11 تموز/ يوليو 2017— مع ارتفاع أعداد المصابين بالإسهال المائي الحاد والكوليرا في بعض بلدان إقليم شرق المتوسط، تعمل منظمة الصحة العالمية في الإقليم على إنقاذ الأرواح في المناطق التي تنشط فيها فاشيات الأمراض والحد من خطر انتقالها إلى المناطق غير المتضررة وإلى البلدان المجاورة، وذلك بالتعاون مع شركائها في مجال الصحة، ومن بينهم اليونيسف.
وقال الدكتور محمود فكري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط : "إن الوضع بات حرجاً، فأعداد المصابين بالإسهال المائي الحاد والكوليرا في بلدان إقليم شرق المتوسط في عام 2017 فقط يفوق أعداد الذين أصيبوا بالكوليرا في العالم بأسره في عام 2016، فالأمراض المعدية لا تعترف بالحدود بين الدول، ويمكنها أن تنتشر بسرعة ما لم يتم احتواؤها بفعالية. ومع تزايد عدد الحالات يوماً بعد يوم، فقد أصبح لزاماً علينا أن نبذل كافة الجهود لتأمين الحماية للسكان في البلدان التي يتوطن بها وباء الكوليرا وفي البلدان المجاورة لها.
ولا يخفى الدور الذي تلعبه حركة السكان في تفاقم خطر انتقال الأمراض المحتمل تحولها إلى أوبئة لمناطق غير متضررة بالعدوى. ففي الصومال، انتقلت فاشية الكوليرا إلى الإقليم الشمالي الذي ظل خالياً من الكوليرا طيلة الأعوام العشرة الماضية. وفي السودان، ظهرت حالات من الإسهال المائي الحاد لأول مرة في المخيمات التي تستضيف النازحين السودانيين في دارفور. ومن المتوقع أن يتزايد عدد المصابين بالمرض خلال موسم الحالي الذي ترتفع فيه وتيرة انتقال الأمراض المنقولة بالمياه من جراء تدهور الظروف الإنسانية ونقص إمدادات المياه النظيفة وخدمات الإصحاح.
والجدير بالذكر أن الإسهال المائي الحاد والكوليرا يمكن علاجهما بسهولة ويسر، إلا أنهما قد يشكلان تهديداً للأرواح ما لم تتوفر للمصابين الرعاية الفورية. وتقوم السلطات الصحية في البلدان المتضررة بالعدوى، بدعم من منظمة الصحة العالمية وشركاؤها، بالاستجابة للفاشيات الحالية من خلال ترصد المرض لاكتشاف الحالات في مرحلة مبكرة، وتحسين التدابير العلاجية للمصابين ومكافحة العدوى وذلك من خلال إنشاء مراكز علاجية وتحسين المياه ومراقبة جودتها، وتوفير الأدوية واللوازم الطبية وتقديم اللقاح الفموي المضاد للكوليرا وتشجيع ممارسات النظافة الشخصية في المجتمعات المحلية.
وقد استضافت منظمة الصحة العالمية واليونيسف اجتماعاً دون إقليمي يومي 8-9 تموز/ يوليو 2017 في بيروت بهدف توسيع نطاق الاستعداد والاستجابة للإسهال المائي الحاد والكوليرا، في الإقليم. وحضر الاجتماع مسؤولون صحيون من البلدان المتضررة بالعدوى ودول الجوار فضلاً عن الشركاء الرئيسيين المنخرطين في الاستجابة الصحية.
ووضعت خلال الاجتماع خارطة طريق إقليمية ركزت على المجالات الآتية: (أ) تقوية التنسيق على المستوى دون الوطني؛ (ب) تعزيز عمل فرق التدخل السريع المتعددة القطاعات في المناطق المتضررة بالعدوى؛ (ج) مراعاة اللامركزية في إجراء الفحوص المختبرية والتوسع فيها؛ (د) تعزيز المبادئ التوجيهية لعلاج الحالات والوقاية من العدوى ومكافحتها؛ (ه) الارتقاء بالأنشطة المتعلقة بالمياه والإصحاح على مستوى الأسرة المعيشية؛ (و) تقوية التبليغ عن المخاطر على مستوى المجتمع المحلي.
وتماشياً مع متطلبات اللوائح الصحية الدولية (2005)، سوف تتعاون منظمة الصحة العالمية تعاوناً وثيقاً مع البلدان المجاورة للمناطق المتضررة بالعدوى من أجل دعم أنشطة ترصد الأمراض، وتعزيز القدرات المختبرية وأنشطة الاستعداد والتأهب بما في ذلك نقاط الدخول، لضمان سرعة الكشف عن الحالات المحتمل إصابتها والتأكد من إحالة جميع حالات الإصابة بالإسهال المائي الحاد والكوليرا إلى المرافق الصحية الملائمة.