يتواصل إحراز التقدم في مكافحة التبغ، ولكن يلزم اتخاذ المزيد من الإجراءات لمساعدة الناس على الإقلاع عن تعاطي منتجاته القاتلة
القاهرة، مصر، 26 تموز/يوليو 2019 - تواصل حكومات عديدة إحراز تقدُّم في مكافحة التبغ. فاليوم، يعيش 5 مليار شخصٍ في بلدان استحدثت تدابير فعالة لمكافحة التبغ، مثل حظر التدخين ووضع تحذيرات صحية مصوّرة على الغلاف، أي بزيادة قدرها أربع مرات عن العِقد الماضي. ولكن يُشير أحدث تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية عن وباء التبغ العالمي إلى وجود قصور في العديد من البلدان في تنفيذ سياسات مكافحة التبغ التي من شأنها إنقاذ الأرواح، مثل مساعدة الناس على الإقلاع عن تعاطيه.
ويوضح تقرير عام 2019 أن أكثر من نصف بلدان إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط (14 بلداً من أصل 22 بلداً) يطبق بالفعل سياسات لمساعدة الناس على الإقلاع عن تعاطي التبغ. فهناك ثلاثة بلدان (الكويت، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة) تطبق سياسات لدعم الإقلاع عن تعاطي التبغ تطبيقاً كاملاً على أعلى المستويات؛ و17 بلداً يغطي تكاليف خدمات المساعدة على الإقلاع عن تعاطي التبغ كلياً أو جزئياً في بعض المرافق الصحية أو أغلبها؛ وبلدان آخران يقدمان خدمات المساعدة للإقلاع عن تعاطي التبغ ولكن دون تغطية التكاليف. ويتضح من ذلك ارتفاع مستوى الطلب العام على تلقي الدعم للإقلاع عن تعاطي منتجات التبغ.
ويحلل التقرير الصادر عن المنظمة الجهود الوطنية المبذولة لتنفيذ أكثر التدابير فعالية من اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ، والتي ثبُت تأثيرها في الحد من الطلب على التبغ. فهذه التدخلات – مثل تدابير السياسات الست "MPOWER" – قد أثبتت فعاليتها في إنقاذ الأرواح وتقليل التكاليف المتكبدة عن الإنفاق الذي يمكن تجنبه على الرعاية الصحية.
لابد من تعزيز خدمات الإقلاع عن تعاطي التبغ
ينصب تركيز تقرير منظمة الصحة العالمية السابع عن وباء التبغ العالمي على التقدم الذي أحرزته البلدان في مساعدة متعاطي التبغ على الإقلاع عنه. وتُظهر البيانات الواردة من إقليم شرق المتوسط حالة الجمود التي أصابت التقدم المُحرز في هذا الشأن، حيث اقتصر تقديم المساعدات للإقلاع عن تعاطي التبغ على مستوى أفضل الممارسات على 3 بلدان فقط في الإقليم. وبشكلٍ عام، حافظت 17 بلداً من أصل 22 بلداً من بلدان الإقليم على مستوى التنفيذ/الإنجاز لديها، بينما أظهر بلدان اثنان تحسناً ملحوظاً في تنفيذ السياسات المعنية بمساعدة الناس على الإقلاع عن تعاطي التبغ. ولكن شهدت 3 بلدان أخرى انخفاضاً في تقديم خدمات المساعدة على الإقلاع عن تعاطي التبغ.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور أحمد بن سالم المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط "نُقر ونُشيد بالإنجازات التي حققها الإقليم في مجال مكافحة وباء التبغ، ولكن انخفاض مستوى التقدم المُحرَز في بعض البلدان يبعث فعلياً على القلق". "وتمارس دوائر صناعة التبغ والجماعات التي تمثل واجهة لها ضغطاً على البلدان، مما يجعل من الصعوبة بمكان الحفاظ على الإنجازات السابقة التي حققتها تلك البلدان. كما توجد مشاكل أخرى تتعلق بغياب الوعي العام وعدم وجود حملات إعلامية".
وتقدم حزمة السياسات الست للحكومات أدوات عملية لتساعد الناس على الإقلاع عن تعاطي التبغ، ولوضع حدٍ للأشخاص الذين يموتون مبكراً بسبب الأمراض المرتبطة بتعاطي التبغ.
وتُعد خدمات المساعدة على الإقلاع عن تعاطي التبغ أقل تدابير السياسات الست تنفيذاً من حيث عدد البلدان التي تقدم تغطيةً كاملةً. وعلى الرغم من أن الإقليم يمضي قُدماً نحو تنفيذ التدابير المعنية بمكافحة التبغ بصورة أقوى، مثل حظر تعاطي التبغ في الأماكن العامة، إلا أنه من الضروري توفير بدائل لتعاطي التبغ للسكان من خلال خدمات المساعدة على الإقلاع عن تعاطي التبغ. ويأتي هذا ضمن التوصيات الرئيسية لاتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ للحد من الطلب على التبغ. ومن الضروري أن تبدأ بلدان الإقليم في العمل على دمج هذه الخدمات في الرعاية الصحية الأولية، لا سيّما أن 19 بلداً من أصل 22 بلداً من بلدان الإقليم أطرافٌ في الاتفاقية.
وقال الدكتور المنظري "تقديم المساعدة للناس على الإقلاع عن تعاطي التبغ قد ينقذهم من الموت مبكراً بسبب الأمراض المرتبطة بتعاطي التبغ". وأضاف "وبالتالي، بات ضرورياً أن تقدم الحكومات خدمات المساعدة على الإقلاع عن تعاطي التبغ لمساعدة الناس على الحفاظ على صحتهم والنجاح في الإقلاع عن تعاطي التبغ". وتتضمن خدمات المساعدة على الإقلاع عن تعاطي التبغ توفير خطوط ساخنة وطنية للمساعدة على الإقلاع عن تعاطي التبغ، ووصول خدمات برنامج التكنولوجيا المحمولة للإقلاع عن التبغ (mCessation) إلى عددٍ أكبر من الناس من خلال الهواتف الجوالة، وتولي القائمين على تقديم الرعاية الصحية الأولية إسداء المشورة في هذا الشأن، وتغطية نفقات العلاج ببدائل النيكوتين.
ويُقدَّر في الوقت الحالي عدد المدخنين على مستوى العالم بحوالي 1.1 مليار شخصٍ، يعيش نحو 80% منهم في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل. وقد تدل الاتجاهات في مجال تعاطي التبغ على إحراز تقدم في إقليم شرق المتوسط، إلا أن بيانات معدلات انتشار تعاطي التبغ في بعض البلدان مدعاة للقلق. ولقد انخفضت معدلات تعاطي التبغ في معظم البلدان، إلا أن معدلات النمو السكاني تعني ضمناً أن إجمالي عدد الأشخاص الذين يتعاطون التبغ لا يزال مرتفعاً. وتبعث معدلات انتشار تعاطي التبغ بين الشباب في الإقليم على القلق بصفة خاصة، لا سيّما بين الفتيات. ويُعتبر تدخين الشيشة أكثر صور تعاطي التبغ انتشاراً بين هذه الفئة.
ويرى الدكتور المنظري أنه "من الضروري أن تفكر جميع البلدان بجدية في تعزيز تنفيذ اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ والسياسات الست للحد من الطلب على التبغ. فلقد أثبتت نجاحها في الكثير من البلدان حول العالم، وسيكون من شأنها مساعدة بلدان الإقليم على بلوغ الغاية التي التزمت بتحقيقها، ألا وهي الحد من انتشار تعاطي التبغ بنسبة 30% بحلول عام 2025".
-----------
ملاحظة إلى المحررين:
ما المقصود بالسياسات الست "MPOWER"؟
أُطلقت حزمة السياسات الست في عام 2008 لتعزيز مساعي الحكومات بشأن الاستراتيجيات الست لمكافحة التبغ، بما يتواءم مع اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ. وتتكون السياسات الست مما يلي:
- رَصْد تعاطي التبغ وسياسات الوقاية منه
- حماية الناس من التعرُّض لدخان التبغ
- عرض المساعدة للإقلاع عن التبغ
- التحذير من أخطار التبغ
- إنفاذ حظر الإعلان عن التبغ والترويج والدعاية له
- زيادة الضرائب المفروضة على التبغ