القدس، 2 آب/ أغسطس 2014 قالت الأمم المتحدة اليوم إن كارثة صحية واسعة النطاق تتشكل على نحو سريع في قطاع غزة كنتيجة مباشرة لاستمرار الصراع الدائر هناك. وأعرب السيد/ جيمس راولي، المنسق الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والسيد/ روبرت تيرنر، مدير عمليات وكالة الأونروا في قطاع غزة، والدكتور أمبروجيو ماننتي، القائم بأعمال رئيس مكتب عمليات منظمة الصحة العالمية في الضفة الغربية وقطاع غزة، عن بالغ القلق حيال نقص الحماية للعاملين الصحيين والمنشآت الصحية، وتدهور فرص الوصول لخدمات الطوارئ الصحية أمام 1.8 مليون فلسطيني في قطاع غزة.
وحذر السيد/ راولي قائلاً "إننا ننظر الآن إلى كارثة صحية وإنسانية"، وأضاف "لابد أن يتوقف القتال فوراً".
وبعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على الصراع العنيف، فإن الخدمات والمنشآت الصحية في غزة على وشك الانهيار. وتعرَّض ثلث المستشفيات، و14 عيادة للرعاية الصحية الأولية و29 سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني ووزارة الصحة للضرر خلال القتال. ولقي خمسة عاملين صحيين على الأقل مصرعهم أثناء قيامهم بواجبهم وأصيب العشرات منهم. ويعجز 40% على الأقل من العاملين الصحيين عن الوصول إلى أماكن عملهم بالعيادات والمستشفيات جراء انتشار العنف على نطاق واسع. وأُغلِق على الأقل نصف عيادات الرعاية الصحية الأولية العمومية.
إضافة لذلك، تلقى العاملون الصحيون في كل من مستشفى النجار برفح ومستشفى الشفاء في مدينة غزة مكالمات من مجهولين تحذرهم من هجمات وشيكة، وهو ما سبب فزعاً كبيراً واضطراباً بين المرضى والعاملين الصحيين. وتم إجلاء مستشفى النجار، ولا تزال المستشفى مغلقة بسبب القتال الدائر على مقربة منها.
أما المستشفيات والعيادات التي لاتزال تعمل فتعج بالمصابين؛ فقد أصيب منذ 7 تموز/ يوليو أكثر من 8000 شخص، كثيرون منهم إصاباتهم خطيرة. ونفدت تقريباً المستلزمات الطبية الحيوية من الأدوية والأصناف التي تستعمل مرة واحدة، وأدى تضرر إمدادات الطاقة أو تدميرها إلى لجوء المستشفيات إلى مولدات الطاقة الاحتياطية التي لا يمكن الاعتماد عليها. وتتكدس أعداد كبيرة من المصابين والباحثين عن الأمان داخل مستشفى الشفاء وفي محيطه، ومن المعروف أن مستشفى الشفاء هي مستشفى الإحالة الرئيسي في قطاع غزة. وقال الدكتور ماننتي "لقد تأثرت بشدة القدرة على توفير الرعاية الصحية الضرورية. ويعرض هذا الوضع مئات الآلاف من الفلسطينيين لخطر لا مبرر له".
وهنالك 460 ألف نازح مكتظين يعيشون في المدارس، أو مع أقربائهم أو في أماكن إيواء مؤقتة. ويفرض هذا الوضع، الذي يترافق مع نقص في المياه والإصحاح، مخاطر جسيمة بتفشي الأمراض المنقولة بالمياه والأمراض السارية. وقال السيد/ تيرنر "يعيش مئات الآلاف في ظل ظروف رهيبة، ما يدفع بقدرة الأونروا على المواجهة إلى أقصى مستوياتها".
وأكد السيد/ راولي على أن "القانون الدولي يفرض التزامات واضحة على أطراف الصراع لحماية وضعية المستشفيات والمنشآت الصحية باعتبارها كيانات محمية، واحترام وضعية العامليين الصحيين وضمان حمايتهم، وحماية المدنيين، واحترام الحق في الصحة كحق أصيل من حقوق الإنسان." كذلك وجه المسؤولون الثلاثة التحية للعاملين الصحيين في غزة لعملهم بلا كلل في ظل ظروف خطيرة وصعبة لمواصلة تقديم الرعاية الصحية التي تمس الحاجة إليها.
________
لمزيد من المعلومات:
أوتشا: حياة أبو صالح، هاتف: + 972 (0) 54 33 11 816
أونروا: كريس جانيس، هاتف: +972 (0) 54 240 2659
منظمة الصحة العالمية: أمبرجيو ماننتي، هاتف: +20-100-3333-402
محمود ضاهر، هاتف: +970 (0) 59 8944650 ,