القاهرة، مصر، 18 أيار/مايو 2017 - في اليوم العالمي للامتناع عن التبغ لهذا العام، تدعو منظمة الصحة العالمية الحكومات، والشركاء، والمجتمعات، والأفراد للامتناع عن تعاطي التبغ ودفع عجلة التنمية المستدامة. وشعار اليوم العالمي لهذا العام هو: "قل لا للتبغ". إن مكافحة التبغ من شأنها أن تؤدي إلى حماية الصحة، والحد من الفقر، وتعزيز التنمية.
يموت أكثر من 7 ملايين شخص سنوياً نتيجة تعاطي التبغ. ومن هؤلاء يموت 900 ألف شخص نتيجة التعرُّض للتدخين السلبي. وتقع أكثر من 80% من حالات الوفيات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وتتحمل هذه البلدان حوالي 40% من التكلفة الاقتصادية العالمية للتدخين من حيث النفقات الصحية وخسارة الإنتاجية، بما يُقدَّر بحوالي 1.4 تريليون دولار أمريكي.
وفي بعض بلدان إقليم شرق المتوسط، يصل معدَّل التدخين إلى 52% بين الرجال و 22% بين النساء. وبالمثل، فإن البيانات الخاصة بصغار البنين والبنات تنذر أيضاً بالقلق، حيث يمكن أن تصل معدلات تدخين التبغ إلى 42% بين البنين، وإلى 31% بين البنات. وقال الدكتور محمود فكري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، «يمكننا التغلُّب على التبغ من خلال تنفيذ اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ، واعتماد التدابير الخاصة ببرنامج السياسات الست للحدِّ من الطلب على هذا المنتج القاتل. وسيؤدي التنفيذ الشامل في الإقليم للاتفاقية الإطارية للمنظمة والتدابير الخاصة ببرنامج السياسات الست إلى الحدِّ من تعاطي التبغ بمقدار يتراوح بين 20% إلى 40% خلال 5 سنوات، وفي بعض البلدان قد تصل النسبة إلى 36% خلال 5 سنوات، و 56% خلال 15 عاماً».
أضرار التبغ أكثر من مجرد أضرار صحية
يؤدي تعاطي التبغ إلى عواقب صحية واجتماعية وبيئية واقتصادية مدمرة. كما أنه يمثل عائقاً رئيسياً أمام تحقيق التنمية المستدامة، حيث يؤثِّر تعاطي التبغ على الصحة، والفقر، والجوع في العالم، والتعليم، والنمو الاقتصادي، والمساواة بين الجنسين، والبيئة، والشؤون المالية، والحَوْكَمة.
التبغ يؤثِّر على الصحة. يضر التبغ بالصحة ويسبِّب الأمراض والوفاة المبكرة، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة تكاليف الرعاية الصحية وخسارة الإنتاجية.
التبغ يؤثِّر على النساء والأطفال. تستخدم صناعة التبغ بعض المفاهيم والصور التي تنجذب إليها النساء. كما أنها تُعرِّض النساء والأطفال للخطر بسبب زراعة التبغ وإنتاجه، وما قد يتضمّنه ذلك من مواد كيميائية خطرة في الغالب. وبالإضافة إلى ذلك، فإن صناعة التبغ تعتمد بصورة كبيرة على عمالة الأطفال، مما يُفوِّت على الكثير من الأطفال فرصة التعليم بسبب عملهم في حقول التبغ. وعلاوة على ما سبق، فإن النساء والأطفال معرَّضون لخطر الوفاة بسبب تعرُّضهم للتدخين السلبي - حيث يتعرَّض حوالي نصف نساء وأطفال العالم لهذا النوع من التدخين بصورة منتظمة.
التبغ يؤثِّر على الفقر والجوع. الفقراء هم الأكثر عُرضة لتعاطي التبغ. ويضر تعاطي التبغ بالصحة ويسبِّب الأمراض، الأمر الذي يؤدي إلى إفقار من يعانون من هذه الأمراض، وكذلك إفقار أسرهم التي يتعيَّن عليها أن تنفق على الرعاية الصحية. كما أن زراعة التبغ تستهلك الأراضي الزراعية التي كان بالإمكان الاستفادة منها في زراعة المحاصيل الغذائية، مما يتسبَّب في حدوث نقص التغذية.
التبغ يؤثِّر على البيئة. تضر صناعة التبغ بالبيئة. وتُستعمل المبيدات الحشرية ومنظمات النمو والأسمدة الكيميائية استعمالاً كبيراً في زراعة التبغ، مما يتسبَّب في وقوع مشاكل صحية بيئية. كما أن استهلاك السجائر يؤدي إلى تلوث الهواء وإنتاج أطنان من مخلفات التبغ التي تحتوي على أكثر من 7000 مادة كيميائية سامة، بما في ذلك الـمُركّبات المسبِّبة للسرطان. وتؤدي زراعة التبغ أيضاً إلى إزالة الغابات، مما يؤدي بدوره إلى التغيُّر المناخي - حيث أن كل 300 سيجارة منتَجة يقابلها فقدان إحدى الأشجار. وبالإضافة إلى ذلك، فإن أعقاب السجائر تؤدي إلى انتشار القمامة في البيئة، علاوة على كونها سامة للحياة المائية.
امنعوا التبغ، أنقذوا الأرواح
وفي إطار الحث على مكافحة التبغ، قال الدكتور فكري، "مكافحة التبغ تنقذ الأرواح وتقلل من التفاوت الصحي". كما يمكن لمكافحة التبغ أن تكسر دائرة الفقر، وتساهم في القضاء على الجوع، وتعزز الزراعة المستدامة والنمو الاقتصادي، وتكافح التغيُّر المناخي.
الحكومات ينبغي أن تعزِّز تنفيذ التدابير الواردة في الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة التبغ، والتدابير الواردة في برنامج السياسات الست للحدِّ من تعاطي التبغ.
البلدان والمجتمع المدني ينبغي أن يتصدّوا لتدخل دوائر صناعة التبغ في العمليات السياسية، وهذا بدوره سيؤدي إلى تقوية العمل الوطني في مكافحة التبغ.
الجمهور والشركاء ينبغي أن يشاركوا في الجهود الوطنية، والإقليمية، والعالمية الرامية إلى وضع استراتيجيات وخطط التنمية وتنفيذها وتحقيق الأهداف التي تعطي الأولوية للعمل على مكافحة التبغ.
الأفراد ينبغي أن يساهموا في صُنع عالم مستدام خال من التبغ، إما بالالتزام بعدم الإقدام على تناول منتجات التبغ على الإطلاق، أو بالإقلاع عن هذه العادة الكريهة.
لمزيدٍ من المعلومات، يُرجَى الاتصال بـ:
السيدة نسرين عبد اللطيف، مسؤول الاتصال،
الأمراض غير السارية والصحة النفسية
الهاتف: 5140 319 2 0122+
البريد الإلكتروني:
الدكتورة فاطمة العوا، المستشارة الإقليمية،
مبادرة التحرر من التبغ
الهاتف: 9767 006 2 0100+
البريد الإلكتروني: