23 آذار/ مارس 2021 - أدى تصاعد العنف في حلب، شمال غرب سوريا، إلى إزهاق الأرواح البريئة وتدمير المنازل وأحد المرافق الصحية المهمة.
ففي 21 آذار/ مارس 2021 حوالي الساعة 9:00 صباحًا، أُصيب مستشفى الأتارب في مدينة الأتارب بحلب بقصف مدفعي، وهو ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 17 آخرين، من بينهم مرضى وطاقم طبي. ولحقت بالمستشفى أيضًا أضرار هيكلية، أدت إلى إجلاء جميع المرضى والموظفين، وتعليق جميع الخدمات الصحية.
وقد اعتاد المستشفى، الواقع في منطقة جبل سمعان بمحافظة حلب، على تقديم ما متوسطه 5700 مشاورة علاجية في العيادات الخارجية، وعلاج 375 حالة في المستشفى، وإجراء 160 عملية جراحية كبرى شهريًّا لسكَّان المناطق الشمالية الغربية.
وقال الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: "إن آلاف الأشخاص الذين يعتمدون على هذا المستشفى للحصول على الرعاية الصحية الأساسية والمنقذة للحياة أصبحوا محرومين الآن من هذا الحق الأساسي من حقوق الإنسان. ونحن نتوجه بصلواتنا وقلوبنا إلى أسر الضحايا.
وفي اليوم نفسه، أُصيب في حوالي الساعة 16.30 حي الصالحين وحي الفردوس السكنيان في شرق حلب بثلاثة صواريخ، أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة 17 آخرين.
ونُقِل 12 مدنيًّا إلى مستشفى الرازي العام، بينهم 4 أطفال و5 نساء. ومن بين المصابين صبي عمره 5 سنوات، وتعاني أمه من إصابات معوية نافذة تتطلب جراحة عاجلة، وعانت فتاة عمرها 11 عامًا وأمها من كسور في العظام.
وقال المنظري: "لقد دُمرت حياة الناس في شمال غرب سوريا على مدى عشر سنوات، ووقعوا في أزمة تحتاج إلى حل سياسي. ويجب السماح لهم بالوصول الآمن ودون عوائق إلى الرعاية الصحية، لا سيما في وقت هم في أمسِّ الحاجة إليها. ويجب السماح للمرافق الصحية بالعمل دون مخاطر، ويجب حماية المدنيين والعاملين في الرعاية الصحية والمرضى".
ولا تزال الأعمال العدائية في شمال غرب سوريا تلحق خسائر فادحة في أرواح المدنيين وسُبل عيشهم، وقد تحمَّلوا بالفعل عقدًا من العنف والتشريد المتعدد والانكماش الاقتصادي الهائل. ولم تؤدِّ جائحة كوفيد-19 إلا إلى تفاقم الوضع، وإضافة مستويات جديدة من المشقة والتعقيد على ما كان موجودًا.
إن الشعب السوري يستحق السلام. ويجب وقف الهجمات على مرافق الرعاية الصحية والمدنيين.
لمزيد من المعلومات:
ايناس همام
مسؤولة الإعلام والتواصل بمكتب منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط