشتركة، مثل الرؤية الصحية الوطنية للفترة 2016-2025، وبرنامج رئيس الوزراء للتأمين الصحي، والخطة الرامية إلى تنفيذ طب الأسرة في عشر مناطق تم اختيارها، وخارطة الطريق لتقوية نظام المعلومات الصحية الوطني، والسلطة التنظيمية للأدوية في باكستان.
كما التقى كذلك ممثلة رئيس الوزراء لاستئصال شلل الأطفال، عضو مجلس الشيوخ السيدة عائشة رضا فاروق، التي تشرف نيابةً عن دولة رئيس الوزراء محمد نواز شريف، على إدارة شبكةٍ من مراكز عمليات الطوارئ، وقد وجه المدير الإقليمي لها الشكر على التزامها الملحوظ ببرنامج استئصال شلل الأطفال.
وفي كلمته أمام اجتماع الفريق الاستشاري التقني، جدَّد الدكتور فكري التزام منظمة الصحة العالمية بمساندة حكومة باكستان قائلاً:" لن ندخر وسعاً في تقديم الدعم إلى باكستان في جهودها الحثيثة لتحقيق استئصال شلل الأطفال. ويزيدني تفاؤلاً أن أرى التقدُّم الذي أحرزَته باكستان، وإنني لَعَلَى ثقة أننا سنستأصِل شأفة شلل الأطفال نهائياً في القريب العاجل." كما أثنى المدير الإقليمي على الجهود المبذولة والمساهمة السخية من قبل الشركاء الدوليين.
وقد أثنى الفريق الاستشاري في ختام اجتماعاته، على حكومة باكستان لما أحرزَته من تقدُّم خلال الأشهر التسعة الماضية صَوْب استئصال شلل الأطفال، وحثَّ القائمين على البرنامج على الحفاظ على المستوى العالي من الأداء في شتّى أنحاء البلاد، مع التركيز بشكلٍ خاصٍ على خفض عدد الأطفال الذين يفوتهم التطعيم داخل البؤر الأساسية للفيروس وبين المجموعات السكانية المتنقّلة، وتعزيز التنسيق في الوقت نفسه مع أفغانستان التي تمثِّل مع باكستان كتلة وبائية واحدة.
ومن المعلوم أنه منذ 2014، استند التقدُّم المحرَز في باكستان إلى قاعدة راسخة من الالتزام السياسي والدعم الحكومي، وتقوية أداء برنامج الاستئصال، والقبول المجتمَعي الواسع النطاق. ونتيجة لذلك، انخفض عدد الأطفال الذين أصابهم الشلل بسبب فيروس شلل الأطفال البرِّي من 306 حالات في 2014 إلى 54 حالة في 2015 وصولاً إلى حالتين فقط حتى الآن في 2017.
وتلعب شبكة مراكز عمليات الطوارئ التي تُشرِف السيدة عائشة فاروق، دوراً كبيراً في جمع مسؤولي الحكومة والشركاء الدوليين في مبادرة استئصال شلل الأطفال، حيث اضطلعَت بدور أساسي في تحقيق التقدُّم خلال العامين الماضيَيْن. وبفضلها، يُوجِّه عمل برنامج استئصال شلل الأطفال في الوقت الحاضر بيانات عالية الجودة وتقديرات للمخاطر وعمليات رَصْد تتسم بالشمول ودقة التوقيت، ما يؤدِّي إلى الارتقاء بجودة حملات التطعيم بوجه عام.