بدأ بالأمس، 6 أيار/مايو 2019، أسبوع الأمم المتحدة العالمي الخامس للسلامة على الطرق، وموضوعه «القيادة من أجل السلامة على الطرق». وقد طلبت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيسان/أبريل 2018 إطلاق هذه الحملة العالمية الكبرى في قرارها A/72/271 الصادر بشأن تحسين السلامة على الطرق في العالم.
وما فتئت السلامة على الطرق تمثل مسألة بالغة الأهمية في مجالَيْ الصحة العامة والتنمية للعالم ولإقليم شرق المتوسط. ويُظْهر التقرير العالمي عن حالة السلامة على الطرق 2018 أن التصادمات المرورية على الطرق تحصد أرواح ما يقرب من 1.35 مليون شخص في شتى أرجاء العالم سنويًا. كما يتعرض 20 إلى 50 مليون شخص آخر للإصابات سنويًا من جرّاء تلك التصادمات، ويُصاب العديد منهم بإعاقات دائمة.
ولا يتأتَّى تحسين السلامة على الطرق دون قيادة سليمة. كما أنه لا غنى عن القيادة من أجل تحقيق غايات السلامة على الطرق، بما في ذلك الغاية 6.3 من أهداف التنمية المستدامة الرامية إلى خفض عدد الوفيات والإصابات الناجمة عن حوادث المرور إلى النصف، والغاية 2.11 من أهداف التنمية المستدامة التي تستهدف توفير إمكانية وصول الجميع إلى نُظُم نقل مأمونة وميسورة التكلفة ويسهل الوصول إليها ومستدامة.
وتُعدُّ القيادة على جميع المستويات عنصراً أساسياً لإحداث التغيير، وزيادة الوعي، وتحفيز الطلب في صفوف الجهات صاحبة المصلحة جميعها. وهذا يعني البرلمانيين الذين يُحسِّنون القوانين؛ ورؤساء البلديات الذين يجعلون مدنهم آمنة للمشي وركوب الدراجات؛ ومديري المدارس الذين يدْعون إلى وضع حدود للسرعة وإنشاء أرصفة مشاة حول مدارسهم؛ والآباء والأمهات الذين يكونون قدوةً يحتذي بها أبناؤهم. ويمكن للشباب أيضًا أن يأخذوا بزمام المبادرة عن طريق الدعوة إلى اتباع سلوكيات أكثر أماناً بين أقرانهم وإلى تطبيق أنظمة أكثر أماناً لدعم هذه السلوكيات.
وتُعدُّ الوقاية من الإصابات الناجمة عن التصادمات على الطرق ومكافحتها أولوية من أولويات منظمة الصحة العالمية في مجال الصحة العامة على المستوى الإقليمي، وجزءًا لا يتجزأ من الرؤية الجديدة للمنظمة في الإقليم، وهي رؤية 2023، التي تدعو إلى التضامن والعمل من أجل تحقيق الهدف الأسمَى المتمثل في «الصحة للجميع وبالجميع».
وتقع في إقليم شرق المتوسط نحو 10% من الوفيات الناجمة عن التصادمات المرورية في العالم. كما يسجل الإقليم ثالث أعلى معدل في العالم للوفيات الناجمة عن تلك التصادمات من بين أقاليم منظمة الصحة العالمية. ويحدث أكثر من نصف تلك الوفيات في صفوف مستخدمي الطرق الأشد تأثرًا وعرضة للخطر- وهم المشاة، وراكبو الدراجات النارية والدراجات الهوائية. وتُعدُّ الإصابات الناجمة عن التصادمات على الطرق ثامن الأسباب الرئيسية المؤدية للوفاة في صفوف المراهقين وصغار البالغين ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عامًا، بعد العنف الجماعي.
ويمكن الوقاية بقدر كبير من الإصابات والوفيات الناجمة عن التصادمات المرورية من خلال اعتماد نَهْج «النظام الآمن»، وذلك من أجل معالجة مختلف جوانب السلامة على الطرق وتنفيذ التدخلات المسنَدة بالبيّنات التي أثبتت نجاحها في العديد من البُلدان. ومن هذا المنطلق، تدعو منظمة الصحة العالمية في مجموعتها التقنية: "إنقاذ الأرواح" إلى اتخاذ ما يلزم من إجراءات للتعامل مع التحكم في السرعة، والقيادة، وتصميم البنية التحتية وتحسينها، ومعايير سلامة المركبات، وإنفاذ قوانين المرور، والبقاء على قيد الحياة بعد التصادم.
وقد تضمنت الحلول القيادية التي اضطلعت بها البُلدان في إقليم شرق المتوسط إنشاء وكالة تتولى قيادة جهود تعزيز السلامة على الطرق، ووضع استراتيجيات للسلامة على الطرق، وتقييم الأثر الناجم عنها، ومواءمة البيانات المتعلقة بالإصابات الناجمة عن التصادمات على الطرق وتحسينها، وإذكاء الوعي وحشد التأييد الشعبي.
ولإظهار قيادتها في مجال السلامة على الطرق، وضعت المنظمة سياسة شاملة للسلامة على الطرق وإدارة المركبات. وتهدف السياسة إلى ضمان تشغيل المركبات التابعة للمنظمة على نحو مأمون للحدِّ من خطر التصادمات على الطرق، وإدارة أسطولها بصورة مهنية. ومن بين المبادرات الأخرى العديدة المقرر إطلاقها خلال أسبوع السلامة على الطرق، استضافة مكاتب المنظمة، بما فيها المكتب الإقليمي لشرق المتوسط، فعاليات متنوعة لدعم تنفيذ تلك السياسة.
وسوف تكون القيادة من أجل السلامة على الطرق موضوعًا هامًا للنقاش أثناء المؤتمر الوزاري العالمي الثالث للسلامة على الطرق، الذي تستضيفه حكومة السويد في استوكهولم يومَيْ 19 و20 شباط/فبراير 2020. وسوف تستعرض وفود البُلدان من القطاعات المعنية، مثل النقل، والصحة، والداخلية، التقدم المحرز في عَقْد العمل من أجل السلامة على الطرق 2011-2020، كما ستتفق على الخطوات العاجلة اللازمة لتسريع وتيرة العمل من أجل بلوغ الغايات العالمية للسلامة على الطرق.
ويُعَدُّ الأسبوع العالمي للسلامة على الطرق 2019 حدثًا فارقًا في إطار الـمُضي قُدُمًا نحو تحقيق الغايات العالمية للسلامة على الطرق. وهو فرصة فريدة من أجل تجديد الالتزام العالمي بالعمل الجاد نحو إنقاذ آلاف الأرواح التي تُفقد يوميًا على الطرق.
رسالة الدكتور أحمد المنظري المدير الإقليمي بمناسبة أسبوع الأمم المتحدة للسلامة على الطرق 2019
المواقع ذات الصلة
أسبوع الأمم المتحدة العالمي الخامس للسلامة على الطرق
التقرير العالمي عن حالة السلامة على الطرق 2018
صحائف وقائع المنظمة حول الإصابات الناجمة عن حوادث المرور
موقع المنظمة الإلكتروني حول الإصابات الناجمة عن حوادث المرور
إنقاذ الأرواح: المجموعة التقنية الخاصة بالسلامة على الطرق