إربيل، 15 شباط/فبراير 2017 - بعد مرور أكثر من عامين من انقطاع أنشطة التمنيع الروتينية في الموصل والمناطق المحيطة بها، قامت منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع وزارة الصحة ومنظمة اليونيسيف بتدريب 30 من العاملين الصحيين في مجال التمنيع باللقاحات، وهم من المناطق التي تمت استعادتها مؤخراً في شرق الموصل وصلاح الدين، من أجل تقديم المساعدة في تنشيط خدمات التمنيع الروتيني باللقاحات.
وقد قدمت الحكومة اليابانية التمويل لتدريب استمر لمدة 3 أيام واستهدف المستوى الأساسي من العاملين الصحيين، كما سيستفاد من ذلك التمويل في تحسين الخدمات الصحية للسكان المعرضين للمخاطر البالغة.
وتمسّ حاجة ما يزيد على 450.000 طفل تتراوح أعمارهم بين 0-5 سنوات إلى الخدمات العاجلة للتطعيم باللقاحات في الموصل والمناطق المحيطة بها. وتعمل منظمة الصحة العالمية بتعاون وثيق مع منظمة اليونيسيف ووزارة الصحة على التنشيط الفوري لخدمات التمنيع، باعتبارها من الإجراءات ذات الأهمية البالغة لمنع انتشار فاشيات الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات في مخيمات النازحين والمجتمعات المضيفة لها في محافظَتَيْ نينوى وصلاح الدين.
ولعل التحدي الأكبر الذي تواجهه منظمة الصحة العالمية والشركاء الآخرون في دعم الجهود التي تقدمها وزارة الصحة الاتحادية ومديريات الصحة لتوفير الخدمات الصحية المنقذة للحياة في جميع أنحاء محافظة نينوى هو انعدام الأمن. وعلى الرغم من هذا التحدي، فإن منظمة الصحة العالمية وشركاءها لا يزالون ملتزمين بضمان حصول جميع الفئات المعرَّضة للمخاطر الصحية في العراق على الخدمات الصحية المتكاملة الأساسية بما في ذلك التطعيم باللقاحات. فاللقاحات من التدخلات الناجحة والعالية المردود في الصحة العمومية في اتقاء الإصابة بالأمراض والموت بسببها. كما أن خدمات التمنيع الروتينية يمكن أيضاً أن تكون المنصة التي تنطلق منها مجموعة من التدخلات الصحية الأخرى العالية المردود، مثل مكملات المغذيات الدقيقة والفحوصات الطبية الروتينية.
ومع تدني معدلات التغطية بالتطعيم باللقاحات إلى 84%، ومع العوز في التغذية، يتعرض الأطفال النازحون إلى مخاطر أكثر من غيرهم لارتفاع معدلات الوفيات والمرض بأمراض يمكن الوقاية منها بالتمنيع باللقاحات مثل شلل الأطفال والحصبة على وجه الخصوص، ويضاف إليهما السعال الديكي "الشاهوق" والأنفلونزا والنكاف والخناق "الديفتريا". كما يوفر جدول التطعيمات الأساسية في العراق أيضاً الحماية للأطفال من الإصابة بالكُزاز "تيتانوس"، والسل، والتهاب السحايا، والإسهال، والحصبة الألمانية. وإلى جانب العاملين الصحيين الذين تم تدريبهم، فإن من المتوقع تدريب 90 عاملاً من العاملين الصحيين الآخرين الذين يعملون في التطعيم باللقاحات في نينوى، و139 منهم في صلاح الدين، بحيث تتم تغطية المزيد من المناطق، والوصول إلى المزيد من الأطفال.
وتهدف منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف إلى تقديم الدعم إلى وزارة الصحة في سعيها إلى الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال في الموصل رغم التحديات في إمكانية الوصول إليها في بعض أجزاء المدينة وفي المناطق المحيطة بها. ولا تزال القيادات في وزارة الصحة ملتزمة ببرنامج التطعيم باللقاحات، وبشراء اللقاحات للأطفال في العراق على الرغم من الأزمة المالية. وتمسّ الحاجة إلى تحسين الممارسات المتَّبَعة في إدارة التطعيم باللقاحات على المستوى دون الوطني من أجل تحقيق معدلات عالية وموحدة في المناطق والأقضية والنواحي.