29 آب/أغسطس 2022: حلَّت تونس بين 6 بلدان أفريقية وقع عليها الاختيار لتحصل على تكنولوجيا الحمض النووي الريبي المرسال (الرنا المرسال) ضمن مبادرة منظمة الصحة العالمية (وهذه الدول الست هي تونس، وجنوب أفريقيا، والسنغال، وكينيا، ومصر، ونيجيريا).
وقد زارت بعثة من كبار خبراء منظمة الصحة العالمية تونس في الفترة من 23 إلى 25 آب/أغسطس 2022، وعقدت اجتماعات مكثَّفة مع جميع الأطراف المعنية، ومنها معهد باستور، والسلطة التنظيمية الوطنية، والمختبر الوطني لمكافحة المخدرات، وهيئة التفتيش الدوائي، وإدارات أخرى تابعة لوزارة الصحة، ومحضنة مؤسسات القطب التكنولوجي سيدي ثابت.
ثم التقت البعثة معالي الوزير البروفيسور عليَّ مرابط لاستخلاص المعلومات منه بشأن نتائج المناقشة وخطة العمل المقترحة استعدادًا لإنتاج تكنولوجيا لقاحات الرنا المرسال.
بدأ كوفيد-19 في الانتشار منذ ما يزيد قليلاً على عامين، وتوجد الآن عدة لقاحات آمنة وفعَّالة لمكافحته، وتم إعطاء أكثر من 10 مليارات جرعة على مستوى العالم.
ولقد كشفت جائحة كوفيد-19 عن نقاط الضعف في سلاسل الإمداد بالمنتجات الطبية المعتمدة بالأساس على عددٍ صغيرٍ من مصنعي المواد الخام والمنتجات النهائية.
ولذا فإن إدراك الحاجة الماسة إلى زيادة الإنتاج المحلي للقاحات، لا سيما في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، لهو أحد أبرز الدروس المستفادة من الجائحة.
وتنويع مصادر الإنتاج عنصر أساسي رئيس في ضمان سلسلة إمدادات موثوق بها توفر الأدوية واللقاحات والمنتجات الصحية الأخرى المأمونة والفعالة.
ونحن نرى أن نقل تكنولوجيا الرنا المرسال خطوة واعدة تفتح آفاقًا للكثير من المنافع؛ إذ لا يقتصر الأمر على زيادة فرص الحصول على اللقاحات المضادة لكوفيد-19 فحسب، ولكنه يتصل أيضًا بأمراض أخرى، منها مثلاً الملاريا وداء الليشمانيات والسل وداء الكلب والسرطان.
وتحسين إتاحة المنتجات الطبية مع ضمان الجودة العالية من شأنه أن يمكّن الإنتاج المحلي من قطع شوطٍ أكبر نحو تحقيق التغطية الصحية الشاملة، ويساعد أيضًا على تحقيق الغايات المرتبطة بالصحة المدرجة في أهداف التنمية المستدامة.
ولن يجعل ذلك العالم أكثر صحةً وقدرةً على التعامل مع الأزمات فحسب، لكن سيخلق أيضًا فرص عمل ويفسح المجال لفرص اقتصادية.
لذا تتطلع منظمة الصحة العالمية إلى تعاونٍ وثيقٍ مع وزارة الصحة وجميع الشركاء لضمان سلامة اللقاحات في تونس وجودة إنتاجها.