5 تموز/ يوليو 2022، المنامة، البحرين - أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرًا يُوثِّق استجابة مملكة البحرين الاستراتيجية لجائحة كوفيد-19، ويعرض كيف تمكنت البحرين من التغلب على تحديات جسيمة من خلال التأهب والاستجابة المبكرة.
وصدر هذا التقرير خلال مؤتمر صحفي عقدته سعادة الدكتورة جليلة بنت السيد جواد حسن، وزيرة الصحة في البحرين، والدكتور أحمد بن سالم المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، وعدد من المسؤولين في القطاع الصحي. ويقدم التقرير نظرة تفصيلية على استجابة البحرين لكوفيد-19 والدروس المستفادة منها.
إن الأزمة الصحية غير المسبوقة التي نجمت عن الجائحة هددت صحة الأفراد والمجتمعات وعافيتهم في جميع أنحاء العالم، ولكن البلدان أمامها الآن فرصة لإعادة البناء على نحو أقوى، من خلال تبادل أفضل الممارسات والاستفادة منها لوضع نماذج جديدة للشراكة في مجال توثيق الطوارئ الصحية والاستجابة لها.
وقالت سعادة الدكتورة جليلة بنت السيد جواد حسن في كلمتها بالمؤتمر الصحفي: "إننا فخورون بأن نكون من أوائل البلدان التي يتم توثيق تجربتها مع كوفيد-19 من قبل منظمة الصحة العالمية في هذا التقرير. وكان للالتزام على أعلى مستوى سياسي دورٌ فعال في نجاح استجابة البحرين لجائحة كوفيد-19. فقد تمكنت البحرين، بقيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم ودعم ومساندة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، من قطع أشواط كبيرة لضمان أعلى مستوى ممكن من السلامة والحفاظ على صحة جميع المواطنين والمقيمين وعافيتهم، حتى قبل اكتشاف أول حالة إصابة بكوفيد-19 في البحرين".
فقبل ثلاثة أسابيع من الإبلاغ عن الحالة الأولى في البحرين، شُكِّل فرق عمل وطني طبي لمكافحة كوفيد-19 بالإضافة إلى غرفة عمليات مجهزة على مدار الساعة. وفي 19 شباط/ فبراير، أيْ قبل خمسة أيام من اكتشاف الحالة الأولى، أُطلِقت حملة وطنية متعددة اللغات لمكافحة كوفيد-19 مصحوبة ببيان إعلامي مُعدٍّ سلفًا لتحقيق المشاركة المجتمعية، وتعزيز الوعي على جميع مستويات المجتمع، وتقديم التوجيهات التقنية السليمة بشأن كيفية منع انتشار المرض. وحينما اكتُشفت الحالة الأولى في 24 شباط/ فبراير 2020، كانت فرقة العمل على استعداد للبدء في استجابة شاملة على مستوى الحكومة بأسرها. كما أن القيادة القوية والنهج الشامل المُتبع في تقديم الرعاية ساعدا على ضمان مستوى عالٍ من الدعم في جميع أنحاء البلد، حيث سجَّل أكثر من 50 ألف متطوع في منصة وطنية.
ونُفِّذت أنشطة الوقاية والتأهب والاستجابة على وجه السرعة في كافة القطاعات من خلال نهج الحكومة بأكملها والمجتمع بأسره، وذلك بدعم من مسؤولي منظمة الصحة العالمية الدوليين والمحليين.
وفي الوقت نفسه، نجحت البحرين في التعامل بنجاح مع العديد من التحديات خلال الاستجابة للجائحة، منها إعادة توزيع مهام القوى العاملة، وتوفير معدات الحماية الكافية، والتواصل مع الفئات السكانية الأكثر عرضة للخطر.
وأشاد الدكتور أحمد المنظري بالتعاون الرفيع المستوى بين السلطات الصحية في البحرين والمنظمة في الاستجابة للجائحة. وقال: "إن استجابة البحرين للجائحة، في ظل القيادة الحكيمة لجلالة الملك المعظم وسمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء في البحرين، ومن خلال التنسيق الوثيق بين وزارة الصحة وجميع الوزارات المعنية والمجلس الأعلى للصحة ومنظمة الصحة العالمية، قد أثبتت أنها استجابة ناجحة وشاملة وفي توقيت مناسب جدًّا. ويسرنا أن نكون جزءًا من هذا المسعى من خلال وجود المكتب القُطري للمنظمة الذي يهدف إلى توسيع شراكة المنظمة الطويلة الأمد مع حكومة مملكة البحرين لتحقيق الأهداف الصحية الوطنية والعالمية وتجسيد رؤية منظمة الصحة العالمية الإقليمية الصحة للجميع وبالجميع على أرض الواقع ".
وفي رسالة مُصوَّرة إلى المؤتمر الصحفي، توجَّه الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، بالشكر إلى حكومة البحرين على مشاركتها تجاربها، وأعرب عن أمله في أن تكون الدروس المستفادة من تجربة البحرين مفيدةً للبلدان الأخرى في إقليم شرق المتوسط.
وشدَّد الدكتور تيدروس على أن نجاح البحرين في احتواء انتشار المرض ناتجٌ عن الاختبار المبكر، والتغطية الكبيرة بالتطعيم، واستمرار تقديم الخدمات الصحية الأساسية بفضل القوى العاملة المُدرَّبة جيدًا.
وقد أدى وجود مكتب قُطري للمنظمة على الأرض إلى تيسير إيفاد بعثة من موظفي المنظمة بمستوياتها الثلاثة؛ أي من المكتب القُطري، والمكتب الإقليمي، والمقر الرئيسي للمنظمة، وقد أعدت هذه البعثة بالتعاون مع الفريق البحريني تقريرًا مفصلًا عن الاستراتيجية التنفيذية للبحرين في احتواء انتشار المرض.
وأكدت الدكتورة تسنيم عطاطرة، ممثلة منظمة الصحة العالمية في البحرين، مرة أخرى على أهمية توثيق تجارب البحرين في مواجهة كوفيد-19. وقالت: "تسعى منظمة الصحة العالمية من خلال هذا التقرير إلى زيادة التواصل وتبادل الدروس المستفادة بين العاملين في مجال الطوارئ الصحية في إقليم المنظمة لشرق المتوسط وخارجه. ويأتي هذا التقرير في إطار مساهمة البحرين في تبادل أفضل الممارسات العالمية لتعزيز التأهب لحالات الطوارئ الصحية والاستجابة لها عبر الحدود".