عمَّان، الأردن، 13 أيلول/سبتمبر 2015 – يعقد المكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية في الأردن منتدى حول التسويق الضار للأغذية والمشروبات غير الصحية التي تستهدف الأطفال وذلك يومَي 13-14 أيلول/ سبتمبر 2015. وهذه الفعالية جزء من مبادرة منظمة الصحة العالمية لمحاربة السمنة وزيادة الوزن التي تؤثِّر على أكثر من 42 مليون طفل تحت سن الخامسة في جميع أنحاء العالم. ومن المرجَّح أن تستمر السمنة مع الأطفال البدناء خلال مرحلة البلوغ وتجعلهم أكثر عُرضة لمجموعة من المشاكل الصحية، بما في ذلك أمراض القلب والشرايين ومقاومة الأنسولين، واضطرابات العضلات والعظام وبعض أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان بطانة الرحم والثدي والقولون وكذلك الإعاقة.
يشير التسويق الضار إلى عدم وجود الرقابة القانونية والاجتماعية المطلوبة لحماية المجتمع من الأوبئة الصناعية التي تحركها الدوافع التجارية. وقد أظهرَت الأبحاث العلمية أن التسويق الذي يشجِّع على استهلاك الوجبات السريعة والمشروبات الغازية يسبِّب تصاعداً غير مسبوق في معدّلات البدانة بين الأطفال، وأن الوزن غير الصحي مساهِم رئيسي في انتشار الأمراض المزمنة.
ويُنذِر انتشار زيادة الوزن والسمنة بين كل من البالغين والأطفال في إقليم شرق المتوسط بالخطر. إذ تصل نسبة انتشار زيادة الوزن إلى 46.8%، أي أعلى من المتوسط العالمي البالغ 39%، وتصل نسبة انتشار السمنة إلى 19%، وهي نسبة أعلى من المتوسط العالمي البالغ 12.9%.
وخلال المنتدى الذى يستمر يومين، يناقش المشاركون من شبكات وسائل الإعلام الإقليمية والفنانين والمجموعات الشبابية ومن شبكات التواصل الاجتماعي، جنباً إلى جنب مع الخبراء في مجال الصحة، طرقاً مبتكرة للحد من تعرض الأطفال لأنشطة تسويق الأطعمة والمشروبات غير الصحية. كما يناقش المشاركون أفضل السُبُل لحماية الأطفال من المخاطر على الصحة التي تبثّها الدعاية التجارية.
وبمناسبة انعقاد المنتدى، قال الدكتور علاء الدين العلوان، المدير الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية: "دعوت لإطلاق هذه المبادرة لأنه كان واضحاً بالنسبة لي أنه إذا استمر تسويق المواد الغذائية غير الصحية للأطفال على هذا النحو الضار، فسوف يكون لها تأثير مدمِّر على صحة الأطفال والجيل القادم في هذا الإقليم". وأضاف الدكتور العلوان: "هناك حقيقة مثيرة للقلق هي أنه للمرّة الأولى في التاريخ، حسب التوجهات الحالية ودون اتخاذ إجراءات فعالة، ستكون سنوات العمر المتوقَّع لأجيالنا الشابة أقصر من سنوات العمر المتوقَّع لآبائهم".
في عام 2014، أعربَت وزارات الصحة في الدول الأعضاء في إقليم شرق المتوسط عن المخاوف بشأن عدم قدرتها على السيطرة على تسويق المنتجات غير الصحية - خاصة الوجبات السريعة والمشروبات الغازية - الموجَّه للجمهور العام وخصوصاً الأطفال. لقد أصبحَت الشركات التي تنتج وتسوِّق هذه المنتجات كبيرةً جداً وخارجةً عن السيطرة.
"نحن لا نتحدَّث عن حَظْر تسويق كل المنتجات الغذائية، ولكن عن هذا النوع من التسويق الذي يروِّج للأغذية غير الصحية التي تحتوي على كميات كبيرة من السكّر والدهون والملح، والذي يستهدف تحديداً الأطفال في الأماكن التي يعيشون فيها، وأماكن اللعب والدراسة وسيؤدِّي إلى جيل يعاني من أوبئة من الأمراض المزمنة أسوأ من تلك التي نراها بالفعل اليوم"، وأوضح الدكتور علوان: "لا يمكن أن يتحقق ذلك إلا من خلال التغيير الاجتماعي والاستنهاض المجتمعي الضخم بما في ذلك إشراك وسائل الإعلام والفنانين والمجموعات الشبابية المسؤولة. فالإعلام يلعب دوراً رئيساً في تثقيف الجمهور العام. والفنانون هم القدوة للشباب، ومجموعات الشباب لها إسهام كبير في التعليم".
وفي ختام المنتدى، من المتوقَّع أن يخرج المشاركون بمقترحات حول إجراءات واضحة وملموسة لما يمكن أن تضطلع به وسائل الإعلام للحدّ من تسويق الأغذية والمشروبات غير الصحية.