8 أيار/مايو 2019، القاهرة، مصر: تدين منظمة الصحة العالمية بشدة الهجمات المستمرة على المرافق الصحية في شمال غرب سوريا. فمنذ 28 نيسان/أبريل،أي في 9 أيام فقط، تعرَّض 12 مرفقاً صحياً للقصف.
وفي 5 أيار/مايو تعرَّضت ثلاثة مرافق للقصف في يوم واحد فقط، منها مستشفيَان رئيسيَان يوفران الرعاية الصحية الثانوية في المنطقة. وكان أحد هذه المرافق، وهو عبارة عن وحدة جراحية، من بين المرافق التي تدعمها المنظمة. وقد لقي ثلاثة من العاملين في مجال الرعاية الصحية مصرعهم جرّاء هذه الهجمات. ولم يَعُد هناك الآن أي مستشفيات تمارس عملها في شمال حماة، وأصبح توفير الرعاية الطارئة قاصراً على 3 وحدات جراحية تدعمها المنظمة. كما تضرر ما يقرب من 300 ألف مدني من تلك الهجمات.
وتعقيباً على ذلك، قال الدكتور أحمد بن سالم المنظري المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط: «إن هذه الهجمات التي تستهدف المرافق الصحية والبنية الأساسية المدنية هي تطور خطير وغير مقبول على الإطلاق»، «كما أن القانون الإنساني الدولي يحمي المدنيين، حتى في ظل النزاعات الأكثر عنفًا.
ووفقًا لاتفاقية جنيف، يجب حماية المرافق الصحية والمدنيين - لاسيّما هؤلاء الأكثر عرضة للخطر. ومع ذلك، تتجاهل أطراف النزاع في شمال حماة وإدلب تلك القواعد بشكل صارخ؛ والمتضرر من ذلك هم النساء، والأطفال، وكبار السن، والفئات الأخرى الأكثر عرضة للخطر».
وتجدر الإشارة إلى أن المرافق الصحية التي تعرَّضت للهجمات في شمال حماة وجنوب إدلب قدّمت ما مجموعه 30000 استشارة واستقبلت 860 حالة وأجرت 700 عملية جراحية في الشهر للسكان الأشد عرضة للخطر.
وأردف الدكتور المنظري قائلاً: «نشعر ببالغ القلق بشأن الأشخاص الذين اضطروا إلى الفرار من منازلهم وأصبحوا الآن محرومين من الخدمات الصحية الأساسية. لقد نزح أكثر من 150 ألف شخص من شمال حماة وجنوب إدلب في الفترة ما بين 29 نيسان/أبريل و4 أيار/مايو، مما ضاعف العدد الإجمالي للأشخاص النازحين في المنطقة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. وأولويتنا الرئيسية هي إنقاذ حياة هؤلاء الأشخاص ويتطلب ذلك المزيد من الجهود لتعزيز الخدمات الصحية المتاحة. وما يثير قلقنا على وجه الخصوص هو الخطر المتزايد لفاشيات الأمراض المُعدية بسبب الاكتظاظ في مستوطنات مؤقتة».
وتواصل منظمة الصحة العالمية - بالتعاون مع شركاء الصحة - ضمان توفير الرعاية الصحية الأولية والثانوية الرئيسية وقد قدّمت إمدادات صحية طارئة لما يقرب من 200 92 دورة علاجية في مجالات منها الرعاية الجراحية، ورعاية الإصابات الشديدة، والرعاية الصحية الثانوية، والرعاية الصحية الأولية.
ومع اشتداد النزاع في شمال غرب سوريا، تُذكّر المنظمة جميع أطراف النزاع بأن الهجمات على المرافق الصحية تشكّل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي. ومن غير المقبول على الإطلاق أن تتعرَّض المرافق الصحية للهجوم أو الضرر، ويجب السماح للعاملين الصحيين بتوفير العلاج والخدمات الطبية لجميع من يحتاجون إليها أينما كانوا.