القاهرة، الكويت، 14 كانون الأول/ديسمبر 2021- بوازع من شعور متجدد، أذكته جائحة كوفيد-19، بالحاجة الملحة إلى اتباع نُهج مبتكرة لتحسين الصحة العامة، نظَّم المكتب القُطري لمنظمة الصحة العالمية، بالتنسيق مع وزارة الصحة الكويتية، دورة تدريبية بعنوان القيادة الصحية من أجل التغيير الإيجابي، في المدة من 6 إلى 9 كانون الأول/ديسمبر 2021، استهدفت كبار المسؤولين والموظفين في المستوى المتوسط بوزارات الصحة في الدول الأعضاء بمجلس التعاون الخليجي.
وفي حين تواصلت الجلسات عبر الإنترنت بعد انتهاء الدورة التي استمرت أربعة أيام، استضاف معهد الكويت للاختصاصات الطبية (كيمز)، في مقره بحي الأندلس، الجزء التدريبي الذي استلزم حضور المتدربين. وتفاعل أعضاء هيئة التدريس من كل أنحاء المجتمع الدولي مع المشاركين من خلال المحاضرات والمناقشات وحلقات العمل التفاعلية، التي اشتركت في تصميمها وتقديمها جامعة جونز هوبكنز، وكلية موظفي منظومة الأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية. وتضمَّن البرنامج أيضًا تمارين على الإنترنت وتدريبًا داخل الفصل لتبادل المعارف وصقل المهارات، اشتملت على الخبرات وأفضل الممارسات المشتركة بين الثقافات.
وتجدر الإشارة إلى أن الكفاءات القيادية نادرًا ما تكون جزءًا من البرامج التدريبية في مجال الصحة العامة أو غيرها من البرامج التدريبية الطبية المتخصصة، وهو ما يبرز أهمية الدورة التدريبية، فضلًا عن الحاجة إلى توفير فرص التطوير المهني المستمر لسد هذه الثغرة.
وتضمنت أهداف الدورة النهوض بجيل جديد من قادة الصحة العامة يتمتعون بمهارات تقنية وإدارية ووظيفية متعددة، وجرى أيضًا تشجيع شباب المهنيين في مجال الصحة العامة في دول مجلس التعاون الخليجي ممن لديهم إمكانات قيادية على المشاركة في الدورة.
ومن بين الإنجازات المأمولة للدورة إذكاء المعرفة بمختلف مجالات القيادة في مجال الصحة العامة، وتعزيز مهارات التواصل من خلال الاطلاع على الأمثلة والأدوات، وتحسين القدرة على تكوين الشبكات مع الأقران والمدربين في جميع التخصصات، والدعوة لسياسات الصحة العامة، وإثراء ممارسات القيادة من خلال الدروس المستفادة من أزمة كوفيد-19 العالمية.
وأكَّدت الجلسات أيضًا الكفاءات القيادية اللازمة لإحداث تغيير حاسم من أجل التصدي للأزمة التي تواجه الصحة العامة بسبب الأمراض غير السارية، التي تحصد أرواح أكثر من 1.7 مليون شخص سنويًّا في إقليم شرق المتوسط وحده، وتُكبِّد الاقتصادات خسائر بالمليارات. وخلال اليوم الأول من البرنامج، سلط الدكتور عبد الناصر أبو بكر، مدير وحدة الوقاية من أخطار العدوى والتأهب لها، بالمكتب الإقليمي لشرق المتوسط، الضوء على إنجازات القيادة والتحديات التي واجهتها أثناء الجائحة. واتفق المتحدثون في اليوم الثاني على أن النجاحات والإخفاقات في إدارة الجائحة قد أدت إلى تحقيق مكاسب عظيمة، وإيجاد حوافز كبيرة من أجل الاستفادة من البيِّنات في صنع القرار. وانتهى اليوم باستكشاف المشاركين مبادئ التفكير المنظومي، من خلال تدريب محاكاة لليلة عصيبة وحافلة بالأحداث في قسم الطوارئ بالمستشفى، وذلك بأداء لعبة «ليلة الجمعة في قسم الطوارئ».
وكانت الأمراض غير السارية محور اليوم الثالث، الذي نوقشت فيه دراسات لحالات من جميع أنحاء العالم والإقليم، وتعرَّف المشاركون على مبادئ التواصل الفعَّال.
واستكشف الدكتور بيتر سينغر، المستشار الخاص للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية، والدكتور عوض مطرية، مدير إدارة النُّظُم الصحية بالمكتب الإقليمي لشرق المتوسط، الابتكارات في مجال التمويل الصحي، وذلك في اليوم الرابع من الدورة، التي انتهت بنقاش بشأن الفرق بين المديرين والقادة.
وبالإضافة إلى ذلك، عقدت كبيرة المتخصصين في الشؤون العالمية بمنظمة الصحة العالمية الدكتورة سمية سواميناثان جلسة دارت حول "دور المنظمة في البحوث الصحية العالمية"، وسلطت الضوء على التسلسل الهرمي للبيِّنات، وأهمية إضفاء الطابع المؤسسي عليها في عملية وضع السياسات. وقد استكشف البرنامج النشط عددًا كبيرًا من الموضوعات الأخرى، مثل: "أساليب القيادة واتجاهاتها"، و"نظم التفكير في الممارسة"، و"التواصل والتعاون الاستراتيجيين"، و"الدبلوماسية الصحية"، و"الابتكارات في الصحة العامة"، واختتم البرنامج بجلسة عن "دور منظمة الصحة العالمية في القيادة الصحية" للدكتورة رنا الحجة، مديرة إدارة البرامج، في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط.