تُواصِلُ منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لبحوث السرطان العمل معًا من أجل تحسين نُظُم ترصُّد السرطان في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط. والهدف من ذلك هو تحسين نُظُم التبليغ والترصد وجودة البيانات المتعلقة بالسرطان، مما يُسهم في نهاية المطاف في مكافحة السرطان. وتدعم هذه الجهود ملايين الأشخاص في الإقليم المُعرَّضين لخطر الإصابة بالسرطان أو المتعايشين معه.
وقد احتفلت الوكالة الدولية لبحوث السرطان والمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط للتوّ بمرور 10 سنوات من التعاون لدعم ترصد السرطان في الإقليم. وفي إطار رؤيتهما للعقد المقبل، هناك مزيدٌ من التحسينات في كلٍ من بيانات السرطان ومكافحته في جميع بلدان الإقليم وأراضيه.
وقد سُلِّطَ الضوء على المرحلة الرئيسية التي استغرقت 10 سنوات في حلقة عمل حول استخدام بيانات السرطان للاسترشاد بها في التخطيط لمكافحته، وقد اشتركت الوكالة الدولية لبحوث السرطان والمكتب الإقليمي في استضافة تلك الحلقة التي عُقدت في مقر المكتب الإقليمي في القاهرة، مصر. وضمَّ المشاركون خبراء من سجلات حالات الإصابة بالسرطان، وجهات التنسيق المعنية ببرامج الأمراض غير السارية في وزارات الصحة في جميع أنحاء الإقليم.
وركَّزت حلقة العمل هذه على تفاصيل برنامج العمل المقرَّر بشأن أسباب السرطان في الإقليم. ويُمثّل ذلك أحد المجالات ذات الأولوية المنصوص عليها في خطة العمل المشتركة الخامسة للمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لبحوث السرطان لعام 2023، وذلك من حيث ترصُّد السرطان وعوامل الخطر. ويَنصَبُّ تركيز خطة العمل المشتركة على التطوير المشترك والتدريب وتبادل المعارف لدعم التقييم الوطني للأسباب الرئيسية للسرطان في جميع أنحاء الإقليم. كما تهدف هذه الخطة إلى توسيع نطاق نُظُم عالية الجودة لترصد السرطان واستدامة تلك النُظُم، فضلًا عن بناء القدرات في مجال استخدام المؤشرات وتبادلها لدعم الدعوة إلى الوقاية من السرطان.
وافتتح حلقة العمل هذه الدكتور أزموس همريتش، مدير التغطية الصحية الشاملة/ الأمراض غير السارية والصحة النفسية بالمكتب الإقليمي، والدكتور فريدي براي، رئيس فرع ترصُّد السرطان بالوكالة الدولية لبحوث السرطان. وشارك الدكتور همريتش والدكتور براي في وضع خطة العمل الأولى المشتركة بين الوكالة الدولية لبحوث السرطان والمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية.
ومنذ عام 2013، ضمنت الشراكة بين الوكالة الدولية لبحوث السرطان والمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية إحراز تقدُّم في تطوير نُظُم مستدامة وعالية الجودة لترصُّد السرطان في جميع أنحاء الإقليم.
ومن خلال المبادرة العالمية لإعداد سجلات حالات الإصابة بالسرطان، قَدَّمت الوكالة الدولية لبحوث السرطان والمكتب الإقليمي الدعم التقني إلى 20 بلدًا في إقليم شرق المتوسط، بما في ذلك زيارات ميدانية، بالإضافة إلى توصيات مصممة خصيصًا لاثنا عشر بلدًا. وقد جرى تدريب أكثر من 100 مهني في مجال تسجيل حالات الإصابة بالسرطان، منهم 3 مدربين إقليميين في شبكة المبادرة العالمية لإعداد سجلات حالات الإصابة بالسرطان في العقد الماضي. وقد تحقق ذلك من خلال سلسلة من 5 حلقات عمل تناولت موضوعات أساسية ومتطورة بشأن تسجيل حالات الإصابة بالسرطان.
كما تلقت فِرَق تسجيل حالات الإصابة بالسرطان من 5 بلدان في إقليم شرق المتوسط تدريبًا ميدانيًا على إجراءات تسجيل حالات الإصابة بالسرطان في سجل إزمير للسرطان في تركيا. ونُظِّم ذلك بالتعاون مع المركز الإقليمي لتسجيل حالات الإصابة بالسرطان التابع الوكالة الدولية لبحوث السرطان في شمال أفريقيا ووسط وغرب آسيا والمكاتب القُطرية المعنية التابعة لمنظمة الصحة العالمية.